تصعد مراسلتنا لودميلا جاكسون لسيارتها ذات الأرقام الموحدة و تذهب للقاء الدكتور سمير بتاع ستريدا (د. س. ب. س.) فتجده منهمكا بترتيب مجموعة من رشاشات العوزي متقنة الصنع في إسرائيل.
لودميلا جاكسون: مرحبا دكتور سمير بتاع ستريدا.
دكتور سمير بتاع ستريدا: أهلا لودميلا جاكسون، هل أنت سورية؟
ل. ج. : لا... لا أظن أني سورية...
د. س. ب. س. : هل أنت فلسطينية؟
ل. ج. : لا... لا أظن!
د. س. ب. س. : هل أنت مسلمة؟ مارونية من بيت فرنجية في إهدن؟ من بيت شمعون؟
ل. ج. : لا... للأسف لست!
د. س. ب. س. : خسارة! كنت أرغب بتجربة بعض الأشياء التي بعت دمي و اشتريتها مؤخرا...
ل. ج. : لا بأس، أظن أنك ستتمكن من تجربتها إن تابعت الجهد، لكني أرغب بطرح بعض الأسئلة عليك...
د. س. ب. س. : أية أسئلة؟
ل. ج. : أسئلة صحفية طبعا، لكن قبل ذلك أرجو أن تتقبل تهنئتي -و لو أنها متأخرة- بخروجك من السجن. هل ما زلت تعتبر أن إدخالك للسجن كان ظلما؟
د. س. ب. س. (و قد انتفخت أوداجه) : هو لم يكن ظلما فقط، بل فوق ذلك هو كان إهانة! يسجنوني لأنني قتلت رشيد كرامي؟ يعني يتجاهلون كل منجزاتي في حرب الجبل! كم من الفتيات الدرزيات أمرت جنودي باغتصابهن أمام عيون إخوتهن؟ و كم قتلت من أولئك الإخوة؟ ثم يأتيني هذا القاضي الزب فيحاسبني على قتل رئيس وزراء ؟
ل. ج. : عفوا د. س. ب. س. و لكن ألا تذكر أن "منجزاتك" تلك كانت لها نتائجها الفظيعة على سكان الشوف المسيحيين، و هم من عاشوا بمحبة و وئام مع الدروز لمئات السنين، فكانت نتائج "منجزاتك" إياها إشاعة الحقد و الفرقة و تهجير أولئك المسيحيين؟
د. س. ب. س. : لكننا أعدنا الوئام! لقد سمينا وليد جنبلاط وزيرا للمهجرين!
ل. ج. (و باستغراب) : تماما، لكن وزير المهجرين هذا لم يقم بإعادة المهجرين لقراهم!
د. س. ب. س. (و بابتسام) : تماما، لكنه أخرجني من السجن!
ل. ج. : طيب يعني... السجن... يعني أنت مع ذلك قتلت رئيس وزراء... يعني اليوم العالم بأكمله يحارب سوريا لأنه يشتبه بقتلها لرئيس وزراء لبناني سابق، و أنت ثبت أنك قتلت رئيس وزراء لبناني سابق، فكيف تعتبر أن السجن كان ظالما؟
د. س. ب. س. : طبعا هو كان ظالما! كيف يسجنوني و أنا مسيحي أدافع عن سيدتنا العدرا؟ ألم تشاهدي جنودي حين كانوا يقتلون السوريين و الفلسطينيين و عملائهم اللبنانيين كانوا يضعون حول أعناقهم صلبانا خشبية كبيرة؟ أنا خادم العدرا و لا يجوز صلبي... عفوا، حصل معي التباس، أقصد لا يجوز سجني...
ل. ج. : طيب مع ذلك دكتور، أرغب أن أسألك عن قصة المقبوض عليهم من المسلحين بتوعك...
د. س. ب. س. (و بانفعال) : أنا مالي علاقة، هاذول بتاعون الألبيسي... حتى شوفي بيار الضاهر هوي اعترف فيهن...
ل. ج. : إي بس يعني ثخينة شوي... يعني هم 22 من جماعة "الصدم" بتاعة القوات اللبنانية ما غيرها...
د. س. ب. س. : أنت "تصدمينني" بهذا الكلام!
ل. ج. : دكتور سمير، لنكن جديين! أنتم كنتم تقومون بالتدريب على عمليات اغتيال و بواسطة سيارات تحمل لوحات مزيفة!
د. س. ب. س. : ها نحن قد عدنا للإفتراءات من جديد! هذه يا سيدة لودميلا لم تكن سيارات، و لكنها "سيارات ذات دفع رباعي"، يعني فرقت متر!
ل. ج. : عفوا، لا استطيع أن أرى الفرق!
د. س. ب. س. : ثم نحن لم نكن نتدرب على تنفيذ اغتيالات، لكننا كنا نعيد فحص ما قمنا به، يعني كنا نعمل "ديبرييف" لجنودنا!
ل. ج. : لكن هذا "سكوب" من الدرجة الأولى، يعني أنت تعلن أنك قتلت بيار أمين الجميل؟
د. س. ب. س. : لا طبعا! نحن بعنا دمنا و اشترينا رشاشات العوزي كي نصطاد الدرغل (*)!
ل. ج. : إذن أنت تهوى الصيد و القنص؟
د. س. ب. س. : و النياشة!
ل. ج. : شكرا على الوقت الذي أتحته لي دكتور سمير.
د. س. ب. س. : لا شكر على واجب. هل أنت درغله كي أصيدك؟ هل أنت من بيت الجميل كي أقنصك؟ هل أنت امرأة كي ...
(تهرب لودميلا جاكسون بأقصى سرعتها)...
--------------
(*) لمن لا يعرفه: الدرغل، و مفرده درغلة، هو نوع من الأوابد، يعني من الطيور المقيمة التي لا تهاجر، و هو نوع مرغوب جدا من قبل الصيادين.