آخر الأخبار

الفيسبوك ,صناعة الثورات أم بيع الوهم؟

بعد أن عرف شباب الفيسبوك المصريين حجمهم على الارض بعد الإستفتاء الأخير على التعديلات الدستورية وبين أن 77 بالمئة من المصريين يؤيدون ما رفضوه هم , يطرح السؤال بقوة ماهو دور الفيسبوك حقا فيما نسب إليه من صناعة الثورات ؟
وهل حقا هو من صنعها أم أنه قد تم استغلاله كقناة تواصل لبث الدعاية والإشاعة واعتماد المحطات التلفزيونية على مواد تبث من خلاله وبعضها ثبت أنه مفبرك لتغذية الدعايةوالتحريض ليس إلا ..

فيتم إنشاء صفحات باسم شخصيات عامه شهيرة ووضع تصريحات وصور عنهم ليتبين أن هذه الصفحات مزورة ,حاول العديد من الفنانين والشخصيات الذين أنشأت صفحات بأسمائهم من قبل أشخاص مزورين, أن يبلغوا عن صفحات مسيئة , ولكن لا يتم الإستجابة لطلبهم والمفارقة أنه تم إلغاء الصفحات التي تتحدث عن الشعب الفلسطيني ومقاومته من بين كل الإبلاغات عن مواقع مسيئة.

ويعتقد العديد من الخبراء والدارسين أن هذه الشبكات هي أمكنة ممتازة لجمع المعلومات وربطها منطقيا مع بعضها حيث تصب في غرف عمليات محددة بيانات المستخدم والأمكنة التي يدخلها وأكثر اهتماماته والمجموعات التي يشارك بها, والأسئلة التي يطرحها حتى ونوعية مقاطع الفيديو التي يستعرضها ,ويربط ذلك بأصدقائه ومعارفه وأهله .
ويقر البعض الآخر بأهمية الشبكات الإجتماعية في التواصل بين مجموعات من الناس لها نفس الإهتمامات , وهي تعمل على معرفة أفكار مختلفة والدخول في نقاشات مع آراء متناقضة ,
وإن فضاء الشبكات الإجتماعية هو انعكاس للواقع ,ولكن بشكل منفلت , فكما في الواقع يوجد كبت وتطرف وقمع فسينعكس ذلك على الشبكة ايضا .

ويعترض أيضا على ذلك من لا يجد فيه وسيلة تواصل وحوار بالقول , هذا الجدل إن حدث يحدث مع أشخاص لهم تفكير واهتمامات متقاربة وليس بين مجموعات مختلفة ,إنك لا تختار سوى الاصدقاء الذين يفكرون مثلك ولا تنتمي إلا للمجموعات التي تؤيد , فكيف وأين ومع من يحصل الجدل والحوار.

ويتم في هذا الفضاء المفتوح نصب محاكم تفتيش والتعرض للناس ولمواقفهم بتصنيفهم وفق رأي ومحكمة من ينشىء الصفحة , فمن لائحة العار إلى لائحة المنافقين إلى أعداء الثورة إلى صفحات فضائح وتشهير..بل وبعضها يقوم بإنشاء صفحات للهجوم على الطوائف والمذاهب والدعوة للثورة عليها!

وبدا أن العديد من هذه الشبكات والمواقع لا تتمتع بأي حس مهني أو أخلاقي وليست لها اية مصداقية ولا تتوانى عن ممارسة أي فعل في سبيل تحقيق غايتها التي أنشئت لها, ففي مثل هذا الفضاء الافتراضي يتم إلقاء أية مواد بدون أي اعتبار لحقيقتها .

ومن القصص عن ثورة الفيسبوك السورية هو لجوء شبكات تتبنى شعار الثورة إلى فبركة العديد من المقاطع مثل :
مقاطع بثتهّا شبكة "شام" المعارضة تحت عنوان القمع في درعا أمّا الحقيقة فهي في مكانٍ آخر.
وبالمراجعة السريعة لشبكة "yutube" تبين أن هذا يعود الى عام 2008 أمّا المكان فهو منطقة واع القبة درج العمري في شمال لبنان وذلك غداة الإشكالات التي شهدتها المنطقة عام 2008.

مشهد آخر لتظاهرة في مدينة القنيطرة المغربية , يصبح لدى هذه الصفحات في مدينة القنيطرة السورية .

مشهد آخر لعدد من السيارات المنسوبة لمن يعتبره الموقع "شبيحة" أما التاريخ فهو أحداث أيار عام 2008 في لبنان أيضاً.

مشهدٌ ثالث يحاول موقع "شام" إسقاطه على واقعٍ غير موجود. رجلٌ يضرب شرطي والتاريخ يعود الى شهر ايلول من عام 2010 وسببه برنامج يُعنى بالسلامة المرورية واسمه "عكس السير".

وصورة نسبت لطفل تعرض للتعذيب في درعا , ليتبين أنها لطفل تعرض لهجوم من كلب شارد منشورة في موقع سوري منذ عدة اشهر.
إضافة لفبركة العديد من الصور من مظاهرات قديمة جرى إجراء عملية مونتاج لتبدو أنها ضد النظام السوري.

وأخيرا هذه القصة التي تختصر الكثير:
حاول بعض المثقفين بالتنسيق مع شباب المجموعات الافتراضية على الفايسبوك تنظيم اعتصام قبل أيام، قبالة وزارة العدل، لكنّ نحو عشرة فنانين حضروا في الوقت المحدد، فوجدوا العناصر الأمنية في انتظارهم بدل أصدقائهم المفترضين على الفايسبوك. وفي مختلف التحركات التي جرت الدعوة إليها عبر الفايسبوك، كان الحضور خجولاً جداً، يعدّ في الأغلب على أصابع اليد الواحدة، بينما التحركات الشعبية الكبيرة، ولا سيما في درعا، لم يكن لها أي علاقة بالإنترنت ولا بخدماته الثورية.