آخر الأخبار

جولات كيسنجر المكوكية في وثيقة تم الكشف عنها

.ومن بين هذه الوثائق ,محاضر إجتماعات كيسنجر مع الحكام العرب والإسرائيليين خلال الجولات المكوكية التي قام بها سنة 1974,السنة التي تلت حرب أكتوبر-حرب رمضان بين العرب وإسرائيل ,عندما عبرت القوات المصرية قناة السويس شرقا ,وحررت جزءا من سيناء (التي كانت إسرائيل إحتلتها في حرب سنة 1967).

وفي نفس الوقت تقدمت القوات السورية جنوبا,في مرتفعات الجولان(التي إحتلتها إسرائيل ايضا في حرب سنة 1967).

لكن إسرائيل إستنجدت بأميركا ,وأمر الرئيس نيكسون بإرسال إمدادات سريعة لكميات كبيرة من الأسلحة,مما ساعد القوات الإسرائيلية على وقف تقدم القوات السورية ثم إحتلال جزء أكبر من الجولان.

كما ساعدت القوات الإسرائيلية على عبور قناة السويس غربا نحو القاهرة ,فيما سمي ثغرة الدفرسوار .

وبعد وقف إطلاق النار,بدأ كيسنجر جولات مكوكية لفك إشتباك القوات المصرية و الإسرائيلية في قناة السويس,وأيضا فك إشتباك القوات السورية والإسرائيلية في الجولان.

البداية من إسرائيل والإجتماع مع غولدا مائير

في ما يلي مقتطفات من محاضر إجتماعات هنري كيسينجر مع غولدا مائير,رئيسة وزراء إسرائيل:

سري جدا , حساس , محدود , يقرأ فقط .

مذكرة الحديث.

المشتركون:الجانب الإسرائيلي:رئيسة الوزراء, جولدا مائير, السفير في واشنطن,سمحا دينتز,الجانب الأمريكي:وزبر الخارجية,د.هنري كيسنجر وعضو مجلس الأمن القومي,بيتر ردمان.

التاريخ: السبت 12/1/1974
الوقت:8015-9 مساء

المكان: منزل رئيسة الوزراء,القدس.

المحضر

- كيسنجر: كيف حالك؟ تبدين أحسن صحة مما توقعت(كانت مريضة).

- رئيسة الوزراء: حتى أمس كان الألم شديدا جدا. لم أكن قادرة على الجلوس.كنت أحس بالراحة فقط أفقيا,عندما أرقد على ظهري.كيف حال السادات؟

- كيسنجر: هو أيضا مريض.أصيب بالأنفلونزا.حتى الآن قابلت كل الحكام العرب,وأعتقد أن السادات أسهلهم في التفاوض.

- رئيسة الوزراء: هل هذا صحيح؟نحن لم نضع له أهمية كبيرة.

- كيسنجر: السادات قال لي رأيه في الروس.ربما كذب علي.لكنه أمر بإلغاء زيارة....

-رئيسة الوزراء: تقصد إلغاء زيارة وزير الخارجية,فهمي إلى موسكو؟

-كيسنجر:نعم, نحن نتسلم تقارير من وكالات إستخباراتنا عن السادات وعن رأي زملائه العرب فيه.الرئيس الأسد يقول أنه....(كلمة غير مهذبة).زملائه الحكام العرب يقولون أنه يريد إنسحاب القوات الإسرائيلية من قناة السويس,ثم إنسحابا من صحراء سيناء,ثم تحويل سيناء إلى منطقة منزوعة السلاح.وهكذا يكون إخراج مصر من مسلسل الحرب مع إسرائيل,ويكون وجد عذرا لعدم دخول مصر في حرب أخرى معها.

القذافي وبورقيبة

-رئيسة الوزراء: سمعت أن القذافي(الرئيس الليبي) و بورقيبة ( الرئيس التونسي) يريدان قيام وحدة بين بلديهما.

-كيسنجر: أنا أتحدث مع السادات عن الوضع الحالي داخل إسرائيل ,وأرجو أن تغفري لي.تحدثت له عن الحزب الديني الوطني,وعن موقف الحزب المتطرف من الموضوع الفلسطيني,وعن الوضع الصعب الذي أنت فيه, بأنك لا تقدرين الآن على تفديم أي إقتراح عن الفلسطينيين.وأنا قلت للسادات: لا تغضب الإسرائيليين .والسادات قال: هذا صحيح وقال ظانه لن يتحدث عن ظاي موضوع آخر (يقصد الموضوع الفلسطيني) خلال سنة 1974.وأنا إشترطت عليه قبل أن آتي إلى هنا, أن لا يثير أي موضوع غير موضوع فك إشتباك القوات الإسرائيلية والمصرية .وهو وافق.

- رئيسة الوزراء: هيكل(تقصد محمد حسنين هيكل,الذي كان رئيسا لتحرير جريدة الأهرام ,وكان مستشارا للرئيس السادات) قال أن مصر لم تكن قادرة على التفاوض لولا الحرب التي أعلنتها.

-كيسنجر: نعم, قال ذلك.

المصريون والعرب

-رئيسة الوزراء: هيكل عارض كل شيئ.قال أنه مثل إتفاقية مؤقتة.

- كيسنجر: هيكل في وضع حرج,والعرب يعتقدون أنه أخطأ.

-رئيسة الوزراء: المصريون ,حتى وقت قريب, لم ينظروا إلى أنفسهم كعرب.وعندما تأسست جامعة الدول العربية , (سنة1945)لم يكونوا يريدون, الإنضمام إليها.لكن أنطوني ايدن (الديبلوماسي البريطاني الذي أصبح رئيسا للوزراء,بعد ذلك بعشر سنوات)ضغط عليهم حتى إنضموا.

- كيسنجر: أنا أتحدث مع الرئيس السوري حافظ الأسد. لكنه لم يقدر على التحايل(يقصد إصرار الأسد على حل المشكلة الفلسطينية,وحديثه الكثير والطويل عن الموضوع الفلسطيني).لكن السادات يتحدث لعشر دقائق فقط عن فلسطين,حتى يقدر أن يقول للآخرين أنه ناقش الموضوع .السادات لا يتحمس للموضوع الفلسطيني,مثل بقية الحكام العرب.لكن الرئيس السابق جمال عبدالناصر كان مختلفا عن السادات.

- رئيسة الوزراء: هذا صحيح.

-كيسنجر: السادات طلب منا اليوم مساعدات لحفر قناة جديدة إلى الشرق من قناة السويس لإستعمال ناقلات البترول العملاقة.

- السفير د نتيز: سمعنا أنه يريد حفر قناة إلى الغرب من قناة السويس.

-كيسنجر: السادات يريد توسيع قناة السويس الحالية لتكون لإتجاه واحد .والقناة الثانية التي يريد حفرها ستكون لإتجاهين.السادات طلب مساعدة أمريكية,وأنا قلت له: أطلب المساعدات من العرب الذين عندهم المال .وهو قال : أنا أريد علاقة مع الغرب لموازة علاقتي مع العرب .

أعتقد أنه يريد نصف التكاليف من السعوديين والنصف الآخر من الأمريكيين.ونحن من جانبنا ,سنقدم له كل دعم يريد.لكننا لم ندرس تفاصيل الموضوع .وأنا أعتقد أن إعادة فتح قناة السويس وتحويل سيناء إلى منطقة منزوعة السلاح ,معناها أن السادات لن يقدر على إعلان الحرب على إسرائيل مرى أخرى.

الوزير دالاس

-رئيسة الوزراء: دالاس أخطأ كثيرا في موضوع سد أسوان (تقصد جون فوستر دالاس ,وزير الخارجية الأمريكية,الذي رفض مساعدة مصر في بناء السد العالي.بعد سنوات من الثورة المصرية سنة 1952.هل تقصد رئيسة وزراء إسرائيل أن دالاس كان يجب أن يوافق على مساعدة مصر؟)ماذا قال السادات عن موضوع فك إشتباك القوات الإسرائيلية والمصرية في قناة السويس؟

-كيسنجر: لم نتحدث عن هذا الموضوع.أنا قصدت أن أثير خوف المصريين بأن أقول لهم أن الوضع الإسرائيليي غير مستقر (أي أن إسرائيل ربما لن تقدر على فك إشتباك القوات).

-هذا صحيح.

-كيسنجر: أنا قلت للسادات أنك تريدين الإنتظار قليلا,قبل التفاوض حول فك الإشتباك...وهذا جعله يقلق,وجعله يقول أنه أمام خيارين:فك إشتباك القوات أو مواصلة الهجوم العنيف على إسرائيل....والسادات يريد حلا سريعا,ويريده قبل أن أعود إلى أميركا.وأنا قلت له:

- إذا كنت تريد حلا سريعا,لن تحصل على كل مطالبك .وهو وافق على السماح للسفن الإسرائيلية أن تستعمل مضائق تيران(في خليج العقبة)وباب المندب(في جنوب البحر الأحمر)....

شرم الشيخ

-رئيسة الوزراء نحن لا نحتاج لموافقة إستعمال مضيق تيران لأننا لن ننسحب من شرم الشيخ.

-كيسنجر: إستخباراتنا تقول أن السادات يواجه مشاكل من اليساريين المصريين والدول العربية المتطرفة(مثل سوريا والعراق وليبيا)...السادات عنده مشاكل كثيرة.

-رئيسة الوزراء: السادات يعرف كيف يتخلص من الذين يختلفون معه.

-كيسنجر: لكن السادات حقيقة يواجه مشاكل كثيرة.الرئيس الجزائري بومدين قال أن عواطفه مع سورية,لكن عقله مع مصر(أي أن مصر هي حجر الأساس في الصراع مع إسرائيل).

-رئيسة الوزراء:ليس هناك خطر على الأسد ,سيبقى في الحكم.

-كيسنجر: أعتقد أنه من الأفضل بالنسبة لك بداية الإتصال مع السوريين .بداية بقائمة أسرى الحرب,وجمع شمل العائلات .هذه العملية ستستغرق ما بين شهرين أو خمسة أشهر.

-رئيسة الوزراء: السوريون رديئون والتعامل معهم صعب....

-كيسنجر: أنا أفضل التعامل مع السوريين, وآمل ألا يتهموني بأني أخونهم...زالسادات قال لي أن السوريين يجب أن يتعاونوا مع جمعية الصليب الأحمرالدولية ويقدموا قوائم بالأسماء.والسادات أقسم لي أنه كتب خطابا للأسد عن هذا الموضوع.

-رئيسة الوزراء: ليس سهلا التعامل مع الأسد.

-كيسنجر: الأسد أسوأ من السادات في التعامل معه,لكن السادات في الجانب الآخر,يقول أن عبد الحليم خدام,وزير خارجية سورية,هو الأسوأ,وأنه لئيم,وأنه جاسوس للروس.كما أن الأسد لا يقدر على إتخاذ قرار بمفرده من غير مشورة حزب البعث السوري.وفي الجانب الآخر يقول السادات أن حزب البعث السوري فيه جواسيس روس,وجواسيس عراقيون.

-رئيسة الوزراء: نعم,حزب البعث السوري فيه جواسيس....

الكيلومتر رقم 101

-كيسنجر:االسادات يريد حل مشكلة وجود القوات الإسرائيلية غرب قناة السويس في أسرع وقت ممكن,ويريد قبل عودتي إلى واشنطن,توقيع إتفاقية فك الإشتباك ي الكيلومتر رقم 101(في الطريق إلى القاهرة).

-رئيسة الوزراء: لكن هناك أشياء لا أقدر على تنفيذها.هناك قوات مصرية كثيرة شرق قناة السويس,وهناك صواريخ سام الروسية التي تحمي المصريين.

-السفير دينتز: نحن أجرينا مفاوضات ناجحة في البنتاغون,مع وزير الدفاع الأمريكي شلسنجر.وهذه المرة المفاوضات كانت أحسن من مفاوضات المرة السابقة.وكان الوزير شلسنجر إيجابيا ,وقال أنه سينظر في طلباتنا بروح إيجابية.والمسؤولون في البنتاغون قالوا لنا: سنلبي طلبكم,لا تحرضوا علينا كيسنجر .(كيسنجر ضحك,وضحك معه الآخرون).

شلسنجر يهودي؟

- رئيسة الوزراء: الوزير شلسنجر رفض في البداية إرسال مزيد من الأسلحة لنا.لكنن في النهاية,نجحنا في الحصول عليها,وفي نقاها إلى إسرائيل بطائراتنا.

- كيسنجر: هذا غباء من جانبهم ألا يعطوكم الأسلحة.حتى إذا كانوا يؤيدون العرب ضدكم,أفضل لهم أن يعطوكم الأسلحة في الوقت الحالي,لأن هناك مفاوضات وتحركات.هذا أفضل من أن يعطوكم الأسلحة في المستقبل,عندما يهدأ الوضع.

- السفير دينتز: المشكلة ليست الوزير شلسنجر.المشكلة هي نائبه.

-كيسنجر: هذا صحيح.

- السفير دينتز: هل تعرف أن شلسنجر يهودي؟

- كيسنجر: هل هذا صحيح؟

- السفير دينتز: ولد يهوديا,لكنه إعتنق المسيحية عندما تزوج مسيحية.

-كيسنجر: شلسنجر يهودي,هذا خطر???????????????!.

(إنتهى الإجتماع في الساعة الثامنة وخمسين دقيقة.وبعدها ,وحتى الساعة التاسعة ,تفاوض كيسنجر ورئيسة الوزراء منفردين).

حتى كيسنجر إشتكى من إسرائيل

يبدو أن هناك طريقتين للتعامل مع الإسرائيليين:

القوة أو المفاوضات السلمية,لكن كثيرا ممن تفاوضوا مع الإسرائيليين إشتكوا من مناوراتهم ومماطلاتهم ومماحكاتهم ومراوغتهم ومداهناتهم.

لقد إشتكى من ذلك المصريون,الأردنيون,والآن يشكو من ذلك الفلسطينيون.

حتى هنري كيسنجر ,وزير خارجية أميركا الأسبق,إشتكى من ذلك,كما توضح وثائق البيت الأبيض السرية التي كشفت في واشنطن مؤخرا.

الوثائق التي تغطي فترة ما قبل ثلاثين سنة ,عندما قام كيسنجر بجولات مكوكية في الشرق الأوسط,بعد حرب أكتوبر (تشرين الأول)سنة1973.وكان الهدف هو فك إشتباك القوات المصرية والإسرائيلية في قناة السويس,والقوات السورية والإسرائيلية في مرتفعات الجولان.

في ذلك الوقت, وحتى الآن,كان كيسنجر ولا يزال منحازا إلى جانب إسرائيل,فكيسنجر اليهودي لا ينفي تأييده لإسرائيل .

لكن وثائق البيت الأبيض السرية توضح أن كيسنجر نفسه لاحظ هذه المناورات,المماطلات,المماحكات,المراوغات و المداهنات.بل إشتكى منها خلال إجتماعه مع الرئيس المصري أنور السادات,بل ودافع عن الجانب المصري في بعض النقاط,حتى بدت المفاوضات وكأنها بين كيسنجر وإسرائيل لا بين مصر وإسرائيل.وهنا مقتطفات من وقائع إجتماع بين كيسنجر والسادات.

البيت الأبيض ,واشنطن
مذكرة حديث

سري جدا,حساس,للإطلاع فقط

المشتركون:

في الجانب المصري,أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية,إسماعيل فهمي وزير الشؤون الخارجية,المشيرمحمدعبد الغني الجسمي القائد العام للقوات المصرية.

في الجانب الأمريكي هنري كيسنجر وزير الخارجية,السورث بانكر السفير المتجول ورئيس الوفد الأمريكي لمفاوضات السلام في جنيف جوزيف سيسكو مساعد وزير الخارجية للشرق الأدنى,بيتر ردمان عضو مجلس الأمن القومي.

التاريخ:الإثنين14 يناير(كانون الثاني)1974.

الوقتك من العاشرة والنصف صباحا إلى الثانية ظهرا.

المكان:منزل الرئيس أسوان,مصر.

من الساعة العاشرة والنصف صباحا إلى العاشرة وخمس وأربعين دقيقة صباحا ,إجتمع الوزير كيسنجر مع الرئيس السادات منفردين,وناقشا الخريطة التي حملها كيسنجر معه من إسرائيل (عن فك إشتباك القوات المصرية والإسرائيليلة في قناة السويس).بعدها إنضم إلى الإجتماع بقية من أعضاء الوفدين.

-كيسنجر: عملنا أمس في إسرائيل طوال الليل لمواصلة جهودنا.سيسكو عمل حتى الرابعة صباحا,وأنا إستيقظت في السابعة والنصف وواصلت ما كان يعمل من إتصالات ودراسات.

-السادات: الصحف قالت صباح اليوم أنكم إتفقتم مع الإسرائيليين علىتشكيل لجنة عمل(هنا إستدعي المصورون الصحفيين للإتقاط الصور)

-كيسنجر: إتفقنا على تشكيل لجان عمل.

-كيسنجر: أنا قلت للصحفيين أن خبرا مهما سيعلن الليلة.وقلت لهم أن الخطة التي ستعلن إما ستكون خطة كيسنجر أو خطة سيسكو (ضحك).

وزير الخارجية فهمي:كل شيئ يعتمد على نجاح الخطة(ضحك).وأنا قلت لسيسكو,إذا نجحت خطته,سنرسله إلى الوادي الملوك ليحنط ,ويحفظ مثل الفراعنة(ضحك).

إقتراحات إسرائيلية
-كيسنجر: من الذي يريد تحنيط سيسكو والإحتفاظ به؟(ضحك).أريد أن انقل لكم ما قلت للرئيس قبل أن تنضموا للإجتماع... قلت له:أنا هذه المرة كررت للإسرائيليين أن يقدموا خطة جادة وواضحة لإنسحاب قواتهم,وأن يوافقوا اللعب معنا وتقديم مقترحات,ثم تغييرها.في البداية قالوا أنهم سيسحبون قواتهم من اأراضي المصرية ,شرط أن تحل محلها قوات تابعة للأمم المتحدة,لا قوات مصرية.أنا رفضت هذا الإقتراح.

ثم قالو أنهم سيسحبون قواتهم ,على أن تحل قوات الأمم المتحدة في نصف المنطقة ,والقوات المصرية في النصف الثاني,وأنا رفضت هذا الإقتراح أيضا ,وقلت لهم أنني لا يمكن أن أقدمه للرئيس السادات ,لأن هذه أرض مصرية.

ثم طلبوا مني,على أي حال أن أنقل الإقتراح للرئيس السادات ,ثم أعود إليهم .رفضت وقلت أن هذه مضيعة للوقت .وأخيرا,قدموا إقتراحا بأن تتمركز قوات الأمم المتحدة بين القوات الإسرائيلية والمصرية وقالوا أنهم جادون هذه المرة.

نقلت هذا للرئيس السادات وقلت له أنا أخلاقيا ,لا أقبل أن تنسحب القوات المصرية من أراض مصرية إستردتها ,وهي تبعة لها.وقلت له أنا لست صاحب القرار ,لكنني ,أخلاقيا ,لا أقبل هذا الطلب.وقلت له أنا سأعود إلى إسرائيل وأقول لهم أن الرئيس السادات رفض الإنسحاب من أراض إستردها ,وهي أراض مصرية في المكان الأول.

-السادات: أنا قلت للوزير كيسنجر أن يقول للإسرائيليين أنا سأوافق إذا تمركزت قوات الأمم المتحدة أمام الخط الأمامي للقوات المصرية(في المنطقة التي تحتلها القوات الإسرائيلية).

لن يوافقوا
-كيسنجر: أنا متأكد من أن الإسرائيليين لن يوافقوا على ذلك؟
-السادات: لن يوافقوا على الخط اأمامي لقواتنا؟

-كيسنجر: نعم,لن يوافقوا على ذلك.أنت طلبت,مني أناقش معهم في هذه النقطة ,لكنني متأكد أنهم لن يوافقوا عليها...وحتى إذا وافقوا ,كانوا قالوا لي أنهم سيحتاجون إلى ثلاثة أشهر لإكمال الإنسحاب,وأنا قلت لهم أن هذه الفترة طويلة.ثم قالوا أنهم يحتاجون إلى شهرين ,وأنا قلت لهم أن هذه الفترة طويلة,أيضا .وسأرى في زيارتي القادمة ماذا سيقولون....

-السادات: هذا صحيح؟

-كيسنجر: على أي حال أنا قدمت للرئيس السادات الخطة الإسرائيلية النهائية التي حصلت عليها منهم ,بعد جهد كبير ,وعذاب شديد,لا يصدق.رغم أني أعرف أن الرئيس السادات لن يقبلها....

-السادات: هذه خطة معقدة وتحتاج إلى تبسيط.

-كيسنجر: دعني أقول لك خطتهم.عندهم سبعة شروط رئيسية,لا بد من تنفيذها قبل أن ينسحبوا:

أولا:تأكيد وقف إطلاق النار.وأنا قلت لهم هذا شرط سهل.

-السادات: نعم.

باب المندب
- كيسنجر: الشرط الثاني:فتح طريق باب المندب (جنوب البحر الأحمر)للسفن الإسرائيلية .وأنا قلت لهم أن هذا شرط سهل أيضا.الشرط الثالث: السماح للسفن الإسرائيلية بإستعمال قناة السويس,عندما تنظف,وتفتح للملاحة مرة أخرى.

-السادات: هذا موضوع سياسي وليس عسكري.

-كيسنجر: أنا أنقل لك ما قالوا فقط.الشرط الرابع:إنسحاب كل القوات والمتطوعين الأجانب من مصر(يقصدون القوات المغربية والجزائرية وغيرها,المتطوعين من دول عربية أخرى والذين وصلوا إلى مصرلدعمها في حرب 1973 ضد إسرائيل).

-السادات: هذا إقتراح سخيف.

-كيسنجر: الشرط الخامس: تحديد أجهزة لمراقبةومتابعة تنفيذ الإتفاقية.وهذا شيئ مفهوم ,والشرط السادس أنا لا أفهمه جيدا,وهوعن عدم التدخل في رحلات الطائرات المدنية...

-سيسكو: يقصدون أن تسمح مصر بمرور الطائرات الإسرائيلية فوق أراضيها إلى الدول الإفريقية ,ومنها.

لجنة العمل
-كيسنجر: أعتقد أن هذا يخص مفاوضات السلام النهائية.

-السادات: إنهم يريدون رفع المقاطعة عنهم.هذا موضوع سياسي وليس عسكريا.

-السادات: (بعد تبادل الحديث مع أعضاء الوفد المصري):هل يمكن تشكيل لجنة عمل من الجانبين لبحث هذه المواضيع؟

-كيسنجر: نعم,هذا ممكن.لكن أعتقد أن تشكيل اللجنة لا يكفي,ولا بد أن نحدد للإسرائيليين ما يجب أن تفعل اللجنة.

-السادات: هذا صحيح.

(في الساعة الثانية عشرة خرج الوزير كيسنجر والرئيس السادات للحديث معا منفردين ,وإستمر باقي أعضاء الوفدين في الحديث):

-الجمسي: نحن لن ننسحب من الأراضي التي حررناها.

-وزير الخارجية فهمي: الإسرائيليون يريدون المعاملة بالمثل.لكن كيف المعاملة بالمثل وتحد لدباباتهم ودباباتنا؟هذا شيئ غير منطقي نحن ندافع عن وطننا,ودباباتهم لا تدافع,دباباتهم في أرض مصرية...

-(لا يرد أحد من الجانب الأمريكي).

يغيرون رأيهم
-الجمسي: الإسرائيليون يريدون الإنسحاب قليلق ثم يفعلون مل يشاوءن,وفي الوقت نفسه المطلوب منا أن ننسحب لمسافة بعيدة يشروط صعبة.

-فهمي: كيف يريدون منا أن نسحب قواتنا التي سيطرت عليها شرق قناة السويس وهي أرض مصرية؟

-سيسكو: أنا أفهم معارضتكم لمبدأ المعاملة بالمثل.

-فهمي: هذه عملية سياسية لا عسكرية,الإنسحاب من جزء من أراضينا شرط أو قواتنا.إنهم يريدون ضمان سلامتهم وفي الوقت نفسه تهديد سلامتنا...

الجسمي: خط دباباتنا ومدافعنا مهم بالنسبة إلينا.لماذا يريدون تغييره؟

-سيسكو: قالوا أنهم سيغيرون خطهم خطكم؟وقالوا أنهم سيقبلون أي تنازلات مثلها.

-فهمي: هل لاحظت أنهم يغيرون رأيهم المعاملة بالمثل وأحيانا أخرى يرفضونها منطقة امنية لهم؟لكنهم يرفضونها لنا...

-(لا يرد أحد من الجانب الأمريكي).

شروط الحدود
- الجمسي: إنهم يريدون تخفيض قواتنا العسكرية في المنطقة التي سينسحبون منها,لتصبح من دون فعالية,بل لتصبح أضعف من قوات الشرطة بدلا من الإعتماد على قوات الشرطة في تلك المنطقة

(لا أحد يرد من الجانب الأمريكي).

-الجمسي: بالإضافة ألى ذلك,إنهم يريدون وضع قوات الأمم المتحدة في منطقتنا لا في منتقطهم..

(لا أحد يرد من الجانب الأمريكي).

-فهمي: هذا يوضح خطتهم الحقيقية.إنهم يريدون تغير كل نتائج حرب أكتوبر ,سياسيا وعسكريا.نحن عندنا شرطة خاصة من النوبة لحماية حدودنا.هؤلاء أفضل لنا من القوات العسكرية المصرية القليلة التي يريدون أن تبقى في المنطقة التي سينسحبون منها.

-(لا يرد أحد من الجانب الأمريكي).

-الجمسي: هذه هي نفس الشروط التي نقلها لنا الجنرال ياريف.

-سيسكو: لكن هذه الشروط وافق عليها مجلس الوزراء الإسرائيلي.

-الجمسي: مجلس الوزراء الإسرائيلي وافق على هذه الشروط؟

-سيسكو: نعم.

الجمسي: أعتقد أنهم قدموا هذه الشروط بهدف واحد,هو أن نرفضها...

-ردمان: الإسرائيليون لم يعطونا أرقاما عن عدد محدد للدبابات.فقط قالوا لنا أنه لا بد من المعاملة بالمثل.

-سيسكو: الإسرائيليون يريدون عددا من مماثلا لقوات الجانبين.

-الجمسي: أيسمح لي وزير الخارجية بالحديث عن موضوع الأسرى المصريين.أنهم لا يريدون إرجاعهم لنا.إذا أرجعوهم ,سيبرهنون عن حسن نيتهم.

-سيسكو: أنا متأكد من أن الإسرائيليين سيعيدون الأسرى إذا وصلتم إلى إتفاقية معهم.لكنهم يشتكون من أن القوات المصرية تطلق عليهم النار في المنطقة التي يحتلونها.قالوا لنا: قولوا للمصريين ,في وضوح ,نحن صابرون على إطلاق النار علينا من القوات المصرية.لكننا لن نصبر كثيرا .قالوا إنكم تطلقون النار عليهم لأنهم يحصنون مواقعهم ,لكنهم لا يطلقون النار عليكم وأنتم تحصنون مواقعكم.هذا ما قالوه لنا وواجبنا أن ننقل لكم ما قالوا.

-فهمي: هم قالوا لنا الملام نفسه في إجنماعات جنيف.

-سيسكو: نعم.هم يقولون أنكم تحصنون مواقعكم,لذا يجب أن تسمحوا لهم أن يحصنوا مواقعهم.

جاسوس واحد

-فهمي: لكنهم في أرض مصرية.

-سيسكو: يا إسماعيل,لا تقدر على إستعمال هذا المنطق في كل مرة.

-الجمسي: أنا تعهدت للجنرال ياريف وأعطيته كلمة شرف,بأننا سنطلق سراح الجاسوسين الإسرائيليين:مزاحي وليفي...لكنهم حريصون على جاسوس واحد,هو دان أفيدان,الذي ظل معتقلا لأربع سنوات,وأنا قلت لهم أننا لا نرفض ذلك ,بل عندما ذهبت لمفاوضتهم في الكيلو 101 أخذت معي الجاسوس أفيدان,وكان قصدي أن أبرهن لهم حسن نيتنا.

-سيسكو: الإسرائيليون قالوا لنا أنهم لا يشتكون من الطريقة التي تعاملون بها جواسيسهم,لكنهم يشتكون من خرقكم لوقف إطلاق النار.

-الجمسي:نحن نقلنا للإسرائيليين أننا سنوقف إطلاق التار عليهم إذا أوقفوا بناء تحصينات عسكرية في الأراضي التي إحتلوها.إنهم يريدون بناء خط بارليف ثان(الأول بنوه شرق قناة السويس وهذا التاني غرب القناة)هذا معناه أنهم يريدون البقاء إلى الأبد.

-سيسكو: لم أكن أعرف ذلك.

المرضى يموتون
-فهمي: شيئ آخر:هناك مرضى في مدينة السويس يموتون لأن المستشفيات هناك غير كافية,والقوات الإسرائيلية تمنعهم من الإنتقال إلى القاهرة أو غيرها.مرضانا يموتون.إذا حدث هذا لمرضاهم كانوا سيحتجون ويصيحون ويبكون.

-الجمسي: وهناك المحتجزون في كبريت.مائة جندي تقريبا ,قطعوا الإمدادات عنهم وطلبوا ترحيلهم ....

(لا يرد أحد من الجانب الأمريكي).

- الجمسي: ورغم ذلك عاملنا أسرى الحرب الإسرائيليين معاملة طيبة.أخذنا بعضهم إلى القاهرة لزيارة عائلات يهودية ومعابد يهودية.

-سيسكو: أنا أتذكر منذ حرب سنة 1967 أنكم لم تسيئوا معاملة اليهود المصريين...

(في الساعة الواحدة و النصف ظهرا عاد الوزير كيسنجر و الرئيس السادات إلى قاعة الإجتماعات).

-كيسنجر: الرئيس إتفقنا على الآتي :الخط الأمامي للقوات الإسرائيلية لا يحمي إسرائيل.لهذا لا يمكن قبول إنسحاب القوات المصرية من أراض مصرية وأنا أقتنعت بهذه النقطة إقتناعا كاملا.وسأعود إلى إسرائيل وأقول لهم أن المصريين يجب ألا ينسحبوا....

الشروط الإسرائيلية
-السادات:نعم,هذا صحيح.

-كيسنجر: لقد رفضنا الشرط الإسرائيلي عن سحب القوات الغير مصرية والمتطوعين من مصر,وأيضا شرط السماح للسفن الإسرائيلية بإستعمال قناة السويس وشرط السماح للطائرات الإسرائيلية بإستعمال المجال الجوي المصري.

أما عن شرط السماح للسفن الإسرائيلية بإستعمال مضيق باب المندب,فسيكتب الرئيس خطابا لي بهذا المعنى ,يبقى شرط عدم سحب قوات الأمم المتحدة إلا بموافقة الجانبين.ما رأيكم؟

-السادات: هل يقصدون أن تبقى قوات الأمم المتحدة إلى أجل غيلر مسمى؟

-كيسنجر: نعم...وانا قلت لهم أنهم لا يقدرون على وضع شرط دائم في إتفاقية مؤقتة .على أي حال سأقول لهم أنكم رفضتك هذا الشرط.وقلت للرئيس السادات أن الولايات المتحدة لا تريد أن تضعه في وضع حرج,ولا أن تضعف موقفه ,وهو أكثر القادة العرب إعتدالا,والولايات المتحدة سعيدة بالتعامل معه...