آخر الأخبار

مئير داغان:فوائد إسرائيل من إسقاط النظام السوري

* الإدراك الإسرائيلي المخابراتي للحدث السوري
ظلت سوريا تشكل محور اهتمام أجهزة المخابرات الإسرائيلية، والأمريكية والغربية الأوروبية، وذلك بسبب الدور المركزي الهام الذي ظلت سوريا تلعبه في ضبط وتشكيل التوازنات الجيو ـ سياسية الشرق أوسطية، وذلك لجهة تأثير العامل السوري في توجيه مفاعيل الآتي:
o متغيرات الصراع العربي ـ الإسرائيلي بكافة مكوناته وملفات قضاياه الأساسية.
o متغيرات الشعور القومي العربي، بكافة مكوناته وملفات قضاياه المتعلقة بالعمل العربي المشترك، وبناء الهوية القومية، وما شابه ذلك.
o متغيرات ردع النفوذ الأجنبي على المنطقة.
الاهتمام المخابراتي الإسرائيلي، يركز على فهم تأثير العامل السوري، على النحو الآتي:
o إخراج سوريا من دائرة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، هو السبيل الوحيد لإنهاء هذا الصراع وإلى الأبد، وبالتالي فهو الشرط الموضوعي لجعل إسرائيل تعيش في أمان واطمئنان.
o إخراج سوريا من دائرة الشعور القومي العربي، هو السبيل الوحيد لإنهاء المشروع القومي العربي، وبالتالي فهو الشرط الموضوعي لتفكيك تماسك المنطقة العربية، وتحويلها إلى كيانات مفككة يمكن إخضاعها بكل سهولة للنفوذ الإسرائيلي.
وتأسيساً على هذه الحقائق، ظلت تشكل اهتمامات الخبراء الإسرائيليين وحلفائهم الأمريكيين إزاء ملف سوريا، والسعي أكثر فأكثر لجهة البحث عن السبيل الأمثل، الذي يتيح لهم ضبط تأثير العامل السوري بما يمكن أن يؤدي إلى إنهائه تماماً. أو على الأقل إلى تحييد دوره مؤقتاً بما يتيح لاحقاً السيطرة عليه.
* منتدى الجامعة العبرية الإسرائيلية: ماذا قال الجنرال مائير داغان؟
تقول المعلومات، بأن الجنرال مائير داغان، رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق، وفي أول ظهور له، تحدث أمام منتدى الجامعة العبرية الإسرائيلية، مقدماً تخميناً لجهة رصد وتقييم تطورات الوقائع الجارية في الحدث السوري، إضافة إلى محاولة توضيح ماهية الموقف الذي يجب على تل أبيب الالتزام به لجهة التعامل مع الحدث السوري وتوجيه تطوراته على النحو الذي يخدم ويعزز المصالح الحيوية الإسرائيلية، وفي هذا الخصوص أشار الجنرال مائير داغان إلى ضرورة أن تسعى تل أبيب إلى توجيه مفاعيل الحدث السوري بما يؤدي إلى إسقاط وتحقيق سيناريو انهيار دمشق، وذلك لأن النتائج التي سوف تحصل عليها إسرائيل وأمريكا، سوف تتضمن الآتي:
o قطع الإمدادات والدعم عن حزب الله اللبناني وبقية فصائل المقاومة الوطنية اللبنانية. الأمر الذي سوف يؤدي بالضرورة إلى إضعاف خصوم إسرائيل اللبنانيين، وبالتالي يتيح لإسرائيل فرض نفوذها على الساحة اللبنانية.
o إضعاف تأثير العامل الإيراني في المنطقة، وذلك لأن انقطاع الدعم الإيراني لفصائل المقاومة الوطنية اللبنانية، وفصائل المقاومة الفلسطينية، سوف يجعل من هذه الفصائل عاجزة عن القيام بأي دور سياسي حقيقي في المنطقة.
o عزل إيران عن بلدان العالم العربي، وذلك لأنه انهيار دمشق سوف يكون بمثابة إغلاق البوابة الدمشقية التي ظلت تنساب عبرها العلاقات العربية ـ الإيرانية.
o انهيار دمشق سوف يؤدي إلى خلق فراغ، وفي هذه الحالة تستطيع الرياض التقدم بكل سهولة لجهة ملء هذا الفراغ، بما سوف يؤدي بالضرورة إلى صعود قوة السعودية الإقليمية، وهو الأمر الذي سوف يعزز دعم المصالح الأمريكية وبالتالي الإسرائيلية في المنطقة.
o تعزيز قوة حلفاء محور واشنطن ـ تل أبيب اللبنانيين، وعلى وجه الخصوص أطراف مثلث جعجع ـ الجميل ـ الحريري، بما سوف يؤدي بالضرورة إلى صعود قوة تحالف قوى حركة 14 آذار، وإعادة إنتاج ثقافة ثورة الأرز في لبنان.
o الحفاظ على نفوذ حلفاء أمريكا وإسرائيل المصريين، وذلك لأن غياب دمشق سوف يجعل خصوم أمريكا وإسرائيل المصريين عملياً بلا حليف في المنطقة، وهذا بدوره سوف يكون كافياً لدعم بقاء حلفاء أمريكا وإسرائيل المصريين في قمة السلطة في مصر.
o الحفاظ على اتفاقية سلام كامب ديفيد المصرية ـ الإسرائيلية، واتفاقية سلام وادي عربة الأردنية ـ الإسرائيلية، بما يؤدي إلى ترسيخ بقاء وإنفاذ هذه الاتفاقيات بشكل أفضل، وذلك لأن غياب دمشق، سوف يجعل خصوم هذه الاتفاقيات في حالة ضعف عملي بسبب غياب دور دمشق كنقطة ارتكاز إقليمي ظلوا يستندون عليها.
هذا، وتقول التقارير والمعلومات، بأن حديث الجنرال مائير داغان، قد تضمن إشارة إلى أزمة الملف النووي الإيراني، قائلاً بأن استهداف دمشق في الوقت الحالي هو أهم من استهداف إيران، وبالتالي فإن على تل أبيب العمل من أجل استهداف دمشق، وعلى الإسرائيليين الذين ظلوا أكثر اهتماماً باستهداف إيران، عليهم أن يفهموا بأن التفكير في قيام إسرائيل في مثل هذا الوقت باستهداف إيران هو أمر سخيف.
المثير للاهتمام واللافت للانتباه، أن وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال إيهود باراك قد قام على الفور بتوجيه المزيد من الانتقادات ضد حديث الجنرال مائير داغان قائلاً بأن الجنرال داغان ما كان يتوجب عليه أن يكشف هذه الحقائق، وبالتالي، فإن حديثه قد ألحق ضرراً فادحاً بمصالح وتوجهات السياسة الإسرائيلية الحالية.
(الجمل)