آخر الأخبار

الجنوب يعدو نحو النووي والشمال هربا منه

قلم ستيفن ليهي
كشفت دول الجنوب عن إستعدادها لإنفاق عشرات المليارات من الدولارات على بناء محطات الطاقة النووية، في وقت تنظر فيه بلدان الشمال في تخصيص مئات الملايين على مصادر الطاقة المتجددة، وذلك وسط النقاش العالمي الدائر حاليا بشأن مستقبل الطاقة.

هذه هو على الأقل ما يتبين من المواقف التي أبداها ممثلو كل من الطرفين خلال النقاش التلفزيوني العالمي الذي نظمته شبكة "بي بي سي" في منتدى الطاقة 2011 الأخير في فيينا، والذي تابعه 1200 مندوب من 100 دولة، وهدف لمناقشة كيفية توفير خدمات طاقة نظيفة وموثوق بها وبأسعار معقولة وطويلة الأجل للجميع.

فصرح رئيس اللجنة الهندية للطاقة الذرية سريكومار بانرجي "علينا أن نحصل على الطاقة النووية اذا أرادت أن تنمو وتتطور".

وشاطرت وزيرة الطاقة لجنوب أفريقيا اليزابيث ديبو هذا الرأي، وأفادت ان بلادها وقعت مؤخرا بالفعل علي عدة اتفاقيات لإنتاج 9600 ميغاوات إضافية من الطاقة النووية. ويذكر أن جنوب افريقيا لديها حاليا مفاعلين نوويين لتوليد خمسة في المئة من احتياجاتها من الكهرباء.

وفي المقابل، صرح بيتر دروج من الرابطة الأوروبية للطاقة المتجددة أن "الطاقة النووية ماتت... إنتهت".

والمعروف أن الطاقة النووية لا تحظى بشعبية كبيرة في أوروبا وربما تكون قد إنتهت وماتت بالفعل في المانيا. فقد مررت الحكومة الألمانية التشريعات التي من شأنها أن تؤدي إلى إغلاق جميع محطاتها النووية وعددها 17 محطة، بحلول عام 2022.

ويشار إلي أن ألمانيا تولد في الوقت الحاضر 28 في المئة من احتياجاتها من الطاقة من المصادر النووية. كما أعلنت إيطاليا وسويسرا عن خطوات مماثلة.

كما تجدر الإشارة إلي أيضا إلي أن الدعم العالمي للطاقة النووية قد إنخفض من 54 في المئة الى 38 في المئة، أي إلي ما يقل عن الفحم، وفقا لاستطلاع للرأي العام أجرته "ايبسوس" في 20 يونيو لتقييم تأثير كارثة محطة فوكوشيما اليابانية الجارية.

وأظهرت نتائج الاستطلاع في 24 دولة، دعم الرأي العام للطاقة الشمسية وطاقة الرياح العالي، بنسبة 97 و 93 في المئة على التوالي، فيما جاء دعم الألمان للطاقة النووية منخفضا جدا ليقتصر علي نسبة 21 في المئة، والإيطاليين إلي مجرد 18 في المئة.

وحتى في فرنسا، حيث يتم توليد 75 في المئة من الكهرباء من الطاقة النووية ، فقد انخفض تأييد الرأي العام ليصبح 34 في المئة، في حين عارض27 في المئة من الفرنسيين بشدة مصدر الطاقة هذا وفقا للإستطلاع.

وعلي الرغم من ذلك، فيسجل دعم الرأي العام للطاقة النووية في الهند أعلى المعدلات في العالم بنسبة 61 في المئة، في حين أعرب 40 في المئة من أهالي جنوب افريقيا الذين شملهم الإستطلاع عن تأييده لها.

فصرح رئيس اللجنة الهندية للطاقة الذرية سريكومار بانرجي "أنا واثق تماما من أن شعب الهند يؤيد الطاقة النووية والتوسع فيها.

لكن الواقع هو أن هناك معارضة كبيرة لخطة الحكومة الهندية لبناء أكبر محطة للطاقة الذرية في العالم، في جايتابور الواقعة على بعد نحو 300 كيلومترا جنوبي مومباي.

ومن المقدر أن تكلف المحطة المقترحة12 مليار دولار، لإنتاج 9900 ميغاوات باستخدام أحدث تصميمات شركة أريفا الفرنسية التي تدعهما حكومة باريس.

لكنه يجدر التذكير بأن أو محطة بنتها اريفا لإنتاج 1600 ميغاوات في فنلندا، هي الآن متخلفة ثلاث سنوات عن موعدها، وتتجاوز ميزانيتها الأصلية بضعة مليارات من الدولارات الآن. ويقدر أن تتراوح التكلفة النهائية للمنشأة الفنلندية بين ثمانية وتسعة مليارات دولار، مما يوحي بأن محطة جايتابور الهند، الأكبر كثيرا، قد تكلف أيضا أكثر بكثير من 12 مليار دولار المرصودة لها.

ويذكر أن الهند تحصل على نحو ثلاثة في المئة من طاقتها الكهربائية حاليا من 20 مفاعل نووي صغير نسبيا، لكنها تخطط لبناء 39 محطة إضافية لتلبية 25 في المئة من احتياجاتها من الطاقة بحلول عام 2050
(ips)