(و بالإعتذار من الكاتب الإنجليزي العظيم إيريك بلير (المعروف أيضا باسمه الفني "جورج أورويل")، نعتذر منه لسرقتنا عنوان روايته من دون إحم و لا دستور)
و تدور أحداث هذه الرواية في بلد خيالي يدعى "آرام"، و هو يقع إلى الشرق من البلدان التي يقطنها الإنسان. و هذا البلد، آرام، تقطنه أنواع مختلفة من الحيوانات:
فمنها مثلا قطعان الغنم التي تعيش السهوب و ترعى العشب و تمارس الثغاء.
و منها مثلا الماعز الذي يعيش في الجبال الجرداء و يتعربش على الأشجار كي يأكل من أوراق أغصانها.
و منها الدجاج، و الدجاج كما تعلمون يسير على قائمتين و يأكل ما يتواجد في المزابل.
كانت هذه الحيوانات تعيش منعزلة عن بعضها البعض، حتى ظهر ذات يوم فحل عظيم بين الماعزيات فقرر أن يقود قطعانهم للسهوب حيث يتوافر الكلأ اللذيذ.
هبوط الماعزيات باتجاه السهوب إياها أثار حفيظة قطعان الغنم التي بدأت تثغو:
"هاذولاء الماعز ينافسوننا على العشب! مااااع! لماذا لا تبقى المواعز في جبالها الجرداء؟ ماااع؟ هذه الماعزيات تريد أن تضعف وحدتنا الغنمية كي تسهل غزو بلدنا من قبل الإنسان الذي يقطن الغرب! ماااع! سوف سنحارب المواعز حتى نعيدها للجبال! ماااع ماااع!"
فاحتدمت معركينة جبارة بين قطعان الغنم و قطعان الماعز، و بدأ التناطح فيما بينها.
و في هذه الأثناء كان الدجاج يراقب كل ذلك و يتظاهر بالتعالي على معاركهم، فتقوقئ الدجاجات:
"مالنا و لمعارككم؟ بق بق بقيق! نحن دجاج، يعني نحن أقرب ما يكون للإنسان الذي يعيش في الغرب! بق بق بقيق! انظروا: أولا نمشي على قائمتين، كالإنسان؟ بق بقيق؟ أولا نأكل برازه؟ بق؟ بق بق؟ بق بق بقيق؟"
و استمرت الأمور على ذلك لفترة من الزمن حتى جاءت القرود قادمة من بلدان الغرب على سفن عابرة للبحار، فوصلت لهذا البلد و أعلن قادتها:
"حاجي ضراط على البلاط أنت و إياه و إياه! من الآن فصاعدا نحن من سيحكم! ذلك أننا أقرب الحيوانات شبها بالإنسان الذي يعيش في بلاد الغرب! و فوق ذلك فالإنسان الذي يعيش في بلاد الغرب هو الذي سلحنا بهذه العصي التي نحملها كي نؤدبكم بها!
"يالله، أنت و ياه و ياه، اظرب لنا تعظيم سلام!"
نقد فني:
فكما تلاحظون أيها الأحبة تعاني هذه القصة من ضعف فظيع في حبكتها: يعني هل يعقل أن تتعارك الأغنام و المواعز؟ أصلا هل يعقل أن تحاول الدجاجات التشبه بالإنسان؟ ثم ما هذه القرود التي قام الكاتب بإقحامها في الرواية من دون أي مبرر درامي يستدعي وجودها؟
لكن مع ذلك تبقى الرواية ممتعة و يمكنكم تنزيلها، كالعادة، من موقع أشهد أن لا إله دوت كوم.
و شكرا لمتابعتكم.