آخر الأخبار

الصندوق الأسود والثورات السوداء

لو اتفقنا على تسميتكم بـ«الثوار».
ولو سلمنا بأن ما تقومون به «ثورة».
ولو أخذَنا الجهل إلى الاعتراف بأن دول أميركا وفرنسا وبريطانيا وتركيا تضحّي من أجلكم بلا حدود، وببراءة بلا مصالح.
ولو تمادينا معكم، واعتبرنا أن أمير قطر هو شيخ قبائل الديمقراطية، وأفرس فرسان التغيير والإصلاح. وأن فضائيته «الجزيرة» تقوم مقام الملاك جبريل في نقل رسائل الله إلى الشعوب العربية.
في المقابل،
أيها «الثوار الأنقياء».
أيها «الثوار الأتقياء».
أيها «الثوار النبلاء».
ايها «الثوار الأنبياء».
هل بإمكانكم إبلاغنا عن برامجكم الوطنية والإصلاحية؟.
حدِّثونا عن «ثورتكم النظيفة».
حدِّثونا عن «ثورتكم البيضاء».
نقسم أننا ثوريون. ونحب الثورة. وأننا على أتم الاستعداد للالتحاق بكم حتى النصر أو الشهادة.
لكن النصر على من... والشهادة من أجل ماذا؟.
أفهمونا لماذا فعلتم بالأمة كل هذا؟.
أجيبونا... انتشلونا من كراهيتكم ومن الشك بكم.
فسروا لنا.
لماذا ترفضون الحوار: إذا كنتم من حواريي الديمقراطية؟.
لماذا ترفضون الاستفتاء، إذا كنتم صوت الشعب؟.
لماذا ترفضون الرأي الآخر، إذا كنتم ضد الاستبداد؟.
لماذا تحملون السلاح، إذا كنتم مسالمين؟.
لماذا تفتحون القبور برصاصكم وبصواريخ الناتو، إذا كنتم تطالبون بإقفال السجون؟.
لماذا سوريا وليبيا، إذا كنتم أعداء إسرائيل؟.
لماذا ترعاكم وتساندكم دول الغرب، من دون العالمين، حيث لا نرى عوناً ودعماً، كما تُعانون وتُدعمون، لأتباع الدالاي لاما في الصين، ولا لمسلمي كشمير في الهند، ولا للفلسطينيين في الأرض المحتلة، ولا للأفغانيين الذين يواجهون الإرهابين ـ الأميركي والطالباني ـ، ولا للشيشانيين، ولا للصوماليين...
كثيرة أعداد الـ«لماذا» التي تحاصركم.
نعذركم إذا لم تجيبوا... فأنتم شتى.
لا نرغب في إرباككم... فهل تسمحون بسؤال أربابكم.
لا نقصد إسرائيل. معاذ الله من سوء الظن. خصوصاً وأنتم، كما قلنا، الأنقياء، الأتقياء، النبلاء، الأنبياء.
إذاً من نسأل؟.
ليس هناك أفضل من برنار هنري ليفي.
هذا الفرنسي المتصهين يعرف الكثير.
هو «أبو الطوبوغرافيا» السياسية، الذي رسم لكم خريطة الطريق.
إنه كاتم أسراركم... وفاضحها.
إذا كان هذا الخيار أيضاً يزعجكم. فلنتركه ونتوجه بأسئلتنا إلى الآخرين:
أوباما، ساركوزي، كاميرون، أردوغان، آشتون... الاتحاد الأوروبي... الناتو.
كل هؤلاء ينطقون باسمكم... وتعملون باسمهم.
إذاً، أي مكذبة نختار؟.
لا نظن أننا في حاجة إلى البحث عن «الصندوق الأسود» لمعرفة ما يدور في حجرة قيادة ثوراتكم السوداء. لقد سقطت طائراتكم الورقية... وها هي آثاركم في سوريا وليبيا... تدل عليكم وعليهم.
(الكفاح العربي)