سأحدثكم عن أيمن
عن فرح الغابات الفاتن في عينيه
وعن سحر يديه
إذا فرت أنهار الأرض وخبأها بين أصابعه
سأحدثكم عن أيمن
عن قمر تشتبك الأشجار على دمه المنسي
فيسقط في النسيان
عن طفل يركض خلف فراشته
وعن الخنجر في أقصى الوديان
في الأفق عصافير معادية
في الأفق طيور سود
في الأفق دم ورعود
امتشق الطفل فراشته البيضاء
صوب نحو الطائرة الأولى فأصيب
صوب نحو الشمس فلم تسقط
صوب نحو البحر فلم يسقط
صوب نحو الأرض فمات
بكت الشجرات
بكت السروة في السر
بكى النرجس في الساحات
قرع النهر الأجراس المنسية في الأحلام
ارتدت الأرض صدور الشهداء
وجاءت كي تشهد أيمن وهو ينام
ومشى النهر إليه
ومشى البحر إليه
مشى الوطن العربي إليه
مشينا نحو خطاه
كان يفر جنوباً
يحمل جثته ويهاجر
نحو حدود ترقد خلف حدود ترقد خلف حدود
سيعبر ورداً ودماً وصدور
شوقي بزيع بعنوان ” زعموا أن صباحاً كان ” (1978) من ديوانه ” الرحيل إلى شمس يثرب “(1992) وغناها مرسيل خلفة في العام 1983