--------------------------------------------------
من المعروف ان السياسه الخارجيه التركيه يديرها مهندس بارع , هو الدكتور أحمد
داود اوغلو الذي يعرف اهميه علاقه بلاده الجيده بسوريا "بوابتها على الجنوب"
في تحقيق الاستراتيجيه الجديده لبلاده لتحقيق حلمها الاستراتيجي في التحول من دوله
طرفيه أوجسريه , الى دوله مركز, ومن ثم الى قوه عالميه كما تشير اليه عباره" العالم
التركي من الادريارتيكي الى سور الصين العظيم " والتي بدأت تركيا ترددها منذ العام
1992.
البحث عن دور جديد
فتركيا التي فقدت ثقلها النوعي في حلف الناتو بعد نهايه الحرب البارده , وقيامه
(أي الحلف) بالتوسع شرقا الى بعض جمهوريات أوروبا الشرقيه , أصبحت تدرك
أن قدرتها على التأثير الفاعل في متغيرات الشرق الاوسط ستضمن لها دورا جديدا
في مهمه الناتوالجديده "في حفظ السلام والأمن العالميين!!"
محاور القوى في الشرق الأوسط :
تتألف محاور القوه التاريخيه في الشرق الأوسط من أضلاع المثلث الخارجي(تركيا-
ايران- مصر) وأضلاع المثلث الداخلي ( سوريه,العراق,السعوديه)* ,
وبحسب الدكتور أوغلو "فان استمرارالتوازن وثبات الأوضاع في لشرق الاوسط
مرهون بتحالف القوى المتعادله داخل المثلثين الخارجي والداخلي"
هذه التوازنات التي تتغير بديناميكيه مدهشه ,وفقا القاعده المعروفه :
ائتلاف 2+1مقابل ائتلاف 1+2* , أي ائتلاف (ضلعين من المثلث الخارجي وضلع
من الداخلي) مقابل ائتلاف (ضلع من المثلث الخارجي وضلعين من الداخلي )
كما حدث في حلف بغداد , وخلال مرحله الوحده بين مصر وسوريا , واثناء
الحرب العراقيه-الايرانيه,
سقوط الاسترتيجيه :
كان المطب الأكبر الذي وقعت فيه السياسه الخارجيه التركيه,هو سوء تقييمها لموازين
القوى في الداخل السوري , حينما اعتمدت على تقارير مخابراتها التي قدرت أن فرص
سقوط النظام تساوي فرص بقاءه أي 50%
وهنا تغلبت الانتهازيه السياسيه , لأردوغان وغول, على الفكر الاستراتيجي لأوغلو
الذي يدرك جيدا , أن أي تغيرفي توازنات القوى بين أضلاع مثلثات القوه في الشرق
الاوسط سوف يؤدي بالضروره لاعاده تشكيل تحالفات جديده وفقا للقاعده الآنفه الذكر
(ائتلاف 2+1 مقابل ائتلاف 1+2)
وهذا ما حدث بالضبط , اذ أدى انقلاب الموقف التركي من سوريه الى اعاده تشكيل
تحالف بين ايران والعراق وسوريه , شكل دعامه قويه للنظام السوري على المستوى
الاقليمي , وهو في ذات الوقت يهدد باقفال كامل الواجهه الجنوبيه لتركيا في وجه
طموحاتها الشرق أوسطيه , وتطلعاتها العالميه!
--------------------------------------------------------------------------------
*انظر كتاب العمق الاستراتيجي لاحمد داوود اوغلو ص390