في عصر فتحت ابوابه على مصراعيها وعلى جميع الاحتمالات وفي ظل بحث مظن عن سبيل يدر مالا برزت ظاهرة اكثر ابهارا في مدينة صغيرة تبعد عن العاصمة الادارية الرباط بحوالي 30 كيلومترا "الصخيرات"مرفا سفن العرافين والكهنة والذين يزعمون الارتباط بالجن قد تكون اكثر دحضا للخبر حينما تسمعه من صديق لك او قريب او تتلقفه اذانك وانت جالس في المقهى لكنك وان حدوت حدو الكثيرين وحظرت عين المكان فستبصر عينك ما لا يرى من عجب وربما قد تعيدك المناظر الى عهود غابرة من الزمن بل ربما قد تستهويك الفكرة الى انتاج فيلم اكثر من اي وقت مضى طالما انه سيكون رخيصا لان السيناريو محرر من تلقاء نفسه.
هذه هي الحقيقة والشريف المكي هو بطلها ففي ربيع 2005 طوى الكل صفحة شريف "دوار العرجة" الذي انتهت اسطورته في زنزانة بعد ان اجهز على فتاة امام مرءا من الحشود مدعيا انه كان في صراع مع الجن بينما هو يصارع الفتاة المسكينة والتي لقيت حتفها بعد ان ردخت للامر الواقع واستلمت للجلاد"الشريف" الذي ابرحها ضربا. بعد هذا حل بالمدينة هدوء لم يكن الا انذارا للعاصفة فبعد شهر تقريبا ظهر شريف اخر "المكي" لكن هذه المرة في مركز المدينة "بوعيبة" وبطريقة اكثر اثارة للجدل.طقوس جديدة حملت في ثناياها استفسارات جمة. لكن حسب ما يبدو ان هذا المحتال درس خطته من جميع الجوانب ووضع لها دفتر تحملات ممتاز فهو لم ينتقي مقره اعتباطا بل هي خطوة بسيطة منه لتسهيل المامورية على الزوار بعدها شرع يسن في قوانين ويملي دستوره على الملا اولها كان انه لا يقبل نقدا حتى لا يظن الناس به سوءا بل مجرد قنينة ماء وقالب من السكر سيكون اهداءا لاتباعه من الجن هو ما يطلب اما ثانيها فكان زيارته لمدة ثلاثة ايام متتالية وثالثها وهو الذي وضع به مسك الختام هو انه لا يستعمل اي ادوات بل مجرد مصافحة منه باليد تفي بالغرض وكانه يملك يدا سحرية. وبعض التعويدات التي يرددها والتي لم يفهم احد مغزاها.
امام هذا الوضع ونظرا لان قوانينه سهلة التنفيذ بادر المرضى بالاقبال على الشريف المكي من جيرانه وذووي المدينة وبالتوازي مع ذلك بدات الخطة سارية المفعول فقد عولج اصحاب السرطان كما يقولون اما الذين يحملون غرامات زائدة من السكر فقد زالت مما جعل الخبر يذيع عبر ارجاء المملكة واصبح الشريف المكي حديث المارة والاطفال وكل الشرائح واصبحت المدينة مكتضة باجناس مختلفة هدف واحد هو العلاج وطريق واحدة هي مقر الشريف المكي اصبحت شعبيته تفوق كبار شخصيات العالم. فان كان زيدان قد حقق المجد طوال 20 او 30 سنة وبجهد جهيد وعمل دؤؤب فان الشريف المكي لم يستغرق معه الامر كل هذا الوقت ففي ظرف عام اضحى هتلر العالم.
تجول بقاع العالم واستقبل كبطل اسطوري في كل البلدان وكانه بذلك يريد ان يقول انه اضحى يضاهى بكبار رجالات العالم "المهاتما-نهرو-جمال عبد الناصر-ستالين.........".
في منظر لابشع طرق الاحتيال الذي تنامى في حضن الجهل والخوف من المرض
-المغرب