وطريق الفلاحين العالمية الى جانب القوى اليسارية والعمالية البرازيلية، كالحزب الشيوعي للبرازيل، حزب الحرية والاشتراكية، حزب العمال الاشتراكي الموحد، والمركز الوحيد للعمال الذي يضم بين صفوفه ما يزيد على 7000 نقابه عمالية، اضافة الى العديد من المؤسسات والاتحادات العمالية والنسائية، ولم تغب المشاركة الفلسطينية والعربية التي جاءت من عدة مناطق برازيلية كالمعهد الثقافي العربي بساوبولو وحركة فلسطين للجميع ولجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني بولاية سانتا كاترينا وستة مؤسسات فلسطينية، والعديد من ابناء الجالية اللبنانية الذين يعتبروا القضية الفلسطينية المحور المركزي بنضالهم وفكرهم النضالي.
ومما زاد هذه المناسبة نكهتا هو تواجد المناضلة الفلسطينية الرفيقة ليلى خالد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث كان حضورها لامعا ومميزا بكل المواقع والمناطق سواء باللقاء الاول للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والقائها كلمة ببرلمان ولاية ساوبولو بمناسبة يوم التضامن، وكان تواجدها بين ابناء جاليتها بنشاط يوم التضامن الذي اقيم ببرلمان المنطقة الفيدرالية بمدينة برازيليا العاصمة، ايضا له بهجة خاصة.
بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني كان للاسرى الفلسطينيون مكانة مميزة، فألقيت محاضرة امام مجموعة من طلبة القانون الدولي بجامعة سانتو اندريه، كانت عن واقع الاسرى ومعاناتهم بالسجون الاسرائيلية، وتم شرح ظروف السجن ونضالات السجناء السياسيين، وزين الطلاب القاعة بالاعلام الفلسطينية واعلام الجبهة الشعبية وكانت رسومات الفنان التشكيلي البرازيلي كارلوس لطوف عن الامين العام احمد سعدات تعبرعن الصمود والتحدي والحرية والمكانة التي يتمتع بها الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عند الشعب البرازيلي، كذلك كان لفلسطين كلمة بالمجلس البلدي لمدينة ساوبولو، وقدم المجلس البلدي لمدينة كامبو غراندي عاصمة ولاية ماطو غروسو دو سول وسام استحقاق لزائرة فلسطينية كانت قد قدمت للبرازيل تقديرا واحتراما لدورها الايجابي والنضالي بالمجتمع الفلسطيني.
العديد من المدن والولايات البرازيلية كانت لها وقفة مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ونضاله الوطني، وقفة تعبر بالواقع عن حجم التضامن البرازيلي مع القضية الفلسطينية ونضالات شعبنا، حيث شهدت العديد من البرلمانات البلدية وبرلمانات الولايات وبعض التجمعات الفلسطينية نشاطات متنوعة بهذه المناسبة، والتي جاءت نتيجة لتراكمات نضالية سابقة ولعلاقات تعززت على مدار السنوات الماضية، كل هذه النشاطات التي تاتي الى جانب حملة الحشد الدولي لمقاطعة الكيان الصهيوني، والحملة الدولية ضد الجدار.
كما انني اود ان انتهز الفرصة بهذا المقال لاسلط الضوء على الجانب السلبي الفلسطيني من هذه الاحداث التضامنية التي تحصل بالبرازيل، حيث كشفت هذه النشاطات عن ان ما زالت هناك مسافة تقف بين المشاركة الفلسطينية للجالية والنشاطات التضامنية، فلا يجوز ان يكونوا البرازيليين اكثر فلسطينين وحبا لفلسطين من الفلسطينين، كما كان غياب المؤسسات الفلسطينية الداعي بحشد الجاليات وحثها للتواجد كحد ادنى بالنشاطات الفلسطينية تؤكد على حالة الترهل التي تمر بها المؤسسة الفلسطينية، فالتواجد الفلسطيني باغلب النشاطات كانت رمزية ولا تعبر اساسا عن وقفة فلسطينية لها معاني ودلالات، اما الجانب الاخر والذي اعتبره سلبي، الا وهو دور السفير الفلسطيني والاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية، والذي كان فعلا هو دورا تعطيليا، حيث تعتبر امتداد لسياسة ونهج ما زال يؤمن بالاقصاء ورفض الاخرين، ورغم تحمل السفارة المسؤولية لدعوة كافة قوى وفصائل منظمة التحرير للمشاركة بالنشاط، الا ان السفير الفلسطيني وعن قصد تعمد بالا تصل الدعوات الى الاطراف الفلسطينية، رغم تواجد السفير باللقاء، وكان واضحا وضوح الشمس ان مشاركته كانت فتحاوية قبل ان تك
ون فلسطينية، فالجانب الفلسطيني بالبرازيل لم يرتقي بعد الى مستوى المسؤوليات الوطنية، سواء على مستوى المؤسسات الفلسطينية او السفارة الفلسطينية، وهذا يؤكد على المسافة الفاصلة والمفترض قطعها والاخطار التي تواجه حملة التضامن البرازيلية مع النضال الفلسطيني، والذي لا يجوز تبرئة اي جهة من هذه المسؤولية، فالمخاطرتهدد حركة التضامن البرازيلية مع نضال الشعب الفلسطيني وهذا يفرض على الجانب الفلسطيني بالبرازيل ما يلي:
1- الدعوة الى حوار وطني يقود الى مؤتمر جاليويا قائم على قاعدة المشاركة والمساواة والديمقراطية واحترام الرأي والابتعاد عن سياسة الانتقاء العنصرية والرغبة الفردية
2- ان يكون اداء السفارة الفلسطينية اداءا فلسطينيا من اجل المصلحة الوطنية والقفز عن المصالح الفئوية والحزبية
3- العمل على تعزيز حملات التضامن من خلال رسم استراتيجية ووضع سياسة تسعى الى ضمان وحدة حملة التضامن البرازيلية مع الشعب الفلسطيني وعدم تشتيتها، مما يؤثر على فعاليتها.
- البرازيل
09/12/2011