خلال اسابيع قليلة ، ستكون هناك انتخابات للمجالس المحلية التي تجري كل اربعة سنين ، وبدأ الكثير من المرشحين بالاتصالات الهاتفية حتى اولئك الذين اسمعهم كل سنتين مرة ، بدأوا بالاتصال معي لاعلامي انهم مرشحين وبعد فترة من الحديث افهم انهم قد ترشحوا بناء على توصية من فوق . وخلال جلسات اصبحت مملة يبدأ توزيع الادوار ..إن فلانا هو رئيس للبلدية لأنه "جابها من فوق" وفلان وفلان اعضاء في المكتب التنفيذي وعلتان ضحكوا عليه أما زيد فهو فقط عضو في المجلس ، وهكذا يتم توزيع النتائج التي غالبا ما تكون في صحيحة . والأغرب من ذلك أنك عندما تسأل أي مرشح عن سبب ترشحه ، يقول لك بابتسامة يدعي فيها الغموض " انهم قالوا له ترشح" ، ولا أحد - سوى القلة - سمعته يقول أنه يحاول خدمة هذه المدينة.
من هم أولئك الذين - على حد الزعم - يقولون لهذا أن يترشح وللآخر لا؟ ومن هم أصحاب الرؤيا الصائبة الذين يختارون ، يعممون ، يعينون حتى قبل الانتخابات ؟ ومن هم أولئك الاشباح الذين - على حد القول - يَركَبون - واؤلئك الذين - على نفس حد القول - يَحلِقون .
لا شك أن الكفاءات العالية (ليس بالشهادات فقط ، بل الاخلاق) لا تنقص الوطن ، ولكن لشديد الاسف يتم الاختيار وفق معايير قد لا استطيع فهمها ، (ولا يعود سبب عدم فهمي لقصور في مداركي) ولكنني المس خلال ازمنة لا تطول نتائجها المؤسفة .
درج البعض من المسؤولين الى اختيار الجهلة والبسطاء الذين لا يهمهم سوى أن يقوموا بطباعة اسمهم مرافقا لصفة طالما حلموا بها ، كما يتم اختيار البعض الآخر - وهو الاخطر - من المتسلقين والمتزلفين والمتلونين الذين لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية مغلفين اياها بشعارات حيث يوهمون أن من ينتقدهم ينتقد فلان وعلتان وينتقد رؤيتهم الراجحة باختيارهم .
هل المرشح الذي قدم في مراحل سابقة ولاء الطاعة العمياء ، وحول مكان عمله الى باب يستفيد منه ، وصفته في المجالس المحلية مطية لتحليل ما يحرم على غيره هو المرشح الاوفر حظا ? ، ام المرشح الذي قام بالبناء مع ارتفاعات اضافية من خلال عضوية المجلس الذي تحصن به سابقا ، هو مرشح جيد ويتم اعادة النظر به ? ، أم المرشح الذي يتغنى بالولاءات والاتصالات الهاتفية مع زيد وعمرو والتخفيق في طرقات السفر ودهاليز الابنية الرسمية هو مرشح يجب ان نسعى لوضعه في مكان يرضى عليه ? ، أم أن المرشح الذي يحبه فلان لأنه مهضوم ويساعده كثيرا ويفتح باب سيارته ويغلقها له وهو مستعد لأن يمسح السيارة برموش عيونه للمحبة الكبيرة التي يكنها لهذا المسؤول ، هل نقول عنه أنه مرشح نشيط وسيساعد هذه المدينة في عملية النظافة من خلال التمسيح الذي مارسه ? .
مدينتنا أمانة في ايديكم فتخيروا النوعية الجيدة ، وانا اذكر قولا للرئيس بشار الاسد في كتابه النوعية في الممارسة العسكرية " سيكون التفوق الاستراتيجي، بعد مرور فترة معينة من الزمن، من نصيب الطرف الذي تمكن من تحقيق السبق في المجال النوعي "
بالتزامن مع(بلاحدود)