والتي جعلت شارع المدينة أشبه بخريطة من الحفر والأخاديد وجعلت الكثيرين يتساءلون إلى متى ستبقى هذه المدينة مشروعاً مفتوحاً فلا تكاد ترتاح شوارعها من مشروع حتى يبدأ مشروع آخر ويبقى التنسيق حلماً مؤجلاً ومعلقاً لأجل غير مسمى.
ويتساءل البعض هل السبب سوء التخطيط أم عدم وجود كادر متخصص وذي كفاءة في لجنة التخطيط بمجلس المدينة على مدى السنوات السابقة؟ وهل هذا مقصود أم غير مقصود..؟ والنتيجة هدر وضياع لأموال طائلة بدون نفع كان بالإمكان توظيفها في مناطق هي بأمس الحاجة لها.
فلقد تم تبليط أرصفة بالأنترلوك وهي ليست بحاجة ووضعها الفني جيد، أرصفة أخرى أعيد تبطليها من جديد ولم تمر على تنفيذها سنتان بحجة استبدالها بالانترلوك (العصري) كما نفذت أعمدة إنارة فائضة لا حاجة لها على الكورنيش البحري والغريب أنه في شارع بالجبيبات الشرقية تم تركيب أعمدة إنارة بجانب الأعمدة القديمة المشابهة لها تماماً ولم تزل القديمة وهي ليست بحاجة للتبديل من أصله، وقد تكون بحاجة لوجه دهان فقط.
وكانت فرحة الأهالي في بعض أحياء المدينة كبيرة عندما تم الانتهاء من تنفيذ الأرصفة وتزفيت بعض الشوارع أملاً بانتهاء الكركبة، لكن الفرحة لم تكتمل فبعد أشهر قليلة أعيد نكتها وحفرها من جديد لمد كوابل لأعمدة الإنارة، أو لمد خطوط منسية للصرف الصحي أو التصريف المطري، وهنا نتسائل كيف يطالب مجلس المدينة المؤسسات المختلفة بالتنسيق معه لتنفيذ المشاريع إذا كان هو لا ينسق فيما بينه في المشاريع التي ينفذها، طبعاً هذا لا يعني أن نخلي مسؤولية المؤسسات الأخرى، فهي تقوم بتنفيذ مشاريعها كيف ومتى يحلو لها بدون أي تنسيق، من مد كوابل هاتفية أو كهربائية أو خطوط للمياه والصرف الصحي والمطري، ليعاد حفر الشارع الواحد عدة مرات في السنة.
الشيء المحير والغريب أن جميع المؤسسات وبما فيها مجلس المدينة تقوم بمشروعات مجتزأة وبخطط مقزمة ليعاد تنفيذ المشروعات نفسها في السنة القادمة أو ما بعدها بحجة ضرورة التوسع، لماذا لا يتم تنفيذ المشروعات بخطط استراتيجية تكفي لعشرات السنين..؟
ويكفي هذا النزيف المالي الكبير فهذه الحفريات المتكررة تنهك الدولة ويتم هدر أموال طائلة ترهق المواطنين وتضغط على أعصابهم نتيجة العشوائية التي تعيشها المدينة أثناء أعمال الحفر، وغالباً ما تؤدي طريقة الحفر العشوائي إلى ضرب وتخريب خطوط الهاتف أو المياه.. وغيره لذلك ترى ورش الصيانة المختلفة مشغولة بما تخربه رفيقاتها من المؤسسات الأخرى، فإلى متى سيبقى التنسيق والتخطيط حلماً مؤجلاً..؟