زوار دمشق يقولون : " إن دمشق تدير اللعبة " بشكل جيد ، وتعرف مدى المؤامرة عليها ،
ومدى التضخيم الإعلامي ، وتعرف أيضا مأزق الآخرين من أميركا إلى بريطانيا ، فرنسا ، تركيا إلى العرب المستعربين وغيرهم وبأن هذه الدول " عاجزة " عن التدخل المباشر في سوريا ، وان دورهم لم يتبدل ، وهي في الأساس منخرطة في المواجهة ضد سوريا منذ سنوات وسنوات ، وليس هناك من جديد ، وان تدخلها لن يتعدى المواقف الإعلامية فقط وتركيزها على استمرار الأزمة ، لاعتقادها أن ذلك سيؤدي إلى إضعاف النظام وانهيار الاقتصاد وانشقاق الجيش ، وان " رفع الصوت " مؤخراً والتركيز ليس على التظاهرات بل على الأعمال العسكرية وأعداد القتلى ، هدفه كسب المزيد من العطف الدولي وتدخله لان المعارضة أيضا وضعت بعض الدول الكبرى في صورة مغايرة
" لواقعها " وبأنها قوية وقادرة على الصمود .
يبدو واضحاً أن اللجوء إلى استعمال السلاح من خلف التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية في بداية الأحداث التي شهدتها سورية ، كان نتيجة لعمل مخطط ، وقد بلغ في حركته حالة التنظيمات العسكرية الميليشياوية التي يتخذ بعضها مقرات لغرف العمليات ومراكز القيادة في مناطق على الأراضي السورية مثل جبل الزاوية وبعض الأرياف النائية في محافظتي درعا ودير الزور وكذلك في بعض الأحياء الداخلية والقرى من محافظتي حمص وحماه ، ويتضح أيضا بناء على المعلومات والمعطيات الكثيرة المتداولة أن خطوط الإمداد العسكري والمالي لهذه المنظمات تتصل بمواقع في البلدان المجاورة وببعض عواصم التآمر الخليجي فجميع المعطيات تؤكد أن أسلحة تهرب إلى داخل الأراضي السورية لصالح المنظمات العسكرية المتمردة والإرهابية عبر الحدود اللبنانية والتركية والعراقية والأردنية وبات واضحا أيضا أن مصادر المال المرسل لصالح هذه التنظيمات تتمركز أساساً في المملكة السعودية وقطر وفي كل من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وتركيا.
شكلت خطة تخريب سورية الميدان الرئيسي لاختبار قدرة الولايات المتحدة وحلفائها الدوليين والإقليميين على اقتناص مناخ الاحتجاجات لتسديد ضربة قاصمة ضد معسكر المقاومة والحصيلة الآتية ستكون انتصار سورية بشعبها وقيادتها وجيشها على هذه الخطة وولادة سورية جديدة قوية من خلال تحديث بنى الدولة وتوسيع نطاق الشراكة الوطنية داخل المؤسسات السورية والتصدي لخطط الإرهاب والتخريب وتصفية القوى الضالعة في تنفيذ المشيئة الاستعمارية لإخضاع سورية ، وليس بعيدا في مدى الأسابيع و الأشهر المقبلة ، اليوم الذي يتلمس فيه المتورطون العرب والأجانب طرقهم الملتوية المعتادة للاعتذار من الرئيس بشار الأسد وإعادة وصل ما انقطع من العلاقات بدمشق وموقعها المقرر والحاسم في المنطقة .
استكمل الرئيس السوري بشار الأسد استدارته صوب المواجهة الحاسمة من خلال نزوله إلى الشارع والتحاقه بمؤيديه في مشهد مليء بالتحدي لخصومه الخارجيين قبل الداخليين، للتأكيد على قدرته للامساك بالشارع وعلى فرض الأمن ولو استدعى الأمر استخدام القوة ، وذلك بعد أن ضمن خطوط الأزمة الخلفية ، مستندا إلى انكفاء معارضة الخارج واقتصار نشاطها على إطلاق المواقف في ترجمة لتقدم أوراق النظام الكثيرة على تلك التي تلعب بها واشنطن والكثير من حلفائها .
وفي وقت كان قد ألمح فيه الأسد أن الأزمة السورية دخلت في مراحلها الأخيرة وأن خاتمة الأحداث لم تعد بعيدة ، أعرب دبلوماسي أوروبي متابع عن ثقته بأن الرئيس السوري بات قادرا على حسم المواجهة مع الغرب لمصلحته ولو جزئيا ، مستفيدا من عامل الوقت والمفاجأة في آن ، ومستندا إلى الدعمين الروسي والإيراني ، فضلا عن الدعم الصيني الذي لا يقل أهمية في الحسابات الاقتصادية والسياسية .
فالوقت المستقطع شارف على النهاية مع انشغالات الإدارة الأميركية بالملفات الأكثر إلحاحا على غرار التحضير للانتخابات الرئاسية في ظل تعثر واضح للرئيس باراك اوباما الذي فشل في معالجة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالولايات المتحدة وترخي بظلالها الثقيلة على الكتلة الناخبة ، ما دفع بالقيادة الأميركية إلى تحويل الأنظار عن هذا الواقع باتجاه إيران وملفاتها النووية وخطرها الداهم على معابر النفط ، وهذا يعني أن الشارع الأميركي بات منشغلا بالاتصالات الأميركية الإيرانية وما يمكن أن تسفر عنه من تقدم أو تلويح بالحرب لرفع أسهم الجمهوريين ، ناهيك عن انصراف الإدارة الفرنسية إلى تحضير انتخاباتها الرئاسية المقررة في أيار المقبل ، وبالتالي تبديل أولوياتها وفق نظرية ترتيب البيت الداخلي تحت عناوين اقتصادية لافتة ترافقت مع تدني سعر صرف اليورو قياسا على سائر العملات ، وهذا من شأنه أن يدفع بالرئيس نيكولا ساركوزي إلى اعتماد عناوين اقتصادية ، وذلك بعد أن تبدلت لهجة الإعلام الفرنسي وبات تركيزه على العناوين الاقتصادية الداهمة واستخدامه لتعابير تحذيرية قاسية لم يألفها الشارع الفرنسي على غرار " الكارثة الاقت
صادية " و " الانهيار الاجتماعي " بعد إن كانت قد اقتصرت استخداماته في السابق على تعابير عابرة " كالتدني " و " التأرجح " بما يؤشر إلى أن عنوان إسقاط النظام السوري سقط مع ارتفاع الخطر الاقتصادي والنقدي وانعكاسه على سائر دول الاتحاد التي باتت تعارض بالكامل أي تدخل خارجي لها ، بدليل انخفاض الاهتمام بالسياسات الخارجية وغيابها عن صدارة وسائل الإعلام الأوروبي
وإذا كانت هذه العوامل مجتمعة تدفع باتجاه انحسار الضغط على سوريا ، فإن عوامل ايجابية استفاد منها النظام السوري إلى أقصى حدود وأبرزها الموقف الروسي المتقدم الذي تزامن مع تحركات ميدانية وصلت إلى حد تعزيز قاعدة طرطوس بأسطول حربي من المرجح أن تنضم إليه عدد آخر من السفن والبوارج ، وذلك على اعتبار أن روسيا لم تدخل المتوسط لتخرج منه في القريب العاجل ، بل لتعزيز مكانتها في الإقليم وتعبئة الفراغ الذي تسبب به الانسحاب العسكري الأميركي من العراق مع ما يعنيه ذلك من كسر لحلقة الفصل الأميركية التي كانت قائمة بين طهران ودمشق .
من جهة ثانية جاء التصلب الإيراني والإصرار على المواجهة مع واشنطن حتى لو وصل الأمر إلى حدود الحرب الفعلية ليصب في الخانة السورية ، خصوصا أن الاتصالات السرية بين واشنطن وإيران أظهرت أن الجمهورية الإسلامية لن تتنازل عن تحالفها الاستراتيجي مع سوريا ونظامها الراهن تحديدا .
وبالتالي فان ذلك يمكن اعتباره بمثابة الضوء الأخضر للاستفادة من عامل المواجهة للتفرغ السوري لمعالجة الداخل من خلال حزمة من الإصلاحات تحرج العرب ولا تغني الغرب .
مصادر فاعلة في الوسط السياسي الحاكم في العاصمة الأميركية واشنطن من السياسة التي تتبعها إدارة باراك اوباما تجاه الرئيس السوري بشار الأسد . وقال مصدر مطلع :
علينا دائما أن نقرأ الواقع لا أن نعيش الأمنيات ، هذا الرجل ( الرئيس السوري ) لن يسقط وحوله كثر ، أكثر من نصف الطائفة السنية في البلاد معه ، إضافة إلى تمتعه بدعم الأقليات ، .. ... مصلحتنا الآن أن نعيد التواصل معه مع الحفاظ على ضغوطنا عليه ، استكمال المعركة ضده بطريقة مكشوفة وعدم اتخاذنا خطوات تأخذ في الحسبان احتمال بقائه رئيسا منتخبا ديمقراطيا من شعبه سيمنحه نصرا تاريخيا علينا وسيحوله على المدى المتوسط إلى كوبا جديدة نحاصرها ولكنها لا تأبه بنا .
أضاف المصدر : شعبيته بين السوريين حقيقية وهي تفوق شعبية أي رئيس بأضعاف ،
نزوله إلى الشوارع وحديثه مع المتظاهرين من أنصاره لا تعكس قلقا حتى على أمنه الشخصي فهل هذا هو الرئيس الذي طالبنا بتنحيه منذ أشهر ؟
إن لم نتواصل معه الآن وقبل الغد سنمكنه من بناء حائط سد في وجه مصالحنا ومصالح إسرائيل المستقبلية
إن أبقينا على الوتيرة الحالية من المجابهة معه سنفقد كل أوراق التأثير عليه ، هل تتخيلون حربا يشنها إرهابيو حزب الله أو حماس على إسرائيل دون القدرة الأميركية على ممارسة الضغوط على بشار الأسد ليقوم بدوره بممارسة الضغوط على أدواته في لبنان وفي غزة ؟ وهل نأمن على سلامة الوضع السياسي في لبنان في ظل انقطاع الحوار بيننا وبين السوريين ؟
هذه الانعطافة في السياسة الأميركية تجاه سورية والتي يطالب بها عدد من الفاعلين في الإدارة وفي لجان الكونغرس المتخصصة ليست حالات منفصلة ولكن تأثير الداعين إليها لم يصل بعد إلى مرحلة فرض القرار على الرئيس باراك اوباما وهو الخاضع لتحليلات مساعديه الذين قدموا له الدراسات التي تؤكد بأن الرئيس الأسد سيسقط ، حصل ذلك في شهر رمضان الماضي وحصل عند الموافقة السورية على المبادرة العربية
الرئيس الأسد لم يسقط فهل ستسقط السياسية الأميركية المتبعة ضده ؟
لم تبقى وسيلة إعلامية أو نفسية أو أمنية أو دبلوماسية إلا واستخدمتها الولايات المتحدة الأميركية ضد بشار الأسد ومع ذلك خرج اليوم ( الأمس ) ليتنزه بين أنصاره الذين بدوا لنا غير مجبرين على الهتاف ، بل كانوا يهتفون بحماس لن تجده في أميركا أبدا لذا لا شك أن باراك اوباما يحسده عليه ) حماس الجماهير )
كلام المصادر الأميركية يعكس المأزق الذي وصلت إليه جهود المجتمع الدولي ، وعلى رأسه الإدارة في واشنطن ، لتغيير الأوضاع في سورية لمصلحة قيام نظام موالي للغرب ورافض للتعاون مع إيران وحزب الله وحماس .
هل أضرت الأزمة السورية بالمصلحة الأميركية في الشرق الأوسط ؟
ربما ، ولكنها بالتأكيد أمنت وظائف لائقة لكوادر كانت تبحث عن عمل .
بعد أن غزا جورج بوش الابن العراق في نيسان عام 2003، وإعلانه من على متن بارجة حربية خطاب النصر ، أعلن أنه سيخضع دمشق ولبنان، أما جائزته الكبرى فستكون إيران .
كان واضحاً أن هذا الهوس لمجنون البيت الأبيض ليس من بنات أفكاره ، فقد زُيّن له ، وهو الذي كان يحس أن مخلوقات غريبة من عالم آخر توشوش له ، أنه : " نبي " الكون الجديد .
وبلغت هلوساته حد الادعاء ( والعياذ بالله ) أن " الله يحدّثه " ..
خصوصاً أن زمرة من " المستشرقين " في مجموعة المحافظين الجدد ، وبعضهم من أصول شرقية وعربية أفهموه ، أن منطقة بلاد الشام ( سورية وفلسطين والأردن ولبنان والعراق ) وامتداداً حتى إيران ، هي مهد الديانات والحضارات ، ومنها انطلقت قيم التاريخ الكبرى ، فاليهودية والمسيحية والإسلامية ما انتشرت إلا حينما امتدت أو تعمقت في هذه البلاد التي انطلقت منها الحضارات :
الفارسية والبيزنطية، والأموية والعباسية .. فعمّت الكون ..
فهذه البلاد هي أرض اللبن والعسل ، وطريق الحرير ، وشريان النفط ، وهي روح العالم ..
وعاصمتها دمشق ، أول عاصمة في التاريخ ، والممر الإجباري لكل الرسالات .
ويكشف الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي ، الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك :
أن وزارة الدفاع الأميركية أصدرت في العام 2002 ، مذكرة تصف فيها كيف ستجهز الولايات المتحدة الأميركية على سبع دول تبدأ بالعراق ، ثم سورية ، ثم لبنان ، مروراً بليبيا والسودان والصومال وتنتهي بإيران .
وإذا كان المحافظون الجدد برموزهم جورج بوش وديك تشيني ، وزمرهما ، قد تذوقوا مرارة هجومهما ، من خلال المقاومات التي انطلقت في بلاد الرافدين ، وانتصار المقاومة في لبنان وفلسطين ، وصمود سورية وإيران ، وتقدم هذه الأخيرة في تمتين قوتها وتعزيز قدراتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية ، فإنهما ورّثا خليفتها باراك أوباما ، الذي حاولت احتكارات السلاح والنفط ، أن يتصور أنه خليفة مارتن لو ثركينع ، من أجل توسيع سياسة " الاضطرابات البناءة " التي دعا إليها مدير مؤسسة واشنطن لشؤون الشرق الأدنى روبرت ساتلوف ، أحد العقول المؤثرة في التفكير الاستراتيجي الأميركي ، حيث رأى عام 2005 أن إعادة تشكيل ورسم خارطة الشرق الأوسط تستلزم نحو عشر سنوات .
ويراهن ساتلوف على الليبراليين العلمانيين العرب ، وإمكانية توسيع التحالفات وتغييرها لتطال إسلاميين .. وحتى أصوليين من أجل الوصول إلى السلطة بأشكال " ديمقراطية " ..
وبالتالي تحالف " الديمقراطيين " الجدد من المستعربين مع ديمقراطية أميركا وامتداداتها ,
بأي حال، ليس قدراً أن لا ينجح المشروع الأميركي ، رغم كل الإمكانيات الموظَفة له ، فالمشاريع الأميركية والاستعمارية ، خصوصاً في هذه المنطقة ، سبق لها أن تلقّت ضربات كبرى على مر تاريخ الصراع ..
وإن اتخذت في كل مرة أشكال مختلفة .
ثمة حقيقة باتت واضحة الآن ، وهي أن التحالف الأميركي - الغربي - الرجعي العربي ،
باستهداف قلب منظومة المقاومة والممانعة والردع في المنطقة ، وهي سورية ، لإسقاطها ، مهمة صعبة ومعقدة وبعيدة المنال ، لا بل قد تنتج عن هذه المواجهة تغييرات كبرى ستطال أسس المنظومة الأميركية نفسها في المنطقة ، ولهذا باتت أطراف من هذا الحلف تفتش عن وسيلة للخلاص من التعهدات التي قدمها للسيد الأميركي من أجل الحفاظ على رأسها ، وإن كان البعض الآخر يحاول أن يكابر ، كحال القطري الذي بدأ ورَمُه المصطنَع ينفّس ، لدرجة أن شيخ المحمية خرج من موريتانيا بما يشبه الطرد ، فيما العقل المدمر في هذه المشيخة رئيس الحكومة ووزير الخارجية زحف إلى بان كي مون يطلب منه النجدة ، في نفس الوقت الذي أفادت معلومات شبه مؤكدة ، أنه عجز عن تدبير لقاء مع أي مسؤول أميركي ، حتى على مستوى الموظفين الكبار في وزارة الخارجية أثناء زيارته النيويوركية ، بينما المتغطرس الآخر أحمد داود أوغلو حاول أن يحمل رسائل غربية إلى طهران ، فيها تهديد ممزوج بكثير من الود ، فكان أن سمع من الإيرانيين ما سبق لحمد بن خليفة وحمد بن جاسم أن سمعاه ، أن :
" أمن سورية من أمن إيران " .
لقد سمع اوغلو كلاماً قاسياً في طهران ،
وتبين له أن الموقف التركي من سورية هو في حقيقته موقف " إسرائيلي " ،
والدليل على ذلك تورط أنقرة في مخطط التخريب والإرهاب ، وعملها لإنجاز صفقة بين الإدارة الأميركية والقيادات المصرية الجديدة لحماية كامب دايفيد ، كما كشف المخرب الكبير جيفري فيلتمان في القاهرة ما أثار نقاشات واسعة بين صفوف الإخوان المسلمين ووصلت شظايا هذا النقاش حتى إلى حماس .
الإفلاس والجنون في مسعى قطر وتركيا جعلهما يفتشان عن وسيلة لأي نجاح ، ويبدو أنهما لم يجدا إلا أن يلعبا على أوتار مذهبية ، فاشتغلا على الفتنة في لبنان وسورية والعراق ، في نفس الوقت الذي أحاطا عمل المراقبين العرب في سورية منذ اللحظة الأولى بالضغوط ، لكنهما أصيبا بالفشل والخيبة ، لاسيما بعد أن تم إحباط مجموعة داخل البعثة ترتبط بجهات استخباراتية متورطة في خطة استهداف سورية ، وبالتالي فشل مسعى حمد بن جاسم باستفزاز سورية ، فكانت المحاولة اليائسة لقطر بانتقال هذا الحمد إلى نيويورك ، بناء على طلب أميركي ، من أجل العمل على نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي ، الذي جاء الرد الروسي عليه صريحاً وواضحاً ، من خلال الأسطول الحربي الروسي الذي رسا في مرفأ طرطوس ، والذي أعلن قائده أن زيارة هذا الأسطول هدفه تقريب المسافات بين دمشق وموسكو ، في الوقت الذي كان وفد شعبي وحزبي صيني يزور دمشق تضامناً مع شعبها وقيادتها .
ومن الواضح أن قوى ودولاً متورطة في المؤامرة بدأت تعيد حساباتها ، وتشير المعلومات إلى سلسلة من التراجعات من المحور الذي يستهدف دمشق ، فقد علم أن وفداً أمنياً أردنياً رفيع المستوى زار دمشق ، وأبدى كل استعداده للتنسيق الأمني الكامل ، مبدياً كل تعاونه واستعداده لتسليم المشبوهين بأعمال تخريبية ، إضافة إلى الفارين من الخدمة العسكرية .
كما علم أن الفرنسيين أبلغوا قيادات قوى " 14 آذار ″ أن إسقاط النظام في سورية وصل إلى حائط مسدود ، وأن سورية تجاوزت فخ المراقبين العرب الذي نُصب لها ، لكن حدث ما لم يكن يتوقعه أحد ، وهو أن الحلف المعادي لدمشق كان يراهن بمزيد من الشكاوى في حمص ضد الحكومة السورية ، لكنهم فوجئوا بذوي الشهداء من الأهالي والجيش .. وحتى من المواطنين العاديين يشكون على الزمر المسلحة ، ومن عمليات التهريب للأسلحة والمخدرات التي تتم من تركيا وشمال لبنان ,
في كل الحالات ، فإن الخلاصة للتطورات السورية قد تكون في أوضح تجلياتها بما أعلنه الرئيس الأسد عن محور المقاومة والممانعة :
" هيهات منا الهزيمة " ، والذي أكد على مواجهته للمؤامرة بكل وجوهها بنزوله مع عائلته إلى المظاهرة المليونية في ساحة الأمويين الأربعاء .
معلومات دبلوماسية موثوقة تؤكد أن حمد بن خليفة آل ثاني حاكم مشيخة قطر ، قد هدد 4 زعماء عرب بإسقاط وتغيير أنظمتهم ، إذا لم ينضووا تحت عباءته في المؤامرة التي ينفذها بقيادة :
أمريكا و " إسرائيل " و وفرنسا ومشاركة السعودية وتركيا لضرب الشعب السوري وقيادته .
أكدت مصادر دبلوماسية عربية أن رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم يقوم مع مستشارين له من جنسيات أوروبية وإسرائيلية بالاتصال هاتفيا مع المراقبين العرب الذين يعملون في سوريا ، مطالبين إياهم باختلاق الأكاذيب والأحداث واتهام الحكومة السورية بها ، وقالت المصادر أن حمد عرض عليهم إغراءات مالية كبيرة وموافقات للعمل داخل قطر والسعودية بعد انتهاء مهمتهم .
وأضافت المصادر أن المسؤول القطري طلب من أمين عام جامعة الدول العربية إصدار قرار بزيادة عدد المراقبين لإرسال مجموعات تضم عناصر استخباراتية تعمل لصالح قطر والسعودية ، حيث تؤكد المصادر أن هذه العناصر دخلت مع المراقبين إلى سوريا مزودة بوسائل اتصال متطورة للغاية ، للاتصال مع العناصر المسلحة وتزويدها بتعليمات لارتكاب مجازر ضد السوريين .
هذا التصعيد الهستيري الذي تمارسه مشيخة قطر ربطته مصادر خليجية واسعة الإطلاع برغبة حكام السعودية وقطر الخروج من عنق الزجاجة ، حيث تشير المصادر أن ما يعلمه هؤلاء الحكام ويخفى عن الرأي العام قد يقلب الطاولة عليهم في أي لحظة .
فالمصادر الخليجية تؤكد أن هناك أكثر من 70 إرهابيا من أخطر الإرهابيين من السعودية والكويت وعناصر أمن من قطر يقبعون في السجون السورية حيث تم اعتقالهم إثر تسللهم سرا إلى الأراضي السورية ثم مشاركتهم بتنفيذ عمليات التخريب وقتل أبناء الشعب السوري .
وتتحدث هذه المصادر أن لدى الاستخبارات السورية اعترافات من هؤلاء المعتقلين تؤكد أن عملهم على الأرض السورية قد كان بتنسيق كامل مع قيادات خليجية رفيعة المستوى تدير الأمور من قصور مشايخ الدوحة والرياض ، كما اعترف هؤلاء خلال التحقيق معهم بأنهم نقلوا أموالا وأسلحة وأجهزة اتصال متطورة من زعمائهم في العاصمتين الخليجيتين إلى الإرهابيين الذين يعملون تحت إمرتهم غلى الأرض السورية .
كما أشارت المصادر إلى أن المعتقلين اعترفوا بوجود معسكرات للتجنيد والتدريب في الأراضي التركية ، وداخل السعودية وفي موقع أميركي بقطر ، وأن هذه المعسكرات تتلقى بشكل مستمر أعدادا من الإرهابيين من جنسيات مختلفة ، ويخضعون للتدريب على أعمال الإرهاب على أيدي ضباط أمن إسرائيليين يتحدثون العربية بطلاقة ، وبعلم السلطات التركية والسعودية ، وكشفت المصادر عن وجود عناصر تخريبية تابعة لتيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري ، وعناصر من ميليشيا سمير جعجع ، واعترف عدد من المعتقلين لدى السلطات السورية أنهم تسللوا إلى سوريا عبر الأراضي اللبنانية بمساعدة عناصر رسمية من تيار المستقبل والقوات اللبنانية ، والتقوا قبل تسللهم أعضاء في أجهزة أمن أميركية وفرنسية ...