عبر الممانعة المرنة لخطوط الضغط التي تتشكل في الداخل السوري أو في الإقليم القريب والبعيد .
لكن هذا التقييم يجب أن لا يؤخذ بإطلاقه . فالتمعن في مشاهد الاضطراب السياسي العربي أو الدولي .يفتح قوس البحث عن عوامل عدم الاستقرار خارج المواصفات الشخصية لهذا القائد السياسي أو ذاك .أعني بذلك ضرورة التفتيش في درجة ومستوى التدخل الخارجي لصناعة أو ممانعة الاستقرار السياسي لهذه الدولة أو تلك .
مناسبة هذا الحديث :الإشارة لضرورة التفتيش عن حوافز الغليان الراهن الذي تعيشه سورية ,ليس فقط في في التبدل العميق الذي طرأ على خارطة توزيع الثروة والسلطة في السسيولوجيا السورية ,بل وأيضا في تصاعد أهمية الموقع الجيوستراتيجي لسورية على تقاطع خطوط نقل النفط والغاز الذاهبة إلى أوربا .والتي ستعيد وضع النظام الدولي الموروث عن المرحلة "بعد السوفييتية " على طاولة إعادة النظر ..
ان فائض القوة العسكرية الأمريكي -الذي يحاول ترميم الفجوات الاقتصادية التي فتحها الصينيون وقبلهم اليابانيون ودول نمور آسيا في جدار السيطرة الأمريكية على السوق الدولية - قد تعرض لانتكاسات خطيرة في العراق وافغانستان .ويتابع المجمع الاقتصادي -الحربي لمنظومة بريكس عملية قضم تدريجي للمواضع الدفاعية الأمريكية ,عبر الزحف المنظم إلى منابع الهيمنة : النفط والغاز والدولار ..
وبالعودة إلى الشأن السوري .فان على المصطفين على خطوط الأزمة الراهنة تلمس مواضع أقدامهم ,ليعرفوا في أي الخنادق يقفون وعلى أي الخنادق يطلقون النار .
ان ما هو وطني لا يتعين خارج المصالح الإستراتيجية للدولة السورية : الحاضنة والمعقلنة والضابطة لعملية التنافس الطبيعي للفئات والشرائح المكونة للنسيج الاجتماعي السوري . هكذا فان الهوية الوطنية العابرة لهويات ما قبل الدولة :الدينية والطائفية هي الخط الحمر الذي ينبغي أن لا تخترقه خطوط الصراع على إعادة تكوين السلطة ,أو إعادة النظر في النظام السياسي المنتج للسلطة ....
هل ما زال الحراك السوري تحت هذا السقف ؟؟...سؤال نطرحه على الفاعلين السياسيين لعله يساعد في تبريد بعض الرؤوس الحامية .....
18-1-2012