استنكر ريبال الأسد ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، ومدير منظمة الديمقراطية والحرية في سوريا ومقرها لندن دعوة المجلس الوطني السوري منفردا لمؤتمر أصدقاء سوريا دون فصائل المعارضة السورية الأخرى واصفا هذه الخطوة بعدم الديمقراطية داعيا في ذات الوقت لتوحيد المعارضة السورية للإسراع بإسقاط نظام بشار الأسد الذي وصفه بأنه نظام فاقد للعقل.
من هم اصدقاء سوريا؟
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للقسم العربي لإذاعة هولندا العالمية من برلين حيث يشارك في مؤتمرا لحرية التعبير هناك. وقد قال ريبال أن كلمته أمام مؤتمر برلين قد تركزت على انتقاد تفرد المجلس الوطني السوري بحضور مؤتمر أصدقاء سوريا دون غيره من فصائل المعارضة السورية:
" اعتقدنا أن مؤتمر أصدقاء سوريا سيكون لكل السوريين كما قالت هيلاري كلينتون قبل أسبوع وكما قال الرئيس ساركوزي ولكن ما رأيناه في تونس كان مهزلة فكيف تحكي عن الديمقراطية ثم تدعو تجمع واحد أو حزب واحد من أحزاب المعارضة لمؤتمر أصدقاء سوريا. نحن في المجلس الوطني الديمقراطي بعثنا بوفد كامل ولكن منعوهم من الدخول وهذا شيء غير معقول ويعطي انطباع سيئ لشعبنا السوري بأن المعارضة لم تتوحد وأن الدول تحاول فرض تجمع واحد على الشعب السوري وهو المجلس الوطني خاصة ا ذا علمت أن 80 بالمائة من المجلس الوطني السوري من الإسلاميين".
وأضاف ريبال أن كل العالم يريد الانتقال للديمقراطية في سوريا ويريد التخلص من النظام القمعي لبشار الأسد ولكن لا أحد يرغب في أن يحل الإسلاميون مكانه مثلما حدث في إيران، معددا التنوع ألاثني والديني والطائفي الكبير في سوريا قائلا أن المجلس الوطني السوري بشكله الحالي لا يعكس هذا التعدد ولا يمثله.
التسليح كارثة
أما عن التطورات الحالية والصدامات التي بدأت تأخذ الطابع المسلح بين عناصر الجيش السوري الحر والقوات التابعة لنظام بشار الأسد ودعوات بعض الدول لتسليح المعارضة السورية فإن ريبال الأسد يعتقد أن توسع هذا الطابع المسلح للمقاومة سيكون له اثر كارثي. كما أنه يرفض رفضا قاطعا أي تدخل عسكري خارجي قائلا أن سوريا لا يمكن مقارنتها بليبيا:
" التدخل العسكري الخارجي سيكون كارثة على سوريا . سوريا لها علاقات وحلفاء في لبنان والعراق وروسيا والصين. ولها جيش يبلغ النصف مليون عسكري مزود بمختلف الأسلحة من صواريخ ودبابات وبحرية وطيران. دمشق لحالها يسكنها 6 ملايين نسمة وفي حلب 5 ملايين نسمة ، فأي عمل عسكري سيكون كارثة وربما يتوسع ليؤدي إلى حرب إقليمية. أما الحديث عن تسليح المعارضة فهو الجنون بعينه".
حل المشكل السوري في نظره يبدأ بتوحيد المعارضة التي يجب أن تتحدث بصوت واحد مع النظام في الداخل ومع العالم الخارجي، ثم الحفاظ علي سلمية المقاومة التي أربكت النظام وشلته في الأشهر الثلاثة الأولي ولكنه افلح في استدراج المقاومة إلى استخدام السلاح كي يبرر قمعه الوحشي للمعارضة الشعبية.
تاريخ من الشكوك !!
ريبال الاسد مدير منظمة الديمقراطية والحرية ينتمي لآل الأسد وهو ابن رفعت الأسد الشقيق الأصغر للرئيس السابق حافظ الأسد ونائبه لسنوات طويلة الذي اختلف معه في فترة الثمانينات الأمر الذي أدي لمغادرته سوريا في العام 1998 . بسؤاله إن كان مازال يتمتع بمصداقية لدى الشعب السوري والمعارضة السورية يجيب بتعديد مواقف والده رفعت الأسد الداعمة والداعية للديمقراطية من مجلة الفرسان وقناة شبكة الإخبار العربية انتهاء بمعارضته لتنصيب بشار الأسد بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد باعتبار أن ذلك يتعارض مع الدستور.
أما على الصعيد العملي فإن عمل المجلس الوطني الديمقراطي الذي يرأسه ( يتكون من بعثيين سابقين وأكراد حسب زعمه) واتصالاته مع المعارضة على ارض الواقع تظل محدودة بحسب ما يقول ريبال "نحكي مع بعض الأحزاب".
كان لابد من سؤال ريبال الأسد في الختام عن أحداث حماة 1982 والدور الذي يقال أن والده قد لعبه وقتها وهو أمر سيظل يلقي بظلاله على كل أنشطته السياسية الحالية المناهضة لنظام بشار الأسد، ليجيب بإسهاب عن أن الأحداث لم تكن ثورة ولم تكن انتفاضة شعبية وعن المؤامرة التي تعرض لها والده وعن آلاف الإسلاميين المسلحين الذين دخلوا حماة وكانوا يقتلون الناس على الهوية، في ظل ظرف عالمي تطبعه الحرب الباردة وحول تسليح مختلف الفصائل لقيادة حرب بالإنابة. مختتما بأن ما حدث كان قرار من القيادة بتكوين لجنتين للتعاطي مع الأمر ولم يكن لوالده أي دور في هذه اللجان
(اذاعة هولندا العالمية)