استعاد وهابيو آل سعود روح البداوة وقوانينها بذريعة الجهاد في سبيل الله، فنشروا عقيدتهم بحد السيف، بعدما وسموا أتباع المذاهب الإسلامية غير الوهابية بالكفر لأن الوهابية هي الإسلام الصحيح وأتباعها هم الفرقة الناجية، بينما غيرهم في النار، بحسب الحديث غير المتفق عليه ، وبناء عليه فقد شرعنوا قتل من ليس وهابياً ونهب أموالهم وسبي نسائهم.. وبما أن التبرك بقبر الرسول وزيارة أضرحة الصحابة والأولياء يعتبر شركاً في مذهبهم فقد أفتوا بنهب كنوزها وهدمها باعتبارها أصناماً تسيء إلى التوحيد الإسلامي. وطالما أن الأضرحة ومشاهد المؤمنين منتشرة في أنحاء العالم الإسلامي فقد صار لزاماً على البداة الوهابيين (تحرير هذه البلدان من الكفر المنتشر فيها)!؟
فقبل اكتشاف البترول كان ابن سعود بحاجة إلى المال لإعادة بناء أمارته المدمَّرة وتوسيع جيشه، وبما أن الغزو ونهب الآخرين يشكل مصدر دخل أساسي في بوادٍ لا تنتج غير التمر والإبل، فقد توسع الوهابيون في غزو جيرانهم حتى اليمن وعمان والكويت، واستمرت هجماتهم على مدن شمال نجد حتى بلغ ملكهم قريبا من الشام ووصل إلى المزيريب في حوران. وفي عام 1924 هاجموا قرى منطقة البلقاء في الأردن وخيروا الناس بين السيف أو الوهابية، وارتكبوا مذابح شنيعة ضد فقهاء وعلماء السنة الذين عارضوا نهجهم، كما ذبحوا أكثر من 5000 مسلم في قرى البلقاء (في أبو جابر والمنجا والغبية وأم العمد وأم العضام التي سميت كذلك بعد المذبحة) ـ تماماً كما يفعل إرهابيوهم اليوم في حمص ـ فكانوا يفظعون بالمسلمين ويمثلون بجثث القتلى لإرهاب سكان المناطق التي لم يجتاحوها بعد.. ذلك أن الماضي مستمر في عقول البداة وحياتهم منذ بداية تاريخ البوادي التي ليس لها تاريخ خارج الغزو والافتراس، تماماً مثل قطعان الذئاب الصحراوية التي تشكل مصدر إعجاب واحترام البدوي: الإقدام والمباغتة ولذة الفتك.. حتى أنه يسمي أولاده ذياب وذيبة وسرحان تيمناً بأن يكونوا ذئاباً وهابية ترعب خراف الأمم من حولها..
هاذي الذئاب كانت تهاجم قوافل الحج في البوادي قبل أن تصل إلى مكة، ذلك أن الحجاج الذين يأتون (من كل فجٍ عميق) كانوا يستعينون على تكاليف حجهم بالتبادل التجاري، فيحملون بضائعهم معهم ليتاجروا بها مع المدن التي تقع على طريقهم لتحقيق أمنية (حج مبرور وسعي مشكور وتجارة لن تبور). فكان مسلمو آسيا يمرون بدمشق حيث ينتظرهم المحمل الشامي، بينما مسلمو الغرب يمرون بقاهرة المعزّ للخروج مع المحمل المصري.. وكما أحل الرسول الأكرم لأصحابه اعتراض قافلة المشركين من قريش في غزوة بدر لتمويل المجاهدين في سبيل الإسلام، كان ذؤبان الوهابية يهاجمون المحمل الشامي والمصري وينهبون (الكفار) بحسب فتوى ابن عبد الوهاب، حتى ضج المسلمون من شرهم فاستنجدوا بالباب العالي في الآستانة الذي وجه بدوره كتاباً إلى محمد علي باشا والي مصر لكفاية المسلمين شر الوهابين السعوديين. وهكذا قام جيش مصر بقيادة طوسون ابن محمد علي باشا بتدمير الإمارة السعودية الأولى،كما أسلفنا في الحلقة الماضية ..
وبما أن الماضي يستمر حاضرا في عقول البداة "الذين أسلموا ولما يدخل الإيمان قلوبهم"، فقد توجسوا شراً بعد قرن ونصف من اجتماع أهل مصر والشام على كسر شوكتهم، فتخوفوا من الوحدة السورية - المصرية إلى درجة أنهم منعوا محمل الحج الشامي وأحرقوا المحمل المصري، ودعموا القوى الانفصالية السورية، وحاولوا رشوة المشير عبد الحميد السراج (قائد الإقليم الشمالي) الذي بقي مخلصاً لعبد الناصر فقدم له شيك السعوديين الذين فتحوا بلادهم وخزائنهم لأعداء القائد الذي كان يتوقع المصريون أنه سيعيد مصر إلى سابق قوتها كما كانت أيام محمد علي باشا عدو الوهابين السعوديين الأول.. كذلك استقبلت السعودية فلول الإخونجيين الهاربين من بطش عبد الناصر بعد فشلهم في اغتيال زعيم الناصرية..
***
فمنذ اشتهار دعوتهم فشل الوهابيون في انتزاع قبولٍ أو اعتراف من الأزهر الشريف حتى عام 1926 حيث تمكن عبد العزيز آل سعود من استمالة شيوخ أزهريين أهمهم: رشيد رضا ومحب الدين الخطيب وحامد الفقي الذي جعل من منزله مقراً للدعوة الوهابية وأسس «جمعية أنصار السنة» التي عملت على استقطاب الشباب والذين كان من أبرزهم الشاب حسن البنا الذي أسس بعد عامين ( 1928 م) جماعة «الإخوان المسلمين» على غرار «الإخوان الوهابين» التي أنشأها عبد العزيز آل سعود في المملكة السعودية، وكانت تسمية (إخوان) تطلق على طلاب العلوم الدينية في السعودية آنذاك، ومثلها «طالبان» في الصومال وأفغانستان.. وكان محب الدين الخطيب الهارب من وجه العثمانيين في بلاد الشام يرى في ابن سعود المؤهل الوحيد للخلافة، و كان الأخير يمول له مطبعة (المنار) التي أصدرت أوائل الكتب الوهابية لمناهضة الإسلام الصوفي بمصر..
في عام 1936 ذهب حسن البنا إلى الحج السعودي بتوصية من شيوخه الوهابيين ورعاية من البريطانيين الذين ساهموا بمبلغ 500 جنيه لبناء أول مقر للإخوان في الإسماعيلية باعتبارهم يشكلون حاجزاً يقاوم المد الشيوعي بمصر.. وقد أثمرت زيارة البنا بدعم مالي سعودي لبناء خمسين شعبة للإخوان المسلمين في مصر، كانت سبباً لظهور الجماعة على الساحة السياسية المصرية كقوة مرهوبة الجانب داخلياً ومدعومة خارجياً، تماماً كما حصل لحزب الله أول صعوده في لبنان مع فارق أن حزب الله وجريدته «المنار» قد وجهوا جهودهم باتجاه مقاومة العدو الإسرائيلي بعكس جماعة الإخوان المسلمين الذين قصروا جهدهم للهيمنة على السلطة والمجتمع المصري .
إذن ومنذ زيارته الأولى وحتى وفاته كان الإمام البنا ضيفاً دائماً على خزينة آل سعود، حيث نشأ تحالف إسلاموي - غربي كان له الدور الفاعل في الحرب الباردة ضد المعسكر الاشتراكي، وقد أنجز هذا التحالف، بعد نصف قرن من العمل، إسقاط المعسكر الاشتراكي وتفكيك الاتحاد السوفيتي، انطلاقاً من أفغانستان التي كان يحكمها اليسار الشيوعي المدعوم سوفياتياً،(مثل الصومال)، إذ راحت السعودية توجه جهادييها الوهابيين من مختلف الدول العربية إلى كابول وبيشاور وتمدهم بمال البترودولار والسلاح الأمريكي مع توجيهات الشيخ الفلسطيني عبد الله عزام الذي كان يختار المجاهدين من بين الحجاج الشبان القادمين إلى مكة المكرمة في موسم الحج ويجندهم لقتال (الكفار) في أفغانستان قبل عشرة سنوات من سقوط النظام الأفغاني أيام نجيب الله وخروج الجيش الروسي الذي كان سبباً أساسيا في انهيار الاتحاد السوفياتي وانتهاء الحرب الباردة لصالح أمريكا والغرب الإمبريالي..
هذا بالنسبة لبداية التحالف الإخواني مع الوهابيين أما فيما يخص التمازج الآيديولوجي بين الإخوان الوهابيين والإخوان المسلمين فقد حصل خارج مصر، بعد الخلاف الذي نشب بين المرشد العام للإخوان المسلمين وجمال عبد الناصر الذي رفض الانصياع لرغبة الجماعة بأسلمة الدولة ووضع الثورة تحت إشراف الإخوان المسلمين، باعتبار أن عبد الناصر كان مقرباً من الجماعة قبل الثورة، وكانوا وضعوا في ظنهم أنه من الممكن أن يجعلوا منه واجهة لحكمهم حين دعموا انقلاب الضباط الأحرار على الملك فاروق.. لكنهم وجدوا في عبد الناصر فيما بعد أسداً هصوراً، لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب، بل أنه لم يوافق حتى على طلب الجماعة الأخير بإصدار مرسوم يقضي بفرض الحجاب على النساء، وقال لمندوبهم حامد أبو النصر، عندما عرض عليه ثلاثة رسوم لأزياء الحجاب التي يجب فرضها على الستات: «طب ليه بناتك سافرات يا أستاذ حامد وما تلزمهمش بواحد من الحجاب ده!»
أمام تصلب عبد الناصر قررت الجماعة اغتياله، وكانت حادثة المنشية الشهيرة عام 1954 حين أطلق قاتلهم تسع رصاصات على عبد الناصر، ولكنها لم تصب منه مقتلاً.. وهكذا أشعل الناصريون الأرض تحت الإخونجيين، فأعدموا من أعدم، وسجنوا من سجن، وهرب قادة الجماعة خارج مصر، حيث لجأ الجناح العسكري السري إلى حضن تنظيم الجماعة في الشام أيام المرشد مصطفى السباعي وتسببوا في عسكرة التنظيم هنا، بينما غادر الجناح الدعوي إلى السعودية حيث احتضنهم الإخوان الوهابيون، فانتشروا في مدارس السعودية وجامعاتها ومعاهدها الشرعية، وعملوا على مأسسة العقيدة الوهابية والانطلاق بها نحو التجمعات الإسلامية في أربعة أنحاء الأرض..
وهكذا جاء الإخوان المسلمون إلى أرض الإخوان الوهابيين حاملين معهم آيديولوجيا التعصب (الأخوي) ضد الأغيار. وقد عمل سيد قطب، من سجنه في مصر حيث كانت تهرب كتبه، على مزاوجة العقيدتين المتشددتين، وخصوصاً في كتابه «معالم على الطريق» الذي غدا قرآن الجهاديين الإسلاميين في كل مكان، وتتلخص منطلقات سيد قطب النظرية في أن الناس اليوم يعيشون في جاهلية تشبه الجاهلية التي عاصرها الإسلام في عهد النبوة، وأن مهمة الإسلاميين الأولى هي تغيير هذا المجتمع الجاهلي من أساسه، وعلى الدعاة أن يدعو الناس إلى (اعتناق عقيدتنا) حتى لو كانوا (يعتقدون) أنهم مسلمون، فالحاكمية لله، وهي تلغي حاكمية البشر في كل صورها وأنظمتها وأوضاعها، والتمرد على كل وضع في الأرض الحكم فيه للبشر بصورة من الصور. لهذا فإن الجهاد ضرورة للدعوة سواء كان دار الإسلام آمناً أم مهدداً من جيرانه، وأن الانطلاق بالمذهب الإلهي تقوم في وجهه عقبات مادية من سلطة الحكومة ونظام المجتمع وأوضاع البيئة وحدود الدول: وهذه كلها ينبغي أن ينطلق الإسلام (الوهابي طبعاً) ليحطمها بالقوة..
إذن وبمساعدة كتب سيد قطب وأبو الأعلى المودودي وأسطورة الحاكمية الإلهية والنقاب واللحى، أعاد الإخونجيون هيكلة التعليم السعودي الذي خرّج دعاة الوهابية الجدد من الشبان التي كانت السعودية تستقطبهم من الدول الإسلامية وتعلمهم مجاناً قبل أن تعيد إطلاقهم كجنود عقائديين يرتبطون بالمملكة مالياً ووهابياً ويعملون على تدمير أوطانهم (الجزائر مثالاً) من أجل إقامة الخلافة الوهابية.. وهكذا تزاوجت الوهابية مع الإخونجية وأنتجوا تيار الإسلام السياسي العنفي الجهادي..
***
بعد وفاة جمال عبد الناصر المدويّة خلفه أنور السادات، الضابط الأقل شأناً بين ضباط ثورة يوليو. فكان السادات ممثلاً من الدرجة الثانية في حربه وسلمه وإيمانه وسياسته المصرية. ففي عهده عاد الإخونجيون من السعودية مبشرون وهابيون بوقود المال السعودي. وراحوا يتغلغلون في أوساط الفقراء والأميين لتوسيع قاعدتهم الشعبية. وقد تقرب (الرئيس المؤمن) منهم ومن المملكة السعودية لمساعدته في انفتاحه على واشنطن وإسرائيل قبل زيارته الكارثية لإسرائيل وانقلابه على حافظ الأسد وتيار المقاومة العربية. وانتهت حياة السادات على يد حلفائه الوهابيين، بعدما تمرد فصيل الجهاد الإسلامي في مصر عن مرجعيته السعودية وانتهى مع أيمن الظواهري في الجبهات الأفغانية (لإعلاء كلمة الله) بالقتل والتدمير.. وبعد مقتل السادات في حادثة المنصة على يد الجهادي خالد الإسلاميولي، جاء الأمريكان بالرئيس البليد ذي الظهر العريض ليتابع ما استجد من أجندة السادات الأمريكية - السعودية.. وهكذا تحالف مبارك مع الجميع ضد الجميع، فتسامح مع جماعات الوهابية المرتبطة بالسعودية وضرب الخارجين عن مركزيتها، وفقدت مصر في عهده ـ الذي جاء استمراراً لعهد السادات ـ زعامتها للأمة العربية، حتى غدت فقاعة الغاز قطر أكثر حضوراً منها على الساحة العربية.. وبعد الثورة المصرية المظفرة التي أطاحت بالسيد الرئيس وأبقت نظامه، ظهرت قوة الوهابية على الساحة المصرية، بعدما فخخت الأزهر بخلاياها، وخطفت الجوامع والمدارس والنقابات وجمعيات حقوق الإنسان والبرلمان بالإضافة إلى الجيل الثاني من الإخونجيين المتوهبنين.. وهي الآن بصدد خطف مصر بالكامل إذا لم يستيقظ مسلمو مصر إلى أنهم سيتحولوا إلى محمية سعودية - أمريكية في القريب العاجل..
في ظل هاذا الواقع المصري المخيف، وعلى الرغم من تغلغل الوهابية إلى أساتذة الأزهر الشريف وطلابه، فإن الأمل معقود على ما تبقى من إرث الإسلام المصري الصوفي الذي يمثله كبار علماء الأزهر، بأن يعودوا إلى توصيات مؤتمرهم قبل عامين حول (خطر الوهابية على الإسلام والعالم) والذي يمكن اختصار بحوثه السبعة في:
(أن الوهابية كدعوة وفكر تقوم على نفي الآخر وتكفيره، وأنها تهدد الأمن والسلم في كافة دول العالم الإسلامي لما تبثه من أفكار إرهابية وإجرامية شديدة الخطورة بتمويل سعودي واستغلال أمريكي، على الرغم من معرفة الديموقراطيين الأمريكان أن للوهابية موقفاً سلبياً من المرأة والعلم والموسيقى والفنون والمسيحيين وأصحاب المذاهب الإسلامية الأخرى. وأن الوهابية دعوة للجاهلية، وأغلب موروثها قائم على الإرهاب والقتل باسم الإسلام.. وقد طالب علماء الأزهر في ندوتهم هذه بضرورة إعداد إستراتيجية إسلامية وعالمية وثقافية وسياسية لمقاومة الوهابية) .
ونحن نرى اليوم كيف أن الثورة المصرية مازالت عالقة منذ عام بسبب الثورة المضادة التي قادها السعوديون وأنصارهم الإسلافيون، وكيف أن كل ما قامت من أجله الثورة قد تراجع لحساب قوى أكثر تخلفاً وتعصباً، حتى ليبدو أن المطوعين الوهابيين هم من سيقود المجتمع المصري إلى عصر البداوة بعد ثلاثة آلاف سنة من الحضارة المصرية التي أدهشت العالم..
وإذا عدنا من مصر إلى ارتدادات الربيع الوهابي نحو بلاد الشام، نرى كيف أن جحافل الوهابية قد عادت إلى حوران بعد قرنين من غزوتها الأولى وأظهرت رأسها بسعي الشيخ الوهابي أحمد الصياصنة والخلية الوهابية التي احتلت الجامع العمري، وظنها الناس، وأنا منهم، ثورة حرية، فإذا بها ثورة وهابية تحمل ثقافة التمر والإبل والغزو والقتل التي وصلت إلى المزيريب كما أسلفنا وتركت بيضها الذي فرخ اليوم أفاعيه بيننا.. ومن هنا يمكننا أن نفهم وقوف علماء بلاد الشام بوجهها وإعلانهم وفاة (منظمة التعاون الإسلامي) بعد سيطرة الريال الوهابي على أغلب شيوخها وموظفيها.. (يتبع)
حاشية1- (من ثورة يوليو 1952 إلى ثورة يناير 2011) :
لفهم خطط الإخوان المسلمين في مصر الثورة اليوم، ننقلكم إلى بعض ما جاء في مذكرات اللواء محمد نجيب حول علاقته بالإخونجيين بعد ثورة الضباط الأحرار عام 1952 إذ يقول: «طلب الإخوان المسلمون في ديسمبر 1953م أن تتم مقابلة سرية بيني وبينهم واقترحوا مكاناً للمقابلة منزل الدكتور اللواء أحمد الناقة، ورفضت فكرة الاجتماع السري بهم وأبلغتهم بواسطة محمد رياض أنني مستعد لمقابلتهم في منزلي أو مكتبي، لكنهم اعتذروا عن ذلك وطلبوا أن أفوض مندوباً عني للتباحث معهم فوافقت وعينت رياض ممثلاً عني بعد أن زودته بتعليماتي..
وبحسب المذكرات أوضح محمد رياض لممثلي الإخوان رأي محمد نجيب في إنهاء الحكم العسكري الحالي، وعودة الجيش إلى ثكناته، وإقامة الحياة الديمقراطية البرلمانية، وعودة الأحزاب، وإلغاء الرقابة على الصحف، ولكنهم لم يوافقوا على ذلك بل طالبوا ببقاء الحكم العسكري وعارضوا إلغاء الأحكام العرفية وطالبوا باستمرار الأوضاع كما هي على أن ينفرد محمد نجيب بالحكم وإقصاء جمال عبد الناصر وباقي أعضاء مجلس قيادة الثورة، وأن يتم أيضاً تشكيل حكومة مدنية لا يشترك فيها الإخوان المسلمون ولكن يتم تأليفها بموافقتهم.. كما طالبوا بتعيين رشاد مهنا «إخواني» قائداً عاماً للقوات المسلحة، بالإضافة إلى تشكيل لجنة سرية استشارية يشترك فيها بعض العسكريين الموالين لمحمد نجيب، وعدد مساوٍ لهم من الإخوان المسلمين، بحيث يتم عرض القوانين على هذه اللجنة قبل إقرارها، كما تعرض عليها سياسة الدولة العامة وأسماء المرشحين للمناصب الكبرى.. ويضيف محمد نجيب في مذكراته: كان الإخوان المسلمون يريدون بذلك السيطرة الخفية على الحكم دون تحمل المسؤولية..
حاشية2 - أثناء معركة توريث جمال مبارك، أفتى الشيخ الوهابي لطفي عامر (رئيس جمعية أنصار السنة) بمصر بجواز توريث جمال قياساً على توريث معاوية لابنه يزيد وقال: سنسمع ونطيع لجمال مبارك.. وقد برر فتواه بأنها درءاً للفتنة...
من أقوال سيد قطب: الوطن مرادف للوثن والعلَم مرادف للصنم !؟
(الجمل)