مرجعنا والمتبقي ما قد نطلق خلفه تسمية فنتعقبها على أن تكون من نصيبنا . . . لكن هاهي تعدو ولا نقوى على التقاطها، لأنها له، له فقط هذا الرحباني اللعين الذي اسمه أيمن عبد الرحمن . . الجميل، الطفولي، الذي ينضج محيلاً الطفولة إلى حكمة يعتليها دبدوب أو قصاصات ملونة ، وصوت فيروز الذي لا ينام إلإ ويستيقظ عليه، والذي لا يستيقظ إلا ملقياً نوماً وثباتاً وإخماداً للقبح محيلاً صوتها/محيلة بصوتها الأوراق سنابل نمسح بها جبين كل ما نحب ونتشهى ونعبد.
عشر سنوات مرت على محاولتنا المضنية أنا واسامة اسماعيل على اتخاذ دوقة مالفي أو انظر إلى الخلف بغضب و و و. . . كمقرر ندرسه وليس مسرحاً نلتقط نقاط ضعفه وقوته غارقين بنظريات عن المسرح والشعر والسينما، داخلاً عليه بقصيدة، خارجاً عليّ بفيلم حتى الفجر، حتى حفلة لفيروز تبثها إذاعة الشرق كل صباح، متصلين بأيمن، سائلين أيمن الذي لم يلامس أجفانه النوم ليجيب: إنها حفلة فيروز سنة 1983 أو 1987 في باريس أو لندن أو دمشق أو أو، والمايسترو هو فلان الفلاني. . . لنا أن نسأله وله أن يجيب، لكم أن تسألوه عن كل ما تلفظته فيروز، ما تلفظه الرحابنة ليجيب، ليعرف ويتعبد.
أستمع الآن وفي هذه الساعة بالتحديد، في تمام الثالثة والنصف بعد منتصف الليل لـ ِ سي دي من الأعمال الكاملة لفيروز. أنصت وأغني معها بصوتي /النشائزي/ على وزن /الجنائزي/، وحين أصل أغنية /سوا ربينا/ أتخطاها على الفور، على أنها أغنية فيروز الوحيدة ربما التي أكرهها، هذا عدا ارتباطها ببرنامج مشترك كان يبثه التلفزيونان السوري واللبناني يحمل هذا العنوان، لا بل كانت أغنية شارته سوا ربينا بما يعني سورية ولبنان.
سوا ربينا أستعيد هذه العبارة مجدداً وأنا أكتب ما أكتبه الآن، ليطفو أيمن عبدالرحمن الذي قال عنه راني بيطار في السفير السوري لا بل العلوي الذي أحب لبنانية لا بل مارونية وها أنا وأسامة نتصل لنسألهما معاً.
زياد عبداللة