وأتابع نشر بعض من أسلوب التعامل العلمي والسليم بين الرجل والمرأة في الحياة. والمقال السابق, وهو بعنوان: كلام لا علاقة له بالأمور السياسية......(36). ذكرت فيه بعض الخبرات والدراسات في هذا المجال. وأتابع في هذا المقال سرد بعض من هذه الخبرات:
o على المرأة أن تكون حكيمة, وألا تظهر عدم احترامها للرجل, وأن لا تشعره أنه منقوص الرجولة. لأن ذلك سوف يدفعه على الغضب, وهذا الغضب سيفتح الباب على مصراعيه لمسلسل الشجار وعدم التفاهم.
o العناية المستمرة, والتواصل بالطريقة التي تحبها المرأة بالذات, وليس بطريقة الرجل التي قد لا تناسبها, هو الطريق الامثل لتغذية مشاعرها, والحفاظ على حبها متقداً. لذا على الرجل أن يعرف ماذا تحب أنثاه, وليس ما يحب هو لها.
o الأنثى كالنبتة يجب أن تتغذى على نسغها وغذائها الخاص, ويجب أن يعتنى بها بشكل كبير كي تفيض بالعطاء. والاعتناء بها يكون بالبحث عن طبيعتها, وتزويدها بما تحتاج هي إليه بالذات. وعندئذ ستعطي ثماراً لا توصف. أما اهمالها فهو بمثابة كارثة على الطرفين.
o عندما تحزن الأنثى لا تنتظر من رجلها أن يقدم لها نصائحه الخام وكلماته الواقعية ومناقشاته العقيمة. إنها تحتاج أن يشعر بها ويحتوي ألمها.
o لغة الغيرة عند المرأة مختلفة عن لعة الغيرة عند الرجل, فهي تعني لديها وبالعمق أن رجلها أفضل رجل في العالم, إلى حد أنها تغار عليه. فهل يدرك الرجل هذا الأمر؟
o ترتكب المرأة أكبر الأخطاء عندما تحاول إثارة غيرة الرجل كي تستدعي إشعارها بالاهتمام أو الحب منه, فبعض الرجال ليست من طبيعتهم الغيرة, وإثارتها تعني إدخال الشك في العلاقة وهذا من أخطر ما يدمرها. فأغلب الرجال أن من طبيعتهم أن لا يبدون الاهتمام الذي تريده المرأة, لكن غنج ودلال المرأة ورقتها طريق إلى تحريض اهتمامه.
o عناية الرجل بالأنثى ليست ذات أفضلية على عناية الأنثى بالرجل, ولكن لأن طبيعة الأنثى التلقي, فهي تحتاج إلى اهتمام أكبر, كما أن متطلباتها أكثر. والسر في الأمر أنها تحب التلقي كي تعطي أكثر.
o إذا أراد الرجل أن يربح الأنثى فعليه أن يُدخل في الحسبان اعتباراتها العاطفية, ويحاول أن ينعش أنثويتها الكاملة عبر الاهتمام والتقدير, والتخفيف من الأعباء الحياتية عليها.
o بعض الرجال متعلق بأمه بطريقة مرضية, وهذه هي عقدة أوديب. ولهذا فهو يبدي اهتماماً بأمه مبالغاً به على حساب شريكته. وسخط الشريكة وتبرمها سيزيده تعلقاً بأمه. وعلى العكس فإن تشجيعه على المزيد من الاهتمام بأمه سيلقي في داخله الرضى, وسيبدأ بتخصيص جزء من اهتمامه أكبر بشريكته. هذا نوع من العلاج, لأن الأمر يحتاج عند إفراطه بالتعلق بأمه إلى علاج نفسي أدق يجب الانتقال إليه بسلاسة وليس بفطامه السريع والفظ.
o إن كنت تشعر أن وجود شريكك في حياتك نعمة لم لا تقل له ذلك صراحة, وتشعره كم أنك ممتن لوجوده معك, وكم تغيرت حياتك معه نحو الأفضل بفضله. أفعل وسترى النتائج الايجابية التي طالما كنت تنتظرها.
o آخر الدراسات العلمية تؤكد أن تؤكد أن النساء أكثر اهتماماً وقلقاً من الرجال بالشائعات التي يتعرضن لها, وذلك على الأغلب بسبب أن صورة المرأة الخارجية تهمها لاعتبارات تتصل بجمالها ومكانتها وحضورها, باعتبارها كائناً جذاباً ومتلقياً.
o المرأة كائن يستطيع القيام بعدة مهام, والحديث في عدة مواضيع في آن واحد معاً. لذلك فإن تفهم طبيعتها هذه وحاجتها إلى التواصل المستمر ولو بالإنصات إليها يساهم في استمرارية الحب ويبعد الخلافات.
o كل من الرجل والمرأة له اهتماماته الخاصة به والتي تختلف عن شريكه. فقد لا تحب المرأة لعب كرة القدم أو مشاهدتها كما يحب الرجل, وإن رغب هو بذلك عليه أن يقدم لها بدائل تناسبها ويعوضها عن هذا الوقت الذي تفتقد خلاله تواصلها معه.
o للمرأة لغتها ورموزها الخاصة بها التي إن عرفها الرجل عرف كيف يمتلك الأنثى ويفيض عليه دفق عطائها. أعطها حباً تدر عليك حباً واهتماماً وعطاءاً وحناناً بشكل لا يوصف.
o عندما تحيق المشاكل بالرجل يحب أن يخلد إلى كهفه ليتسنى له التفكير بها, والتوصل إلى حل مناسب لها. قد لا تتفهم المرأة حاجته للانفراد بنفسه, وقد تظنه بعداً عنها ما يشعرها بالضيق والألم, ويدفعها لتقتحم عليه وحدته. تفهم طبيعة الذكر يخفف على الشريكة كثيراً من العناء, وخاصة إذا ما علمت أن بعد خروجه من الكهف سيكون تواصله معها أفضل مما كان.
o عندما تجالس امرأة رجل وتراها تعضعض طرف لسانها, فهي تبدي امتعاضاً شديداً لما يقوله وتتردد في الرد عليه بأقذع الألفاظ.
o عندما تشعر المرأة شريكها بمدى قوته فهي تحفزه على أن يكون كذلك, ولكنها عندما تشعره بعكس ذلك فهي تستجر غضبه وتجعله يشعر أنه منقوص القيمة.
o ما تريده المرأة هو أن تشعر بأن الرجل يتفهمها ويتجاوب مع ما تشعر به وليس أن يقدم لها المال. فالكرم بالنسبة لها يكون بالمشاعر والتفهم والاحاطة والعناية والتقدير. وإتاحة الفرصة لها لإثبات ذاتها وإمكانياتها وعدم الشك بها. كل هذا هو مفتاح الدخول إلى كيانها كله.
o لا تعني المرأة قيمة الهدية التي يقدمها لها الرجل مرة في العام. ولكن يعنيها كثرة الهدايا على مدار السنة, لأنها تعني كثرة التواصل ووفرة في الاهتمام.
o دخول طرف ثالث بين الشريكين يعني أن النقاش بينهما سيتحول إلى سجال وإلى انفعالات ستفاقم من حجم المشاكل بينهما. لذلك على الشريكين أن يكونا حكيمين, وأن يحرصا على حل خلافاتهما وحدها دون إشراك أحد.
o قم بشيء إضافي وجديد لشريكك مرة بالأسبوع وسترى كم ستتجدد الحياة بينكما.
o تميل المرأة إلى تعزيز قدراتها الأنثوية العالية على الاستماع, فهي أفضل من الرجال بتمييز الأصوات, لذلك تميل عموماً غلى الرجال ذوي الأصوات الذكورية (المخملية) أي الجميلة التي ليست عالية وليست من النوع الأجش, ولذلك فإن الرجال الذين يتكلمون من قاع الحنجرة(قرار في لغة الموسيقا) هم الأكثر جاذبية للنساء.
o إذا كان الرجل يرى أزمة هائلة في الحياة ويتوقع الأسوأ, فإن عليه أن يسأل المرأة عن رأيها. فإذا إجابته بحدسها أن الأزمة إلى زوال فليعلم أنها فعلاً إلى زوال, لأن قدرة المرأة الحدسية تجعلها ترى(بدون معطيات وتحليلات) ما لا يراه الرجل, لأنها تقفز بحدسها إلى النتائج بسرعة.
o أبرزت الدراسات العلمية أنه رغم اختلاف مخ الرجل عن مخ المرأة في أغلب الاستجابات وطرق المعرفة وطريقة الحياة, إلا أنهما يتكاملان في مواجهة الأزمات. ولهذا لا ينبغي أن يعزل أحهما الآخر في الأزمة بل يجب أن يستفيدا من طريقتيهما في تناول الأزمة.
o النساء أقل من الرجال استعداداً للوقوع في الإدمان. لأن طبيعة مخهن أقل تأثراً بالمواد المخدرة أو القابلة للإدمان. ولهذا يستفقن بسرعة بعد عملية تعرضن فيها إلى التحدير , وهن يحتجن لكمية أكبر من تلك التي يتلقاها الرجل لكي يتم تخديرهن.
o عندما تغضب المرأة وترفض مصالحة شريكها أثناء فورة غضبها فهذا لا يعني أنها تريد ذلك, بل على العكس إنما هي تريد فقط إرسال رسالة أنها غاضبة فأحتويها.
o لا يجوز ولا يصح الاستمرار في نقد الشريك وملاحقته في كل الأمور, فالنقد يكون بناءً في وقته وليس في كل حين, ويجب أن يكون بأسلوب يليق بالشريك وطبيعته, وإلا فإنه سيفاقم الأمور, ويدفع بالأمور إلى ما قد يهدد مركب الشراكة.
o عندما تقص المرأة شعرها قصة القنفذ فإنها تعبر بشكل لا واع عن الثورة والرفض ورفض الانحباس في قوقعة من التربية الصارمة مترافقاً مع حزن نفسي عميق.
أكتفي بهذا القدر, وسأتابع لاحقاً نشر كل ما وردني, مع كل ما قرأته في هذا المجال.
كمساهمة صغيرة ومتواضعة, هدفها نقل هذه الخبرات والدراسات للقراء الأعزاء.
الثلاثاء:15/10/2013م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
burhansyria@yahoo.com
bkburhan@hotmail.com