......
وبينما الحب
لأجل عينيك سأكون
يتغنى بكل ماهو عذب أمامه وإذا به أمام حوريةٍ مزخرفة مرصعه بكل
أنواع الحلي والجواهر الموجودة في الأرض كل مافيها يشع ببريقه وهي من بين كل
حللها تكاد لاتظهر فإذا الحب مبهوراً أمام لآلئها متشوقا ليرى صورتها متعطشا
لتمنحه ويمنحها
آه ياقديستي يامن الجواهر تغنت بك
آه يافاتنتي يامن اللآليء تهفو إليك
حبيبتي أني هنا لأجلك
إني من الأعماق وللأعماق أعشقك
يابريقا يشع في قلبي...ياحباً يرتعد في روحي ودمي
لكم إليك اشتقت ..وكم من العطاء للعطاء أحببت
وللشوق من دفئه يمنح
احبك واحبك
أيا شتاءُ...للحن الطبيعة تنادينا
تبكي السماء وتغنينا
يتركنا الثلج ويرتدينا
يا أيها الشتاء من لذة العطاء اسقينا
احبك واحبك حب الحياة للشتاء
ها أنذا انزف من قلب صادق
لكن حورية الجواهر التي شغلتها لآلئها ودررها نسيت بانشغالها أن تصدق الحب
بقلبها وامتصت جواهرها كل بريق صادق في داخلها حتى امتصت بصيرتها فلم تعد تعي
ماحولها وازداد ضعف بصر الحب من شدة بكائه وازدادت آلامه من شدة النزيف لأجلها
...وترنح الحب الجاثي أمامها...واصبح يرى الأشياء بصورة مظلله وأصبح يرى ماحوله
أجساما ضبابيه فإذا به لم يعد يبصر بريق حورية الجواهر ...ولم يعد يراها إلا
ظلاً معتماً
واخذ الحب الذي ازدادت آلامه يترنح في سيره والدمع الذي اخذ يتناثر كاللآليء من
عينيه الساحرتين يضفي حزناً ولحناً على كل ماحوله وإذا بالطبيعة الخلابة أمام
ناظري الحب ثانية ...هذه الطبيعة التي تلتئم مع كل ماهو منها وإليها ومع كل
ماهو صاف وجميل والتي تمنح من يحبها سلاماً نفسياً وروحياً وإذا بمشاعر الحب
الحارة تصدح مرة أخرى للطبيعة وتتغنى بكل ماهو ساحر وأخاذ فيها
آه ياأرضي الحنونة ...يارائحة التراب العطرة
أنا الحب..من العطاء للعطاء
فباركي ابنك العاشق للانهاية ...ياأرض ياسماء
وفي سكرة الحب ونشوته التي أطلقها سحراً وأملاً ونوراً لكل ماحوله ...إذا به
يقف أمام حورية رقيقه ترقص في كل مكان وتغني بصوت ساحر...يخدر الآذان ...فإذا
بالحب أمام سحر صوتها ورنات ضحكها وتراقصها كالفراشات في كل مكان يعشقها وتأسر
قلبه القدسي...وتسلب له لبه
يامحبوبة تقتها طويلا...يامحبوبة اشتقتها حزينا
يامن كالفراشات تطير يامن بسحر صوتها تحاكي العصافير
ياحباً يتفتح في قلبي وصوتاً يسري في عروقي
حبيبتي...فراشتي...عصفورتي
إني بكل ألمي وحزني وفرحي الصادق أعشقك
أنا هنا لأجلك ...لفرحك لحزنك لقلبك
أنا هنا اركع لرقصك لغنائك
أفلا أرى من خلال ضحكاتك وصوتك الرنان فرحا وحزنا صادقاً؟
ألا تتلألئين بالدمع لأجلي وتبكيني كما أبكيك؟
ألا تتألمين حبا وشوقا...لقلبي الممزق الذي للحب الصادق يناديك
فها أنذا نازفاً متألماً متعطشاً إليك جئت محباً فأحبيني
لكن حورية الفرح والغناء لم تكن من خلال رقصها وفرحها تراه...ولم تكن من صوتها
تسمع غير صدىً شاحب بعيد ولم تعي هذا الحب الذي ركع عاشقا متألما لأجلها...
أين أنت يامن تتكلم...إنني لا اسمع إلا صدى
ولم ألتق بك قبلاً....وأي فرح غير فرحي تعطي؟
وأي حزن هذا الذي لم اسمع به قبلاً تنشد
وماهو هذا الدمع الطاهر الذي به تعشق
فخبرني عن فرحك وحزنك حتى تبكيني بحبٍ وأبكيك
فعاهدها الحب الذي ارتمى لأجلها على بكائها حتى تراه...وإذا بالحب يعهد إليها
بالنزيف مرة أخرى بروحه ودمه ودمعه وهو لأجلها جاثياً ينتظر...اللحظة التي تراه
فتبكيه وتحبه
ها أنذا أنزف من دمع صادق لأجلك
ها أنذا حباً نازفاً سعيداً بك
قلبا مبتسماً...حزيناً ينبض ألحانا عذبة لبهائك
أفلا ننعم معاً بلحظه صادقه طاهرة؟
ألا نشعر معاً بنبض متألم عاشق؟
أحبيني...أحبيني...حب الشوق للبكاء
ها أنذا أنزف من جرح صادق لأجلك
والقلب يذوي لوعة ...والشفتين ترتجف احتراقاً
والروح تعتصر للألم أملا..واليدين ترتجف اشتياقاً
دمعي وحزني عاشقان...فرحي في الحب نازف
صوتي المنادي على أوتار العشق صارخ
جرحي لحب صادق...ياحبيبتي راغب
أحبك...وأحبك حب العليل للشفاء
ياحوريتي الساحرة...ياحوريتي الطروبة
كم بي شوق لعطائك ...كم بي نشوة لاشتهائك
كم بي حزنا جريحا ينتظرك...ودمع عذب يرويك
في قلبي ينتفض الألم ...في قلبي يتفجر الشجن
من صوتك انشد الصفاء...انشد للحب الهناء
أحبك وأحبك....حب الطير للسماء
ها أنذا أنزف من ألم صادق لأجلك
من الروح والجسد...من جنون العشق
إليك فراشتي...إليك عصفورتي
أموت...وأذوي
أفلا لي تبكين؟...أفلا للحب تنزفين؟
أفلا للشوق تطربين...للدمع في العين تصدقين
إليا...لقلبي...لفرحي الصادق ترغبين؟
أحبك وأحبك...حب الظميء للارتواء
لكن حورية الفرح والغناء نسيت في تراقصها وطربها ماعاهدت الحب عليه وانشغلت عنه
لو نظرتي إليا لحظة...لمنحتك أملاً
آه ياأرض ياسماء ابنك للحزن أعطى
فأين لابنك المعطاء العطاء؟
آه ياأرض ياسماء كم نزفت للحزن ...للصدق...للوفاء
وطفق الحب مجروح القلب يهذي ويمشي على غير هدي حوله...واصبح مرأى الاشياء من
حوله مظلله من شدة البكاء...لكن الحب الذي لازال بروحه وقلبه وجسده
ينبض....يرتشف دائما من جمال الطبيعه من حوله ويعانق بدمعه كل صادق وطاهر
فيها...
يا أرضي الجميله...يا بحاراُ جليله
يانسيما يمتعني...من الافق الخلاب يلهمني
ياعصافيري غردي...وارقصي نشوة يافراشاتي
وافرحي ياسهول قد تيمم الحب بترابك
انا الحب من العطاء للعطاء
فباركي ابنك العاشق للانهاية ...يا أرض ياسماء
وبينما الحب ينشد طرباً للطبيعة من حوله...وبينما كل شيء من حوله اصابته سكرة
من صوته الساحر...وإذا بالحب رأى امامه حورية ساحرة العينين تسلب بعينيها لب كل
من ينظر إليها
وإذا بالحب مشدوه امام جمال هاتين العينين ...برغم ضعف بصره إلا أن نظراتها
كانت كسهم نافذ إلى قلبه
آه ياجميلة العينين ...يافاتنة العينين
ياساحرة العينين...كيف لم تلتق عينيا بعينيك قبلاً
كيف لقلبي الظمآن لم يستق من عينيك قبلاً
اي سهمين تملكين ...أي جوهرين تتزينين؟
أي جنون فيهما... آه كم عاشق قبلي غرق بهما؟
آه ياحبيبتي...ها أنذا لأجل عينيك سأكون
ها أنذا من قلب صادق لأجلك أكون
فتنازلي إليا...يامليكة القلب
وانظري للحب الحنون
وظلليني بعينيك ...فأنا منك وإليك أكون
لكن الحورية جميلة العينين لم تستطيع ان تبصر بعينيها ولم تكن ترى الحب من
حولها لكنها كانت تسمعه يناجيها ويلهبها بكلماته الساحره
من أنت أيها القادم إلي؟
إني لا أرى بعينيا إلا الظلام
أفأنت تكون لي؟
وماهو هذا الحب والعطاء...فأنا لم اسمع بك قبلاً
وأي شيء تعطيني إياه
وكيف انظر إليك...وعينيا لاتبصران
أتمنحني بصراً لأراك...لهاتين العينين؟
فعاهدها الحب على التضحية بعينيه لأجلها...وعاهدها على منحها البصر لتراه وإذا
بالحب الذي وهن بصره يناشد الارض والسماء معاً ويرفع يديه منادياً يمنحوه قوة
يبصر بها بوضوح من جديد..حتى يفي بعهده ويمنح عينيه بقوتهما وسحرهما...لحبيبته
آه ياأرض ياسماء...ها أنذا ابنك ...إليك انزف بالرجاء
آه إليك يا أرض ياسماء امنحي ابنك المعطاء العطاء
امنحيه بصراً...امنحيه أملاً..ها أنذا للكون أنشد الدعاء
يامن منحت الحزن والصدق والوفاء
ونزفت عشقاً وتجرعت الشقاء
امنحي للعينين...نوراً...امنحيني للعينين بصراً
امنحي لابنك المعطاء...العطاء
وإذا بالأرض ترتعش تحت اقدام الحب الذي صدح بكل عذابه وأمله يناشدها...لتمنح
ابنها الذي وفى لها نوراً لعينيه وتهب الريح بعويلها إليه وتتطاير اوراق
الاشجار نحوه...وتنحني الزهور لأجله...وتأتي العصافير من كل صوب...وترتجف امواج
البحر...وتجمع الارض والطبيعه كل قوتها لتمنح القلب نوراًُ...وإذا بالسماء تقصف
للحب الذي ناداها...منشداً العطاء لتمنح ابنها نوراً لروحه وبصره اللذان وهنا
فتتكاثف الغيوم...وتنهمر الامطار بغزاره ويقصف الرعد والبرق لاجل الحب...وتجمع
السماء كل قوتها لتعطي الحب نوراً....وتنطلق اشعة النور من السماء والارض
معاً...نحو قلب الحب الذي بدا على وهج النور يزداد قوة ونبضاً...وبدأ نصف الحب
من الروح والجسد يتوهج نوراً ملائكياً ساحراً... وإذا بالحب يبصر بقوة من
جديد...ويزداد بصره شيئا فشيئا حتى ابصر كل من حوله وراى بوضوح حوريته
امامه...واستعادت الارض والسماء طبيعتهما الجميله ثانية...وهاهو الحب الآن
بدوره يجمع قوته ليمنح عينيه بنورهما للحورية الضريرة كما وعدها
وغذا بنور عينيه يشع منطلقاً إلى عينيها حتى اخذ بصره يضعف شيئا فشيئا وكدا اخذ
النزيف من روحه وجسده يشتد حتى وهن الحب وانطفأ نورعينيه وسقط على الارض عند
قدميها
وهاهي الحورية ساحرة العينين تبصر بعينيها واستدارت في كل مكان لتجد ذلك الذي
منحها عينيه لكنها لم تبصر الحب الذي كان عند قدميها وإذا بها ترحل وتختفي من
كل مكان تاركة الحب ينزف على الارض وقد فقد عينيه...
آه ياحورية دميمه...ضريرة البصيرة
منحتك نوراً وحباً...لعينيك
أفلا أبضرتي بقلبك؟...آه ياحورية ضريرة القلب
لكم من النور منحتك...لكم للوفاء وفيت
لكم من الصدق نزفت...وكم من الحزن بكيت
لو نظرتي إليا لحظه...لمنحت قلبك الضرير نوراً
لو نظرتي إليا لحظة...لمنحت بصيرتك العمياء بصراًً
آه يا أرض ياسماء ابنك ...للتضحية اعطى
فأين لابنك المعطاء...العطاء؟
آه يا أرض ياسماء لكم في القلب شقاء
ولكم من عينيا الضريرتين بكيت...رثاء
آه يا أرض ياسماء كم نزفت للتضحية...للحزن...للصدق...للوفاء
وأخذ الحب المسكين يتأوة ألماً وينزف شجناً...وأخذت الدموع الحارة تتساقط من
عينيه الضريرتين على الارض فإذا بكل شيء يقفر وتبدأ الريح تعوي...وتتساقط اوراق
الشجر وترحل خضرة الارض لتصبح قاحله... ويحاول الحب الاعمى النهوض إلا أنه
يسقط ثانية على الارض فاقداً القدرة على أي شيء
وبدأت السحب القاتمية تحجب وجه السماء...ويحاول الحب ان يزحف على الارض بكل
قوته...ويجذب نفسه شيئا فشيئا متحملاً النزيف الشديد من روحه ودمه...وإذا به
يلتمس بيده صخرة كانت كل مابقي على الارض التي اقفرت وتلاشى جمالها...فيحاول ان
يشد كل جسمه إليها...حتى تمكن من عناق الصخرة مطلقاً اشعاره الساحره الحزينه
آه ايتها الصخرة الحبيبة...آه ايتها الصخرة الصماء
آه ايتها الصخرة الحزينه...عانقيني فكم احتاج للعزاء
ألا تحسين بي؟...وبقلبي الكسير وطعم الشقاء
آلا تشعرين بحرارة روحي ودمائي؟
ودموعي التي تحترق حزنا ورثاء
إني هاهنا انزف وتغيب روحي عائدة إلى السماء
ويموت جسدي على الصخرة الصماء
ومات الحب الحزين معانقاً الصخرة...وبقي على حاله سنوات عديده وفي هذه السنين
كان قد التحم تماماً مع الصخرة وكأنه جزء منها...لكن أحاسيسه المقدسه وقلبه
النبيل استطاع ان يصل لاعماق صمت الصخره
فإذا بالصخرة تتشقق نوراً وتهتز حياة...وإذا بالماء يخرج من شقوق
الصخره...ويبدأ بالانسياب على الارض المقفرة والتي توقف المطر عنها منذ سنين
طويله حزنا على الحب
وتبدأ الحياة تدب على الارض من جديد..وتبدأ الغيوم في السماء بالرحيل بسبب
النور الذي اخذ يخرج من قلب الصخرة معلناً حياة جديده وتبدأ السماء
تتقشع...والارض تخضر...وتتفجر الصخره ليخرج من اعماقها اوراقا خضراء مالبثت ان
شقت الصخرة...لتخرج عن شجرة عظيمة جميلة جداً...تكاد من ضخامتها تغطي وجه
السماء
وتبدأ الارض بالازهار من جديد...فإذا بها تزهر من كل ألوان الزهور والثمار
والطيور وتجري بها شتى الانهار والخيرات لتصبح فردوساً عظيمة تزلزل قلب كل من
يراها...وتبدأ الشجرة المولودة من الحب والصخرة تنضج بثمار الحب التي حملت
بداخلها كل آلام وبلاء الحب الذي منحها الحياة فكان كل من يرى جمال هذه الشجرة
ويقطف من ثمارها ليأكل...يصاب ببلاء هذا الحب الاعمى...وقد سميت هذه الشجرة
فيما بعد شجرة آدم نسبة لأول بشري كان قد اقتطف من ثمارها عشقاً...وخرج من
هذه الفردوس حباً