رد على مقال للدكتور علي الأحمد
ابتداء أؤكد ما ورد في عنوان هذا المقال: أنا أعتقد أن مقال الدكتور الأحمد (و رابطه هو: http://www.syriamirror.net/modules/news/ar...hp?storyid=3653 ) تمت كتابته من منطلق الحرص على الوطن، لكني، و من ثم أعود للتذكير بأن طريق الجحيم معبد بالنوايا الحسنة.
سأرد على مقال الدكتور الأحمد من خلال نقاط أربعة، أستبقها بمقدمة.
- مقدمة: ماذا يعني أنني علوي؟
دعني ابتداء أقل أنني ملحد، لا أؤمن لا بدين العلويين و لا بدين السنيين و لا بدين القرود: ففي فكري و معتقدي يتساوى دين هؤلاء و دين من يتعبد البقرة من الهندوس: لم يقدم أيا منهم أي دليل على تفوق دينه على دين عبدة البقر.
لكن انتمائي العلوي هو انتماء لا شك فيه: ذلك أنه فرض عليّ فرضا من قبل عصابة القتل و الإجرام إياها.
حين بدأ الخونجية بذبح العلويين لا لسبب إلا أنهم علويون، أدركت كما أدرك غيري أننا علويون مستهدفون بالحقد الطائفي و بفتوى ابن تيمية النجس، هذه حقيقة أدركناها من الواقع المعاش، و ليس من النوايا الطيبة للدكتور الأحمد.
و منه نصل للإستنتاج: الصراع، صراع الوجود، بين الطائفة العلوية و عصابة القتل و الإجرام و من تحلق حولها، هو صراع باق و موجود و لن تخفيه النوايا الطيبة للدكتور الأحمد... إنه صراع باق ما بقي دم الدكتور محمود شليحة مسفوحا لم يدفع قتلته الثمن.
فأصل لنقطتي الأولى: الدكتور الأحمد يجد "سياقا سياسيا جديدا" لدى الخونجية، فأقول له ألا يحسب الشحم فيمن شحمه ورم!
سنصدق بوجود "سياق سياسي جديد" لدى الخونجية المجرمين حين يعترفون بجرائمهم تجاه العلويين و يتقدمون من أبناء الطائفة العلوية معتذرين و نادمين و تائبين توبة نصوحة عن جرائمهم الطائفية القذرة.
أما إن كان أقصى ما لديهم هو إنكار جرائمهم، فهذا يعني أنهم و بكل بساطة ينتظرون اللحظة الملائمة كي يعيدوا ارتكابها...
سنصدق بوجود جديد لديهم حين يشرحون لنا أنهم يحتقرون فتوى ابن تيمية النجس و حين يفندونها من أصولها و حين يذبحون من يتبعها، أما إن كان أقصى ما يقولونه هو أنهم يعتبرونها "بنت زمانها"، يعني يكفي أن يعود زمان ملائم كي يعيدوا تطبيقها... فنحن نعلم أنهم قتلة مجرمون لم يتغيروا -و لن يتغيروا!
فأصل لنقطتي الثانية: نعم، القتلة الخونجية أصدروا بيانات عديدة من البلدان التي طردهم إليها حافظ الأسد (فله كل الشكر)...
بيانات الخونجية تعني ما تعنيه: إنهم يتمسكنون بانتظار أن يتمكنوا، و أسمح لنفسي أن أعلم الدكتور الأحمد أنني أرفض أن أخدع بذلك، أنني أرفض أن ألدغ من جحر مرتين، ذلك أن الأفاعي و إن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطب.
ثالث نقاطي هي أن الدكتور الأحمد شبه حوارنا بأغنية شجار قديمة، فأقول: صدقت!
فمنذ أن وجدت البشرية و الصراع بين العقلاء و المتدينين موجود: فمنذ أن قام المتدينون الأثينيون بمحاكمة أناكساغوراس لأنه قال أن القمر هو مجرد حجر يسير في السماء، وصولا لقيام الكنيسة بمحاكمة غاليليه غاليلو لأنه قال أن الأرض تدور، وصولا للحملات المسعورة للمسلمين ضد حامد أبي زيد، نبيل فياض، نوال السعداوي... نقول:
الصراع بين العقل و الدين صراع قديم و مستمر، و قد لخص أبو العلاء ما نعنيه بقوله:
"إثنان أهل الأرض ذو عقل بلا دين و آخر ديّن لا عقل له!"
فأصل لنقطتي الرابعة و هي ادعاء الدكتور الأحمد بأن جرائم الخونجية كانت جرائم حقوقية و ليست سياسية... فأقول: حاشا!
بل هي جرائم سياسية و ثقافية و عقائدية!
هل أتت جرائم الخونجية ضد الطائفة العلوية نتيجة أعمال مجموعة من المجرمين أم أنها خرجت من صلب الإسلام، من فتاوي ابن تيمية و ابن القيم الجوزي؟ هل تم دعم الخونجية من قبل عصابات المافيا أم من قبل آل سعود و صدام حسين؟ هل ذبح الخونجية الأغنياء بهدف نهب أموالهم أم أنهم ذبحوا الفقراء العلويين لأنهم علويين؟
حاشا لك أن ترتكب هذا الخطأ يا سيدي، و فيما يخصني فلن أرتكبه معك، لكني سأؤكد:
صراعنا السياسي و الثقافي و الأخلاقي مع القتلة الخونجية هو صراع وجود، لا يغير في حقيقة ذلك أنك تعتمد "النوايا الطيبة" و هي طريق الجحيم عوضا عن أن ترى الحقيقة المرة كما هي.
و السلام.