آخر الأخبار

كلام لا علاقة له بالأمور السياسية......(49)

عندما يزور المسلم أوروبا فأنه بحاجة لمن يرشده لاتجاه القبلة, ومواعيد الصلاة, ومحل التركي.
وإن كان من غير المصلين فأنه بحاجة شبه يومية إلى بقالية ومتجر التركي, لتأمين ما يحتاجه من اللحوم المذبوحة على الطريقة الاسلامية, والتي يطلق عليها تسمية اللحم الحلال. كما أن بعض المواد المعتاد عليها كالزيتون والمكدوس والفول والقهوة والطحينة ودبس الرمان والفجل والبقدونس والنعنع والمخللات لن يجدها سوى عند ما يطلق عليه تسمية التركي. وكم سيعاني من جوره ومن مستوى انخفاض جودة بضائعه وأسعارها الباهظة, وضآلة الكميات من التوابل وغيرها المعبئة والمغلفة, والتي لن يجدها سوى في بقالية التركي!!!
وهذه البضائع لن يجدها العربي والمسلم سوى في بقالية ومتجر ما يطلق عليه التركي. فالتركي وفي فرنسا المغربي والجزائري هم من يبيعونك لحوم الضأن والبقر والدواجن وغيرها على أنها مذبوحة على الطريقة الاسلامية. وقد تشعر بالحزن والألم يعتصران قلبك حين تجد منهم من يجهل سماحة الإسلام وقيمه ومكارم أخلاقه. وأن همه هو المتاجرة بالدين الاسلامي فقط. وسترى العجب العجاب حين تتعامل مع البعض منهم. ومنها على سبيل المثال:
• أن ما يبيعه التركي من لحوم على الطريقة الاسلامية كما يدعي هي ليست بجودة اللحوم التي تباع في البقاليات والمجمعات الأوروبية. وأن أسعار اللحوم عند التركي تفوق كل مثيلاتها من أسعار اللحوم في المجمعات و البقاليات والمتاجر الأوروبية.
• وأسعار القهوة والبهارات والمقبلات والزهورات والزيتون والزيت والفول والفاصولياء والعدس والحمص والمخللات وغيرها خيالية. ويبيعها لك على أنها عربية أو تركية.
• وستجد أن سعر ثلث باقة من البقدونس أو الكزبرة أو النعناع التي تباع في وطنك قد حدد لها التركي سعر خيالي بما يعادل 2 يوروا أو 2فرنك سويسري.
• وأن تسعيرة بضائع التركي للفواكه والخضار تفوق عدة مرات أسعار باقي المحلات.
• وأن سعر كيلو الفجل من النوع الكبير ما بين 3-4 فرنك سويسري أو يورو.
• وأسعار الزيتون والأجبان والمكسرات والمربيات والمعلبات ودبس الرمان والزيوت والأواني الزجاجية والمعدنية تزيد عن أسعارها في تركيا وفي مجمعات البلاد الأوروبية.
• وإن كنت ممن يقتات بأرغفة الخبز المشروح أو المرقد, فعليك أن تدفع ثمن الربطة بحدود 2فرنك سويسري أو يوروا. والربطة التي تبتاعها من محل التركي أرغفتها صغيرة, و وزنها أقل من نصف الربطة المعتاد عليها في بلادك.
• وحتى الخضار والفواكه التالفة ستجدها على شكل رزم من أكياس ومعروضة امام محل التركي, بعد أن أعاد تسعيرة الكيس من جديد. وإذا غامرت واشتريت هذا الكيس, ستجد أن محتوياته تالفة. لا كما هو متبع في البقاليات والمجمعات الأوروبية, التي تعبئها بأكياس بعد أن تخفض أسعارها وتبيعها لمن يرغب بثمن زهيد.
• والاتراك الذين يعملون في بقالية التركي لن يتحدثوا معك باللغة العربية حتى ولو كنت لا تتقن لغة البلد الأوروبي أو اللغة التركية, رغم أنها لغة القرآن الذي يؤمنون به. ولن تجد منهم أية مساعدة إن كنت تجهل لغة البلاد الأوروبية أو اللغة التركية.
• وفي فرنسا وفي بعض الدول الأوربية ستجد بقاليات وملاحم ( محلات بيع اللحوم) يملكها الجزائريين والمغاربة. وستجد أن اللحوم التي تشتريها من محلات هؤلاء هي أفضل وأكثر جودة من بقالية التركي. وستجد في فرنسا بقالية ومتجر اللبناني والذي يبيعك سعر قطعة صغيرة من الحلويات الدمشقية والحلبية بحدود 2يوروا.
• ورغم وجود بقالية التركي, إلا أن المسلم سيجد صعوبة أو ربما يتعذر عليه الحصول على نسخة من كتاب الله, أو على سجادة صلاة ترشده لاتجاه بيت الله الحرام.
كم هم محزن عدم اهتمام من يدعون حرصهم على المسلمون والاسلام بتوفير اللحوم الحلال للمسلم في دول الغرب!! رغم أنها ضرورية وليست من أنواع الرفاهية والكماليات!! وكم يدمي القلب وجود من يستغلون حاجة المسلم لتحقيق الربح الحرام !!! وكم هذه الأصناف تسيء للإسلام ولأنفسهم كمسلمين!!! ولا يسعنا إلا أن نتوجه لرجال الدين الكرام و بعض المرجعيات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية الذين نكن لهم كل محبة وتقدير واحترام كي يتكرموا مشكورين وغير مأمورين بإجابتنا على هذه الأسئلة والتساؤلات:
1. ما هو رأي رجال الدين الكرام بأفعال وسلوك وأخلاق هذا الصنف من التجار الذين يسيئون للمسلمين والاسلام ويتاجرون بالإسلام لحصد الأرباح باستغلالهم لكل مسلم يسعى جاهداً للحفاظ على إسلامه وتقيده بكل ما حرمه وحلله الله ربه؟
2. وهل تصرف مثل هؤلاء يرخص للمسلم تناول لحوم لم يذكر على ذبحها أسم الله لأنها أرخص وأفضل من تلك التي يبيعها مثل هذا الصنف من المستغلين للإسلام؟
3. ثم ما هو رأي السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية لبلاد هذا الصنف من التجار الذين يسيئون للإسلام والمسلمين ولبلادهم بمثل هذه التصرفات؟
4. ولماذا تغيب بعض الدول العربية والاسلامية التي تنصب من نفسها حامية للإسلام عن هذا الميدان, وهي تشتري الفنادق والموانئ والشركات الكبرى, ولا تتكرم ببناء مجمعات في البلاد الأجنبية لتأمين اللحم الحلال للمسلمين في هذه البلاد الأجنبية؟
5. ولماذا لا نجد من دور لسفراء وقناصل الدول العربية والاسلامية في هذا المجال, مع ان في كل سفارة ممثل تجاري بإمكانه ان ينشأ قسم خاص لتأمين اللحوم الحلال لمواطني بلاده في الدول الأجنبية بدل ان يتركهم فريسة لمثل هذا الصنف من التجار؟
6. ولماذا لا تقلد البعثات الدبلوماسية والسفارات والقنصليات العربية والاسلامية في البلاد الأجنبية البعثات الدبلوماسية وسفارات الدول الأجنبية المعتمدون في بلادهم. والذين يوفرون لمواطني بلادهم كل متطلباتهم الضرورية المعاشية والصحية والتعليمية؟
7. وما هو سر غياب التجار العرب والمسلمون عن هذا المجال, رغم أن وجودهم يخدم الروح العربية والاسلامية ومتطلبات الدين الاسلامي الحنيف, ويوفر لإخوانهم من المسلمون والعرب حاجاتهم الضرورية, ويخفف عن كواهلهم الكثير من المتاعب والمشقات والمصروفات الباهظة. ويساهم في تطوير التجارتين العربية والاسلامية وتوسيعها في البلاد الأجنبية, وتصدير الكثير من البضائع والمنتوجات والمحاصيل العربية والاسلامية للدول الأجنبية, ويحقق لهم ولبلادهم الكثير من الفوائد والأرباح؟
8. ولماذا تغيب الدول الاسلامية عن تذليل بعض ما يعترض المسلمين في دول الغرب؟
أسئلة نتمنى أن يتكرم علينا بالإجابة عليها كل من رجال الدين الكرام و المرجعيات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية الذين نكن لهم كل حب ومحبة وتقدير واحترام.
الثلاثاء:15/4/2014م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
burhansyria@gmail.com
bkburhan@hotmail.com

إضافة تعليق جديد