آخر الأخبار

نظرية في تفسير سر الابداع لدى الكنعانيين

منذ حوالي عشر سنين حكى لي صديق كان دائم الترحال بأنه توجد في الغرب فكرة شائعة في أوساط معينة من المفكرين وأصحاب القرار تقول أن الأفكار الجديدة تأتي دائما من منطقتنا ثم يقومون هم بتطويرها.وتابع يقول أن بعض البعثات العلمية الغربية أخذت عينات من تربة المنطقة كجزء من بحثهم عن مصدر الابداع فيها ولازالوا في أبحاث دائمة عن سر ذلك . حدث ذلك من عشر سنين تقريبا والأن –حقيقة – خطرت لي نظرية حول الموضوع أطرحها للمهتمين :
أود بداية أن أقول أن القضية ليست جديدة بل تعود الى آلاف السنين فاختراع الدولاب الذي يعتبر أهم اختراع في تاريخ البشرية قد جرى في بلادنا مابين النهرين عام 3500 قبل الميلاد حيث اخترعه صانع فخار ليسهل له عمله ثم احتاج العقل البشري الى 300 سنة قبل أن يتم استعمال الدولاب لصنع أول عربة في التاريخ في بلادنا عام 3200 قبل الميلاد . طبعا الكتابة المسمارية وهي أول أشكال الكنابة ( بعد التصويرية) تم اختراعها عندنا عام 3500 قبل الميلاد وفي عام 1400 قبل الميلاد اخترع أجدادنا أول أبجدية في تاريخ البشرية . نحن أول من دجن حيوانات المزرعة نحن أول من اخترع الزراعة . أول مدينة في تازيخ البشرية ( اور ) وزميلتها اوروك تم بناؤهما في بلادنا واللائحة طويلة جدا فمن أين أتى كل هذا الابداع الكنعاني ( أجدادنا ) مع تنويعات أسمائهم؟
لكي نتصور النظرية جيدا علينا تصور نمط حياة الكنعانيين والذين قبل هجرتهم من الجزيرة العربية كانوا يعيشون تحديا دائما في ايجاد مصادر الطعام وسبب الهجرات الثلاث الشهيرة الى بلاد الشام لم يكن سوى أن الموارد المحدودة هناك كانت تعجز عن كفاية السكان فيهاجرون الى بلادنا أي بلاد الشام . تصور نفسك كشخص يعيش في خوف دائم من الجوع ماالذي ستفعله عندما يتاح لك وجبة ضخمة كافية؟ ستتناول منه أقصى ماتستطيع وهذا أمر معروف وموصوف في مناطق قلة الغذاء . وماالذي يفعله الانسان بعد تناول هكذا وجبة في بيئة حارة ؟ سيحتاج وظيفيا لأخذ قيلولة ليستطيع هضم كل ماتناوله من كميات وهنا يأتي السؤال الحرج على أي جهة أنام ؟ الجواب طبعا عالجنب يللي بيريحك ومن دون حاجة لمعرفة التشريح والفيزيولوجيا اكتشف أجدادنا بالخبرة أنه بهذه الحالات لايمكن أن ترتاح الا على الجهة اليمنى ( لأن ذلك يسمح بتفريغ المعدة ويبعد الضغط على القلب ) وصار الجميع يتناقل تلك النصيحة فصارت عادة مجتمعية كنعانية .
نأتي الآن الى النظرية : الدماغ في أحد شقيه منطقي وفي شقه الثاني ابداعي وأقر أنني أنسى دائما أيهما الابداعي وأيهما المنطقي ولكن النظرية تقوم أساسا على أن النوم على الجهة اليمنى يؤدي الى تحسين نشاط النصف الابداعي للدماغ وحيث يفترض أن يكون هذا النصف هو الأيمن لأننا نعرف في الفيزيولوجيا أن الجزء الذي يتم تمييله للآسفل تزداد ترويته الدموية . طبعا لاننسى أنه في مثل تلك الظروف الحياتية يتعرض الناس لفترات جوع لاأدري ان كان لها دور في الابداع . اذا قارنا ذلك مع البلاد المستقرة غذائيا كأوروبا من حيث توفر الموارد الغذائية باستمرار لعرفنا أن هنالك فارقا عاما بين الجهتين فوجباتهم المتاحة دائما تكون منطقيا أصغر وبالتالي ينامون على أي من الجهتين دون فارق كبير على راحتهم .بالمناسبة فالصوم موجود في ثقافات أجدادنا منذ أيام أول حضارة في التاريخ وهي السومرية وان كانت أصولهم مجهولة لكن كل فروع الكنعانيين عرفت الصوم منذ عام 3000 قبل الميلاد . الليلة حين تنام استلق على ظهرك فهذا سيقلل من تروية الفص الجبهي وهو مركز الشخصة وأفكارها واستمر في ذلك حتى يتم حل المشكلة السورية وعندها عاود النوم على الجهة اليمنى للبحث الابداعي عن كيفية اعادة اعمار سوريا . بانتظار ذلك لاتشغل بالك فالعالم كله يفكر في كيفية تعقيد المسألة السورية ضمانا لاكتمال الدمار وبذلك نضمن أن سوريا القادمة لاشك ستون أحلى . والسلام

إضافة تعليق جديد