عن تجربة مصدق :
ينبغي لفهم الأمور ان نعرف أن هذه التجربة تتكرر في الكثير من البلاد العربية والإسلامية , قفد كان هناك ثلاثة تيارات أساسية وقتها في إيران , التيار الإسلامي يمثله القاشاني والتيار القومي يمثله مصدق والتيار اليساري يمثله حزب توده وآخرون.
وكان الشاه الذي يميل إلى التجار والليبراليين.
وتختلف حركة مصدق عن الخميني في أن هذا كان رئيس حكومة تحت سلطة الشاه, وقد أتى إلى الحكومة (الثانية)بعد أن فجر التيار الإسلامي إنتفاضة تموز ضد حكومة أحمد قوام الذي كان لورود شعار (فصل الدين عن الدوله) في بيانه الحكومي ,النافذه التي استغلها آيات الله لإعلان أنه مرتد وصدرت فتاوى بأن قتله هو واجب شرعي على كل مسلم وجرت إنتفاضه أدت لعودة مصدق بالتحالف مع آيات الله وقد تم تسليم القاشاني البرلمان,وقد بدا مصدق سلسلة من الإصلاحات الجذرية والتي طالت حتى صلاحيات الشاه ولم يطل التباين بين التيارين الإسلامي والقومي وبدأ التنازع في النفوذ بين التيارين ، مع عدائهما لليسار الذي مثّله آنذاك حزب توده , وكان الشاه أقرب لتقبل القوميين والإسلاميين من تقبله لليسار , فانتهز التنازع بين القوميين والإسلاميين وتحالف مجددا مع آية الله قاشاني لضرب القوميين واليسار معا .
ويرجع الكثير من المحللين سبب نجاح الخميني في قلب الشاه إلى أن هذا قد أفرغ الساحه من التيارين القومي واليساري مما أدى لبروز وتضخم تاثير دور آيات الله الذين تغلبوا عليه في النهاية.
وربما كان لافتا أن الخميني قد استمر (كما الشاه) بسحق التيار اليساري , وابدى غزلا وتفهما أكبرللتيار القومي .
وتتفق تجربة مصدق مع الخميني في إعلان العداء للغرب ,الأول من منطلق قومي يغلب مصلحة إيران في استثمار ثرواتها , والثاني من منطلق إسلامي .
إضافة تعليق جديد