أنت الذي لديك الجبال والوديان والصحارى
وليس لدي ولو قبضة يد من تراب ,
ولديك الأنهار والجداول والينابيع
وليس لدي قطرة ماء ..
أنت الذي لديك البروق والعواصف والأنواء
وليس لدي شيء أستضيء به.
أنت الذي تمتلك البحر
و ليس لدي حيز واحد منه لأغمر جسدي به.
أنت الذي تمتلك الشوارع
وليس لدي رصيف واحد أتسكع عليه.
أنت الذي لديك مكان واسع على سطح الأرض تتكىء عليه بهدوء
و ليس لدي موطىء قدم ,أقف عليه دون وجل.
كم لديك من الثروات الباطنية والظاهرية
وكم أنا فقير .
كم أنت معروف ومشهور
ولا يكاد يسمع بي أحد.
لا يكاد يشغلني عن ذكرك شيء
وأنت مشغول عني دائما.
عندما كنت تقوى ,كنت أذوي
وعندما كنت تضعف ,كنت أقوى
وأستشرس للدفاع عنك.
أنت الخالد أبدا
وأنا الفاني , كل ساعة وكل لحظة
أنت المقدس دوما
وأنا الملعون أبدا..
كل شيء لديك
ولا شيء لدي .
ومع ذلك
لماذا أشعر دائما أنك بحاجة إلي
ولماذا أسمع دائما ذلك النداء الخفي
الذي يستحثني للدفاع عنك...
ولا أسمح لأحد بأن يتعرض لك
ولو كان محقا .
لماذا أجد عيوني
لا تتمنى أن تكتحل إلا برؤاك
لماذا أهجس باسمك
وأكتبك على دفاتري وكتبي
و أخاف عليك
كخوفي على طفل صغير يعبر شارعا مزدحما.
لماذا أعيش دائما بهاجس مصيرك
وأنسى حياتي ومصيري .
آه ....كم أحبك
أحبك أكثر من أي شيء في حياتي
وأعلم أن ذلك لا يعنيك أبدا.
إضافة تعليق جديد