آخر الأخبار

أرقام ..مؤلمه

ارقام مؤلمة بجديتها مقالات واراء
الدنيا قسمة ونصيب، واليوم أترك السياسة وأقسم الأنصبة. الانسان يبدأ وينتهي وهو يبكي، لا يعرف المشي، من دون أسنان، يعملها في ثيابه، وغافل عن الدنيا.

ثمة قسمة أخرى:

في الثالثة من العمر طموحه الا يعملها في ثيابه.

في العاشرة ان يكون عنده اصدقاء.

في العشرين ان تكون له صديقة.

في الثلاثين ان يكون عنده فلوس.

في الاربعين ان يكون عنده فلوس.

في الخمسين ان يكون عنده فلوس.

في الستين ان يكون عنده صديقة.

في السبعين ان يكون بقي له اصدقاء.

في الثمانين الا يعملها في ثيابه.

بعد تصنيف مراحل عمر الانسان، ربما كان مناسباً تصنيف الشعوب، وقد قرأت:

بريطاني واحد ثقيل دم، بريطانيان نادٍ، ثلاثة بريطانيين امبراطورية.

ايرلندي واحد سكير، ايرلنديان خناقة، ثلاثة ايرلنديين حركة انفصالية.

فرنسي واحد عاشق، فرنسيان عاشقان، ثلاثة فرنسيين علاقة عشق مشتركة، او ممنوعة.

ألماني واحد عضو مجلس بلدية، ألمانيان مهرجان بيرا، ثلاثة ألمان جيش.

أميركي واحد رجل اعمال، اميركيان سوق اعمال، ثلاثة اميركيين احتكار.

ايطالي واحد مغني اوبرا، ثنائي اوبرا، ثلاثة ايطاليين، عرض اوبرا.

روسي واحد فوضوي، روسيان مباراة شطرنج، ثلاثة روس ثورة.

ياباني واحد بستاني، يابانيان ديانة جديدة، ثلاثة يابانيين مصنع الكترونيات.

هذا ما قرأت عن الشعوب الاخرى، ولكن ماذا عن أمر العرب؟

يمكن ان اقول عربي واحد شاعر، عربيان شاعر وسجين، ثلاثة عرب مشروع هجرة. وأعداء العرب سيقولون: عربي واحد متطرف، عربيان متطرفان، ثلاثة عرب جمعية ارهابية. غير ان الاقرب الى الصواب هذه الايام هو ان العربي، واحداً او اثنين او ثلاثة، جمعية خيرية، ولو كان ذلك من دون قصد فثروته، مع سمعته، مستباحتان.

ثمة تقسيم آخر اقل جدلاً، فالأسد ملك الغاب كما نسمع، الا ان الانسان سما بعقله الى رأس مملكة الحيوان، وهو لذلك اعطي خياراً في طلب العمر الذي يريد.

اختار الانسان 20 سنة من الغزال، فكانت هذه سنوات لهو ولعب ومسؤولية قليلة. واختار بعد ذلك 20 سنة من الاسد عندما يكون الانسان بين العشرين والاربعين في أوج قوته. ثم اختار 20 سنة من البقرة، وهو في الستين يكون قد جمع مالاً، والاسرة والاهل والاصدقاء يعاملونه كبقرة حلوب. ثم اختار 20 سنة من القرد، ويضحك عليه الناس لأنه يتصرف كسعدان.

وفي حين ان التقسيم هذا يعكس تدرجاً منطقياً لعمر الانسان، فقد وجدت ان الاستثناءات فيه بكثرة القاعدة، لأن بعض الناس يختار 20 سنة بعد 20 سنة من عمر الغزال ويظل يلهو كابن عشرين وقد بلغ الستين والثمانين، وبعضهم يختار من عمر الاسد فقط، وقد بلغ الثمانين، وهو بكامل نشاطه وعقله ووقاره، ويوزع منها على الآخرين.

هل يقبل القارئ تصنيفاً سريعاً للبشر، من وحي شيء يشغل بالي، هو تساقط شعر الرأس. وجدت ان الناس ثلاثة انواع: صاحب الشعر الأملس يريد ان يكون عنده شعر متموج، وصاحب الشعر المتموج يريد ان يكون شعره أملس، وأنا أريد شَعراً.

وتلقيت من طريق الانترنت، وبالفرنسية هذه المرة، تقسيماً ظريفاً للبشر يشرحه شراء سيارة.

الالماني يفحص المحرك.

الانكليزي يفحص الفرش.

اليوناني يفحص المؤخرة.

الايطالي يفحص الزمّور (البوق).

الاميركي يفحص الكْروم (المعدن البراق على الاطراف).

الاسرائيلي يفحص استهلاك الوقود.

السويسري يفحص الدرج (الجارور) في الواجهة.

الصيني يفحص كل شيء.

البلجيكي لا يفحص شيئاً.

العربي يفحص البائعة (وأحياناً البائع).

ويستطيع القارئ بعد هذا ان يكمل بالأسلوب نفسه. فالياباني يفحص الالكترونيات، والكندي يفحص جهاز التدفئة، والخليجي يفحص جهاز تكييف الهواء. واذا كان للقارئ موقف عنصري من شعب او لون، فقد يقول ان هذا او ذاك يفحص أقفال صالة العرض ليسرق السيارة في الليل، او انه يشهر مسدساً على البائع ويسرق السيارة.

طبعاً انصح القارئ ان يحاول الظرف لا العنصرية، وقد قرأت ان الغبي يضحك على النكتة ثلاث مرات، مرة عندما يسمعها، ومرة عندما تشرح له، ومرة عندما يفهمها.

وما سبق كله يدخل في باب الهذر، او الهذر في معرض الجد، وأكمل بقسمة لها اساس علمي، فلو افترضنا ان العالم كله اصبح قرية تضم مئة شخص، فإننا سنجد في هذه القرية العالمية:

57 آسيوياً و21 أوروبياً و14 اميركياً (شمال وجنوب) وثمانية افريقيين.

وسيكون هناك 52 انثى و48 ذكراً. وأيضاً 70 من غير البيض و30 من البيض.

وسيملك ستة فقط 59 في المئة من ثروة الارض، في حين سيعيش 80 في سكن غير صالح.

وسنجد 70 من سكان القرية لا يعرفون القراءة و50 يعانون من سوء التغذية.

ومقابل كل واحد على وشك الموت، هناك واحد قرب الولادة.

وواحد فقط سيكون خريج جامعة، وواحد فقط سيملك جهاز كومبيوتر.

بكلام آخر القرية العالمية بحاجة الى زمن طويل قبل ان تصبح مدينة فاضلة.

غير انني لا أملك غير ان أختتم بأرقام مؤلمة في جديتها، ففي العالم العربي ترجم 300 كتاب فقط السنة الماضية، أي كتاب اجنبي لكل مليون عربي تقريباً. وفي المقابل تُرجم في اليونان 1500 كتاب، او 150 كتاباً لكل مليون يوناني.

اليونانيون ليسوا اكثر شعوب الارض نشاطاً في الترجمة، الا اننا قطعاً أكسلها، وربنا يستر

جهاد الخازن