الوقت يداهمنا و الزمن يركض خلف ثيابنا الممزقة ينهشها بانيابة و نحن كمن يركض في حلمة ...يسرع ..يسرع...و هو في مكانة لايتزحزح...لايتغير...لايتطور...و ربما...نعود للوراء..اجلس باكيا على رصيف أفكاري..أتنهد آه الناس..احمل عبئا ...يؤسفني خبز الفقراء تتنهد في مجاعة أبناؤهم..ولامجاعه..ولكنها تسير على الطريق السريع ..قادمة إلى بيوتنا وأزقة حارتنا ...تتنهد في .. بحالة المثقفين الفكرية ..ولا مجاعة ..ولكنها مع القادم 000 اتوسل للكلمات عيوني ...وأحاسيسي ..وأطارح أحلامي والفكرة تعبر هذا الزمن الصعب بلا بطء والآخر منا أصم أصمته اللحظة والساعة والليلة وخيالات أولاده وشطحات القادم من بيت كبير وسيارة فارهة الملل يلبسنا لباسا" أبديا" ..ويقبع فينا تحت الجلد..ويكون تكوين بنانا .. نهرب منه إليه ..نطمح للمجهول
وكسرنا القاعدة : ( المرء عدو ما جهل ) .. تعريف الحر لدينا هو أي آخر غيرنا ... وتعريف الصدق لدينا هو أي شيء غير كلامنا .. وتعريف الحب لدينا هو أي شيء سوى مشاعرنا ..والاقتصاد لدينا هو أي عمل غير عملنا ..والمال لدينا هو أي عملة غير عملتنا حتى لو كانت شلن ..والديمقراطيون لدينا هم أي ناس غيرنا حتى لو كانوا الثنائي _( بوش وشارون ) .
أتلفت حول بلادي ..أتشاءم ..أتلفت خلف بلادي أتشاءم ..وأمام بلادي أتشاءم ...وعند عدو بلادي أتشاءم ..أتشاءم ...وفي بلدي القابع في كرسي لا يتسع لشيء ..سوى وهم المسئولين وضعفهم ..يخترعون المنصب ..عند الخياط..تفصيل مناصب ..ويتساءل عن المقاسات .هل أنت مدعوم الجواب نعم هل أنت محمي و ممن نعم من صاحب الحظوة سيدنا السلطان ..الذي يدرك كل شيء ما عدا معرفة المسؤولية وحس المسؤولية وحسن المسؤولية ...هلا أنت بعيد ما بكفي عن الناس ,الجواب نعم ..هل يتضور جارك جوعا" وأنت تنظر إليه بازدراء ... نعم ..نعم .. ويختصر الطريق ويقول : أنا الكاذب ,أنا المدعي والمؤلف ,أستطيع أن أكذب الكذبة وأصدقها ,وتصدقونها معي ,وتصبح بأذني حقيقة واقعة ,وأستطيع أن أخرب كل شيء مهما بلغت دقة إتقانه ,أكان مؤسسة ,أم معمل أم ...أم ...كل شيء ..كل شيء ..وأعرف كيف أرضي.. كلب السلطان وامرأة السلطان ...ويساعدني بذلك كل أحبائي , ( الغش ,والرشاوى , وخبز الفقراء ) . يا ويلي ما أخطرني يا سيدي , وسترى مني الكثير , وأجيد التزلف والخطبوإن أردت ملء أجيابي وأحبابي وأيادي امرأتي وعشيقاتي ياقوتوماس وذهب ... وتركت إلى غير رجعى بيت جدي الفقير وخبز أمي وبيت التراب وعادات الفقراء جميعا" وصرت يا سيدي أمسك الشوكة والسكين ولم يعد في قصري غرفة للمدة العربية وألقيت وراء ظهري الجلابية وبناتي يا سيدي يدخن النرجيلة وربما الحشيشة والأفيون فأنا ..فأنا الملعون المنصب يناسبني وعلى تفصيل مقاسي وربما صغير قليلا" على هذه الصفات ما أقهرني ما أحقرني ما أظلمني ما أوسع بيتي يا سيدي الحاكم بأمر الله وأقارن بالأرقام ففي الماضي بيتي من تراب وقصب أو حجارة مساحته غرفة وغرفة وإسطبل للبقر واليوم يا سيدي فبيتي أكبر من أي مشفى بالمدينة وأقنعت الناس..باني لست كاذب و اني لست سارق واني مثقف على اخلاق جدي و اني وريثه الأخلاقي الوحيد.ربماتتسائل يا سيدي كيف اقنعت كل هؤلاء بأنني الوحيد الذي يخدمهم وإنني الوحيد الذي يحبهم وأنني ...وانني أقنعتهم بأنني أطلت الشرح و الخطب و حفظت كل اشعار العرب و قرأت فيهم قصيده حديثه طولها الف مليون من الكلام وملئى بعلامات التعجب و الاستفهام و أخذتهم بفطنتي للبحر و أعدتهم عطشى الا استحق اكبر من ذلك المنصب و هكذا بنيت بيتي بالمساواه على الرجال و المقاومه و أصبح في بيتي عشر و تسعون غرفه و عشرة عشر مسبحا و عشر و أربعون جاريه و قوارير حسان و خمره من كل أنواع الخمور في القوارير و البراميل و الدنان الست فنان غيرت عاداتي جميعا سيدي و باذن الله بإذن الله سأغير عادات البشر في منصبي و مدينتي و قريتي هل تعرف يا سيدي ماذا فعلت لم يعد في قريتي الصغيرة فلاح و أصبحت أياديهم ناعمة ببساطه يا سيدي جعلت الأرض لا تطعمهم وأخذت حظوة رزقهم و أكلتهم و شربتهم و أخذت ممن أعطوني نقودا أو أصواتا" و أقاربي منهم إلى الوظائف و قتلت أبقار القرية جميعا فالأعلاف غالية و الحليب رخيص و نشرت ثقافه الكولاما رايك يا سيدي و خطتي القادمة يا سيدي ان اركب الناس السيارات و امنعهم من التعلم و مثلي لذلك ( عيش يوم بخير و موت احسن ما تنحسب على الاحياء وانت ميت طول عمرك ) ما رايك يا سيدي اعدك يا سيدي السلطان ان لا اختلط بفقير اساله عن مشاكله و لا بمحتاج اساله عن حاجاته ولا احل مشكله طوال حياتي بمنصب الذي أهديتني إياه وأنت المتفضل بعد الله عفوا" قبل الله وسأقمع يا سيدي كل من يخالف كلامي ووسائلي جديدة من كان منهم يطول لسانه أعده بمنصب وأنميه لفئتي من الضالين آمين ألست مثل السرطان يا سيدي وإن سألتني يا سيدي هل ابتعدت ما يكفي عن إرث أبي أقول : أتى أبي إلى قصري الجديد ففتح كلبي له البوابة مرحبا" وطعام كلبي يساوي طعام عشر عائلات فقيرة دون أن أخسر شيئا" من نقودي وتزداد بإذن الله بل أصبحت عشر وعشرون ألفا" من الملايين وكنت ابن الشيخ وأصبحت الكلب ابن الكلب أليس ذلك مقنعا" يا سيدي أعدك يا سيدي عندما أترك منصبك بعد عمر طويل بأن لا يزورني أحد ولا يحدثني أحد ولا يكلمني أحد فمن خدمتهم أخذت منهم كل أفنان الرشاوى ومن لم أخدمهم أخذت أرضهم ولم أكلمهم وأعدك يا سيدي بأن أقبر في قصري الكبير مثل فرعون بالأهرامات أتفضل على بلدي بعد المئات من السنين بأن أري البشر آثار الحضارة والحقارة وأعرف يا سيدي كيف يتم الابتزاز وأخوف المواطن من صديقي المسئول وبعبع القانون وعفريت الروتين وعندها يأتيني على بساط الطاعة محملا" بالهدايا طالبا" مني الشفاعة أحميه من براثن حقيقة لكنها مفترضة وقوانين موجودة لكنها منقرضة وعفريت كبير مختبئ في قمقم ينتظر الأوامر مني ألست خطيرا" يا سيدي السلطان ألست سفاحا" وملاحا" وجرحا" نازفا" معه الدواء ألست رحمة تحمل معها الداء ألست أستحق ذلك المنصب المفصل على مقاسي وأعد أن لا أطور أحد ولا أحد وأعرف يا سيدي كل المكائد والفتن فأنا من صانعي هذا الزمن وأنا من خابري هذا الزمن وخابر الشيء قاتله وعندها يبتسم السلطان ويعلم أن الكرسي في أمان لا العلم يهددها ولا التاريخ ولا المكان ويقدم الكرسي للمسئول ويقول نم مطمئنا" ما دمت هكذا نم مطمئنا" رغدا" لك تباريكي يا أمتي يا فلذة من كبدي أهرب منك إليك وأين المفر أين المفر يا أمة مقتولة في داخلي يا أمة شربت دمي ( كما شربت دم الحسين في كربلاء ) يا أمة مقتولة في داخلي أهدي إليك رسائلي ووسائلي وأنحني من التعب ولا عجب فسيدي اليوم أبو لهب وامرأته حمالة الحطب