جاء رمضان و كان شهر محبة بين كل الناس و من اجمل ما شاهدته في هذا الشهر الكريم هو كثرة موائد الافطار المشتركة بين المسلمين و المسيحين و اجتماع رجال الدين و الاخوة من بين الدينين في الميدان و باب توما و القصاع و غيرها
و الاجمل ما سطرته حلب من مشاهد تعجز الفاتيكان او الاميركان عن رسمها ...ففي ساحة التوحيد في حلب و المعروفة بالاربع كنائس اقيمت مائدة الرحمن و هي مائدة تقدم الافطار مجانا للصائمين و لعل الرائع كان تقديم هذا الطعام للصائمين من قبل الاخوة المسيحيين
هذا ما يحدث في احياء دمشق و مساكنها دون توصية من أحد و دون شعارات من أحد فوحدة الحياة بين أبناء الوطن الواحد ليس وليدة الأمس أو نتاج حزب هذا او فكر ذاك أنما هي نتيجة تفاعل اجتماعي حقيقي من قرون عديدة .
لست هنا لاكتب عن هذه الظاهرة فتلك الظاهره أكبر مني و من غيري بكثير لكي نسطرها نحن و انما لها التاريخ ليسطر ملامح ما كانت لتتوقف من ابناء شعبنا .
ما أردت ان اكتب عنه هو الطرف الأخر لهذه الحاله وهو لأمر مخزي و معيب من اللذين يدعون انهم رموز معارضة و محركين العمل الوطني في الوقت اللذي لا ينفعون الا ان يكونوا رموزا للاستعراضات و تأليف الحكايات و التي تصلح للعرض التلفزيوني في هذه الشهر الكريم من باب التسلية لا أكثر .....
فأحزابنا وتياراتنا وعلى الرغم من دعمهم ماليا تارة ونهب بعضهم تارة اخرى و على الرغم من حملاتهم المكوكية لأخذ الرضى و لو من طفل في المرحلة ابتدائية في سوريا ليدٌَعوا و يؤكدوا وجود التيارات المؤيده لهم في جميع المحافظات السورية..تلك الاحزاب و التيارات اكدت مرة اخرى ابتعادها عن حس الشارع السوري و ابتعادها اكثر عن شعارتها و بيانتها بالتلاحم و الوحدة الوطنية !!
*- فهل تجرأ اهل المعارضة ( مع التحفظ ) في اميركا ان يدعون الى طاولة افطار مشتركة بين السوريين ومن جميع الاطياف؟؟ ام ان انشغالهم كان في صياغات بيانات تتلق الوعود لطوائف في سوريا بطردها من ارضها !!
*- و هل تجرأ اهل المعارضة في اوروبا بفتح موائد الافطار المشتركة لابناء الوطن ليكون هذا الافطار منبرا و ساحة من ساحات اللقاء ؟؟ اما أن الاوربيين لم يسمحوا لهم من باب الحفاظ على ثوابت الكنيسة الأروبية المغلقة !!
*- هل فكر الأكراد او العرب السوريين بتحويل ساعات الافطار في رمضان الى مشهد يؤكد وحدة العيش فيما بينهم؟؟ ام أن قراءة تجربة العراق و ثمارها قد كان الشاغل الأكبر !!
عندما كنت صغيرا كان جدي في كل يوم من رمضان يعطينا ما تسمى بالافطارية و يومها كنا ننتظر ضرب المدفع لنفتح تلك الأفطارية و كم كان يحزننا ايام ما بعد رمضان لأنها تخلو من الكرم و الرحمه و و بالأمس اكمل ابي حكاية جدي و راح يعطي حفيدته الجديده سكر رمضان .. واليوم نحضر لرمضان القادم و لنكن كأهل الشاغور في شامنا و اهل القلعة في حلبنا و لتستمر الحكاية .