آخر الأخبار

التنمية في ظل الخصوصية

الحكاية الثامنة من حكايات بسيطة :التنمية في ظل الخصوصية ام الخصوصية في طل التنمية
لقد جهد المفكرين والاقتصاديين المهتمين بالشأن التنموي وخاصة" في الريف وتم تبادل عدد كبير من الأفكار لسنا مؤهلين لمناقشتها أو الخوض في تفاصيلها لمكانة هؤلاء وموقعهم الاقتصادي وعندما يطرح أمثالنا رأيا" فإنه مستقى من رأي هؤلاء إلا أنها أفكار قابلة للمناقشة ولقد شغل موضوع التنمية والخصوصية العديد من الحوارات الفكرية التي اطلعت على بعضها باهتمام وأجمعت هذه الآراء على أن التنمية بهدفها السامي يجب أن تحترم الخصوصية ويجب أن تسعى لتغيير بعض مفاهيمها على أن التنمية هي الكلية والخصوصية هي الجزئية لأنها الهدف الاستراتيجي وهنا أقف وقفة تأمل وقد أكون مخطئا" ولكنني مقتنع برأيي :
1-إن النظر للخصوصية على أنها جزء والتنمية كل فهو انتقاص للخصوصية ولا يخدم أهداف التنمية ولا احد يعلم غير الله الزمن الذي استغرقته الخصوصية للوصول الى هذا المستوى التي وصلت إليها مجتمعاتنا وبرأيي إنها موغلة بالتاريخ إيغال الإنسان نفسه وهذا الرأي ربما لا يتفق معي فيه غير دارسي علم النفس والمهتمين به ولكنه رأيي أقتنع به فاعذروني فلا احد يعلم كم أحمل من الصفات من أجدادي الآراميين من حديثهم وحوارهم وربما الكنعانيين وكم لدي من موصفات تغلب وعبس و00 غيرهم من القبائل فهل برأيكم أنا أستطيع أن أهمل الخصوصية وأعتبرها جزء والتنمية كل وهل تستطيع التنمية تحقيق أهدافها إذا كانت تأخذ دور الكلية الموجبة وهي في الحقيقة يجب أن تكون جزئية موجبة تحقق أهداف الخصوصية التي لا تمانع بل وتسعى جاهدة لتحقيق أهداف التنمية لأنها تبحث في متطلبات الخصوصية المجتمعية من خلال دورها في التعليم والتدريب وهل أستطيع أن أتصور أن مجتمع ما يعبد الصنم في أسوأ الأحوال استمرت هذه العبادة مئات السنين أن أستطيع أن امرر مشروع تنموي يدعوا فيما يدعوا لترك عبادة الأصنام أعتقد أن ذلك مستحيلا" ولكن العكس ممكن
2-يجب أن يتم دخول المجتمعات المحلية من خلال خصوصية هذه المجتمعات وأصحاب الرأي فيها ففي مجتمع ما أصحاب الرأي هم من المثقفين وفي مجتمع آخر من شيوخ العشائر وفي الثالث من المشايخ ورجال الدين وهم أناس يتم تحديدهم ببساطة من خلال سعي المجتمع المحلي لهم في حل المشكلات وتفسير الظواهر الغريبة سواء كان هذا الكلام سلبي أم إيجابي حسب رأي البعض ولا أقصد بالبعض من السادة القراء ولكن المقصود بالبعض من أفراد المجتمع المحلي
3-يجب أن تحدد التنمية أهدافها وتسعى لإجراء التقييمات للواقع وتطلع الخصوصية عليها من خلال حوارات تكون فيها التنمية في موقع المتهم والمدافع عن آرائه والساعي للوصول إلى أهداف الخصوصية المجتمعية وعندها يمكن زج طاقات المجتمع المحلي في التنمية والتي يستحيل زجها بغير هذه الطريقة فلا احد يستطيع أن يتصور أنه يمكن لأي شخص يحاول عمل شيء ما لا بد منه ولا يستطيع فعله بنفسه أن يرفض مساعدتي وخاصة" بعلمه أنني أحترمه كما هو وفي حال استطعت إقناعه برأي أفضل يوفر عليه الجهد والمال مستغلا" ما تحمله التنمية من أفكار ومفاهيم فإنه سيكون مجندا" قويا" في المشروع التنموي الذي يخدم خصوصيته ويكون لاحقا" مستعدا" للتدرب لزيادة مردوديته الإنتاجية والفكرية لأنها تسعى لتحقيق أهدافه الخاصة
4-يجب أن نعيد تعريف ما بأذهاننا فقد تعلمنا ان المصلحة العامة على نقيض المصلحة الخاصة وتعاكسها ولكن برأيي يجب أن نرتب أمورنا على أن المصلحة العامة هي مجموعة المصالح الخاصة ولا نسعى ان تحل المشاكل المتعلقة بالمجتمع الكلي على الحساب الفرد لأن هذا يضر ويبدأ منه تدمير المشروع المجتمعي وفي حال اضطرار المصلحة المجتمعية ان تحل على الحساب الفردي يجب ان يكون التعويض مجزيا" لأن الجماعة تستطيع تحمل الفرد ولكن العكس ليس صحيحا": إن وجد من يحل على حسابه اليوم سيجد من أسرته وأهله من يلومه لباقي عمره
5-في الخصوصي قد يجد الشخص أفرادا" يكونون في الجانب السلبي من المشروع لمواصفات شخصية بهم يجب إيجاد السبل للتواصل مع هؤلاء وعدم إهمالهم لأنهم جزء من الكل المجتمعي وتعريف الكل كما قال السيد الرئيس بشار الأسد ( هو كل واحد مع الآخرين ) أي علاقة إشعاعية كل واحد منها بحاجة الآخر ولا غنى له عنه
6- يجب على التنمية محاورة الخصوصية من خلال التوصيف الحقيقي للواقع وتقوم الخصوصية بالتقييم ما هو إيجابي وما هو سلبي وتساعد التنمية في الخصوصية فالسيارة التي أحدثت ثورة تنموية منا من يستخدمها للذهاب لأماكن العبادة ومنا من يستخدمها للذهاب للعمل وآخرون يستخدمونها للسرقة وغيرها فإنها التنمية التي تخدم الخصوصية
أخيرا" أرى أن مجتمعنا قريب جدا" من أفكار التنمية في حال أخذ موقع الخصوصية الحقيقية فالمجتمع الذي يقتل أبناؤه من اجل بعض المفاهيم التي نقيمها جميعا"بأنها سلبية فإنه يخلق المعجزات في حال اقتنع بالمشروع التنموي قلت رأيي بشكل مباشر وشفاف وصادق تستطيعون أن تلقوه وراء ظهوركم وأتمنى ان أكون وفقت في طرحه وشكرا" لسعة صدركم
Alfef@scs-net.org