لم يسلم السيد جيميس بيكر من (تقييمات) عبد الحليم خدام الذي بدا ممتلأ غيظا من اكتشاف عقلاء الولايات المتحدة أن الحوار مع سورية يؤدي الى نتيجة و ليس معاداتها .
قال خدام : تقرير بيكر سطحي !.
بصراحة أتابع السيد خدام بعناية لاسباب عديدة أهمها برأيي أنه الورقة التي قررت جهات أجنبية و اقليمية استخدامها لاحداث الفوضى (الخلاقة) أو (اللاخلاقة) لا يهم , فهم بعد أن بحثوا طويلا عن شخوص فوقعوا على
أمثال الغادري فاحتار أمرهم و اصطدموا بمواقف المعارضة المشرفة بأغلب أطيافها, باتوا يرون فيه بلا شك بلغة ورق اللعب (آس) معارض ذو تاريخ و صاروا يتوهمون بأنهم قادرون على احداث تغييرهم في سورية
بطريقة ورق اللعب !. و باعتبار خدام برأيهم (آس) في اللعبة على سورية هذه المرة بمعرفة أمريكية فرنسية (لعب فرنسي) فان متابعة ما يفعل و ما يقول خدام تعطينا نحن (أم الصبي- حسب المثل اللبناني)القدرة على تحليل ما يفعل اللعيب و الملعوب به و طرق تفكيرهما .
في المقابلة الاخيرة مع تلفيزيون المستقبل - كما هي العادة - كان واضحا ان هناك من يلقن ال(آس) ما يجب عليه قوله و كان البرنامج يقطع بحجة الاعلان لتذكير هذا العجوز فاقد الذاكرة ببعض الافكار الضروري
المرور عليها ( يرجى العودة للمقابلة) و لقد بدا حتى تحليله السياسي هزيلا و مسبق الصنع في بضعة الاسئلة القليلة التي كان مطلوبا منه ان يحلل من خلالها .
أسوء ما في كل المسألة ان خدام بعد ان هجا بيكر و اتهم كافة استنتاجات لجنة بيكر هاملتون بالسطحية , قال متحدثا عن برنامجه : نحن لن نحل الجيش و لن نحل حزب البعث
...... انظروا يا رعاكم الله !
يعني انه يقول بلغة عربية فصيحة أنه أحمد جلبي جديد جدالكن بموديل معدل ( يعني عميل مشلبن) بالعامية , و كأن لسان حاله يقولاحتلوا سورية و نحن لن نكرر اخطاء زملائنا العراقيين , فهل تحتاج القضية الى
وضوح أكثر عفوا أوقح مما قاله خدام ؟
لا يدرك هذا الرجل الواجبة محاكمته شعبيا على هذا الكلام , لا يدرك أو (يدرك و ما همه) أن تغيير البنيان السياسي مهما كان السيناريو و مهما كان التذاكي السياسي متوفرا لابد له حتى يتم دون خطر على المجتمع
و الشعب أن يتم من خلال اجماع وطني و باسلوب هادئ و متدرج و عدا ذلك نار جهنم . نعم نار جهنم بكل مواجع التعبير و بؤس المشهد وحتى على الذين سيفسحون لانفسهم ( منطقة او مناطق خضراء) في دمشق
الحبيبة , دمشق التي يريدون لها ما حصل باختها بغداد لانه لا لون أخضر بعدها يا قوم !!
الناس يريدون أمنهم و أمن أطفالهم قبل أي شيء يا خدام , يريدون الخبز المعجون بكرامة الاستقلال الوطني و ليس بجنازير الهمر .
و اذا لبستك الخيانة من رأسك الى أخمص قدميك و صرت ورقة لعب اعرف ان أبناء سورية يستطيعون التفاهم على مستقبلها مهما طال الزمن و مهما هم اختلفوا لا مكان للغرباء و اذا كانت قضايا الوطن الداخلية مهما
كبرت و اشتدت هي من دواعي تعاون البعض مع الخارج سيحل عليه غضب الله و غضب الناس .
من الواضح ايضا أن خدام يحاول اللعب على الفتنة الطائفية - رغم انه لا يذكر الطوائف صراحة و هو لا يستطيع - فهو يقدم نفسه بمواربة و دون صريح عبارة بعد أن تاجر طويلا بالقومية العربية كزعيم سني
محاولا استدرار تعاطف ذو منبع مريض طائفي , و يتجلى هذا الامر بوضوح عند حديثه عن الشأن اللبناني و حديثه عن ايران و حزب الله و سورية متناسيا بالطبع اضافة حماس الى قائمة العز و الشرف هذه , فقط لان وجود حماس يبدد كل ادعاء بأن هذا الحلف حلف طائفي و يضعه في موضعه الممانع الطبيعي .
و لا غرابة لان المرتكبين هم أول الطائفيين فظل الطائفة ظل مريض و غير شرعي و لا يسألك الا
عن طائفتك و في هذا طوق نجاة خدام , لكنه نسي أو تناسى أن الشعب السوري أكبر من هذه
المفردات الضحلة و المياه الآسنة التي يبحث فيها عن مستقبل لسورية , مستقبل سيبنى لو
صارعلى الدم و الكراهية و الحقد , و لقد اثبت شعبنا في المحن انه أكبر من الطوائف و أسمى و أن لعنة التاريخ على جبين كل طائفي مهما كانت طائفته و مهما كان موقعه .
آن لهذا الرجل أن يعود الى رشده حتى يحفظ لنفسه و لذريته بقية ماء وجه .
-صوفيا.
damas_11@yahoo.com