في الماضي البعيد ..أهدتكم أبجديتها التي بها تكتبون ,وعلمتكم الشعر والموسيقا والحب..
منها انطلق زيوس بن إيل وبوزيدون وحيرا وعشتار وسيبيل وسيريس يحملون بذور القمح ويعلمون العالم الزراعة .
وانطلق قدموسها باحثا عن شقيقته الأميرة السورية أوروبا التي تسمت قارتكم باسمها..
وفي طريقه بنى المدن والمدارس حتى سميت كل مدرسة متقدمة باسمه..(أكادمية)= قدميا نسبة إلى قدموس.
ومنها انطلق السوريون برسالتهم المسيحية, رسالة محبة وسلام وأصبح يدين بها ربع العالم.
ومنها انطقلوا برسالتهم الإسلامية فجعلوا من الأندلس في الغرب كما دمشق في الشرق منارة حضارية ظلت تشع لسبعة قرون.
وفي الماضي القريب ..استقبلتكم إن كنتم أرمن هاربين من المذابح أو اكرادا من القمع والبطش أو شركسا أو تركمانا
وأسكنتكم في أجمل بقاعها وأخصب مناطقها ..
واحتضنت أولادها الفلسطينين بكل مراحل تهجيرهم القسري ,
وأولادها اللبنانيين حيث كان يعبر الحدود التي يطالب الآن البعض بمراقبتها بالقوات الدولية وبالكاميرات, مئات الآلاف يوميا .
وأولادها العراقيين حيث تستضيف مليونا منهم..
تصوروا حال أي بلد أوروبي ,جماعة التمدن والإنسانية عند لجوء مليون إنسان إليه ..هم لا يتقبلون بضعة آلاف من المهاجرين.
على الرغم من الحصار ..ومن ملاحقة أية أسلحة قد تكون قد ابتاعتها ,حتى رادارات للطيران المدني تم إيقافها ..
و طائرات البوينغ الأمريكية ,تم حرمانها من توريد قطع التبديل ..
وتذكرون تلك السفينة التي كانت تحمل دبابات تشيكية كيف تم ملاحقتها من مكان لآخر..
على الرغم من كل ذلك ..
لديها من الغذاء ما يكفي ثلاثة بلدان مجتمعة..
لم تتورط في الدين والإستدانه, بل أصبحت من البلدان القليلة التي لا ديون خارجية تذكر عليها ..
أسكنتكم وآوتكم وأطعمتكم ,من حساب عرق ودم أولادها ..
للغريب لأنها إنسانية ..وذلك وفاء لرسالتها منذ الأزل
وللقريب لأنه ولدها ..وليس لها منية في ذلك
هي خزانكم الذي منه تزودتم وقت الجوع..
وبيتكم الذي به احتميتم وقت الخوف..
فمن أجلكم لا من أجلها...حافظوا عليها .