آخر الأخبار

نشوء الأبجدية

الأحرف التي استخدمها الآراميون في لغتهم فهي أحرف الأبجدية الفينيقية الجبيلية والتسمية الفينيقية عوضا عن الكنعانية تعود إلى اليونانيين الذين أطلقوا هذه التسمية على الكنعانيين الذين يقطنون الساحل السوري وهذه الأبجدية هي الأبجدية الأم لمعظم الكتابات في الشرق والغرب وإن الكتابة الآرامية هي ابنتها البكر

ومن أقدم النماذج المبكرة للخط الآرامي نص لملك حماة ذاكيري الآرامي، الذي اكتشفته البعثة الدانمركية خلال تنقيبها في قلعة حماة عام 1933م وقد حمل الآراميون الحروف الأبجدية هذه شرقا إلى آسيا حتى الهند ونقلها أبناء عمومتهم الكنعانيون غربا إلى أوربا بواسطة اليونان الذين قلبوا اتجاه كتابتها فصاروا يكتبونها من اليسار إلى اليمين لكن حروفهم في جوهرها هي الحروف التي علمهم إياها الكنعانيون ، والتي علموها بدورهم للأوروبيين ، وهذه الرموز هي بلا جدال أثمن ما ورثته الحضارة عن الأمم القديمة في الشرق العربي ، ويمكن أن تعتبر فتحا كبيرا يصنف مع أهم الابتكارات الاختراعات في تاريخ البشرية . ظلت الكتابة الآرامية تحتفظ بالشكل الكنعاني (الفينيقي) الجبيلي القديم إلى أن وصل تطورها، في حدود القرن الخامس ق.م إلى شكل منمق جميل يعرف بالخط المربع الذي كتبت به العبرية ، ثم النبطية و التدمرية وبعد ذلك السريانية وكذلك الخط البهلوي للدولة السأسانية منذ القرن الثالث للميلاد وحتى العهد الأموي ويذكر الخط الآرامي الشطر نجيلي ، بالخط العربي الكوفي الذي يعتقد أنه من أصل سرياني . إن مما لا شك فيه ، أن أصل الكتابة يعود إلى الرقم الكتابية المسمارية التصويرية التي ظهرت في بلاد الرافدين وفي وادي النيل ، وكان اكتشاف أول هذه الرقم في موقع أوروك (الورقاء) ويعود تاريخها إلى حوالي ( 3200-3100) ق .م 0ويرجح أن مخترعيها هم السومريون ولا تستعمل الرسوم للتعبير عن شيء محسوس فحسب بل أحيانا عن فكرة 0فالشمس تعني النهار وخطان متوازيان صداقة وخطان متقاطعان خلافا. ثم تطورت إلى الكتابة المسمارية الحديثة ، في عصر السلالات القديمة قرابة (2500) ق.م وتدرجت بالتطور في عصور أكاد ( 2350) ق .م . فالانبعاث السومري ( 2050) ق .م فالبابلي القديم (1750) ق .م . ثم تابعت الكتابة تطورها فأصبحت مؤلفة من (30) رمزا، كل واحد من هذه الرموز مؤلف من مسمار واحد أو مسمارين حتى (4) مسامير ونادرا (7) مسامير، وذلك حسب شواهد أوغاريت الكنعانية في راس شمرا والتي تعود إلى (1500) ق .م كما أنها صارت تعبر عن أفكار بما في ذلك الأفكار المعنوية والأخلاقية 0وبلغت فيما بعد قمة التطور، حين انقلبت من رموز مسمارية 0إلى أبجدية حرفية ، حوالي عام ( 1200) ق .م دعيت بالأبجدية (الفينيقية ) الجبيلية « المؤلفة من (27) حرفا إضافة إلى ثلاثة حروف مكررة هي الألف والسين 0وقد أصبحت هذه الأبجدية فيما بعد أساسا لجميع أبجديات العالم المتمدن .