من سمات اللئام أنهم يبسطون الأذى للضعفاء ويسومونهم سوء العذاب ترى كثيرا منهم يتولون الضعفاء بالقهر والتعذيب فإذا انضم الجبن إلى اللؤم خشى الذين يقومون بالتعذيب من كل دعوة إلى الحرية والمطالبة بالقصاص، بل فزع بعضهم حين يشك- مجرد شك- أن الذين نالوا التعذيب قد كشفوا شخصيات الذين يعذبونهم ذلك أنهم يوعزون إلى أمناء الشرطة/ ومندوبيهم بتعذيب الضعفاء وهم مقيدو اليدين، ومعصوبو العينين وفى ذلك إشارة إلى صفة الجبن ولؤم الطباع...وتلك من الخصائص المكينة التى صارت سمة لازمة للعاملين بأمن الدولة.
وحين يرقب المرء الأحداث في مصر فإنه يرى أحداثا ومشاهد تؤكد صفة الجبن واللؤم والإجرام فى العاملين بأمن الدولة ودع عنك مشاهد تزوير الانتخابات سواء البرلمانية أو المحلية، ومنع ذوى المهارة والكفاية والاقتدار من تبوء ما يستحقون من مراكز ومناصب وفقا لتعليمات الأمن سواء كان ذلك فى الجامعات من حيث تعيين المعيدين، أو فى المساجد من حيث تعيين الأئمة والوعاظ، أو غير ذلك...لكن انظر إلى تعذيب المواطنين الآمنين فى مقار أمن الدولة التى تسمى زورا وبهتانا أقسام الشرطة بما يسهم فى خلق مناخ ملائم لصناعة البلطجة والإرهاب، بل انظر إلى تلفيق التهم للأبرياء رغم تبرئة المحاكم المدنية لهم، أو انظر إلى أمن الدولة وهو يستعين بالبلطجية ومسجلى الخطر لضرب الناخبين والمعارضين للحزب الوطنى فى الانتخابات ، بل زاد الأمر أن استخدم هؤلاء البلطجية ضد طلاب الجامعات كما حدث فى جامعة عين شمس 2006.
الاعتقال وحده ليس كافيا!!
ألم يكف النظام الحاكم أن يقتل المصريين بالسرطانات وبالمياه الملوثة وبالغرق فى عرض البحر وبالتعذيب فى مقارات ما يسمى أمن الدولة، ألم يكف هؤلاء تخريب مصر وبيعها حتى باتوا يخطفون الطلاب من الشوارع ويشاع أن بعضهم مات من التعذيب؟!!
ألم تثر صرخة أب مكلوم : أين ابني يا وزارة الداخلية ما تبقى من ضمير فى قلوب هؤلاء اللئام؟! أين الطالب مصطفى أحمد إمام؟ وأين أخوه محمد؟ أين هما وقد اعتقلت أمن الدولة أحدهما من منزله بالإسكندرية، أما الآخر فتم اعتقاله من أحد المصايف بمنطقة العلمين دون وجه حق؟ وأين الطالب محمد على فريد؟ أين هو وقد خطفه جهاز أمن الدولة؟!
مذ متى والدولة تختطف أبناءها؟! مذ متى والدولة تختطف طلابها؟ّ! مذ متى والاعتقال ليس كافيا حتى ينضم إليه خطف الأبرياء بل الطلاب؟!
الدكتور حمدى حسن المتحدث باسم الكتلة البرلمانية لجماعة "الإخوان المسلمين" يؤكد أن اختطاف الطلاب الثلاثة من جامعة الإسكندرية ما هو إلا حلقة من مسلسل الانتهاكات لحقوق الإنسان في مصر موضحا أن وزارة الداخلية تمتلك سجلاً أسود في انتهاكات حقوق الإنسان، مستعرضًا الانتهاكات التي حدثت خلال الأيام القليلة الماضية مثل تعذيب أحد المواطنين في سيوه وحرقه بالكحول على يد رجال الأمن وتعذيب شاب آخر في التلبانة بالشرقية حتى الموت، والمؤلم أن الدكتور حسن رفع مذكرة لرئيس مجلس الشعب طالب فيها بالتحقيق الفوري في هذه القضية وكشف ملابستها ولكن دون جدوى!!!!
فى النهاية
فطن كثير من الناس أن الجبناء لا يناسبهم سوى لغة العنف المضاد وبذا ستصير مصر غابة لا دولة يأخذ فيها القوى حقه، ويبحث فيها الضعيف عن قوى يجلب له حقه، إن هذى الأحوال الفرط، وهذا التعذيب المستمر، وهذا الظلم البين، وهذا القهر الغاشم، كلها مفردات تنتج إرهابا وبلطجة مضادة سوف يكتوى بنارها هذا النظام الأبله لا سيما أن كافة المعتقلين سياسيون وطلاب ومظلومون لا تهم جنائية لهم.