آخر الأخبار

أيضا.. سندق ناقوس الخطر

كان من المفترض ان ندق ناقوس الخطر منذ زمن طويل من الأزمة التي تعاني منها المنطقة وستتفاقم يوماً بعد يوم إذا لم نكن جميعاً على مستوى المسؤولية وذلك نتيجة شح المياه والاستهتار والإهمال الذي عانت منه هذه الثروة الوطنية طيلة السنوات السابقة على مستوى المواطن والجهات المسؤولة.

مناطق عديدة وأراض زراعية كثيرة وآلاف الدونمات من الحمضيات تعاني حالياً من العطش ويهدد اليباس مستقبلها، كنا نتفاخر في السنوات السابقة بحجم الإنتاج الذي وصلنا إليه بمحصول الحمضيات الذي يعد بالنسبة للمنطقة الساحلية محصولاً استراتيجياً، أما الآن فثماره تتساقط أمام أعين أصحابه نتيجة العطش وغير قادرين على فعل شيء وخاصة تلك الأراضي التي تقع ضمن مجال نبع السن للمناسيب 26 ـ 50 ـ 80 فقسم كبير منها لا تصله مياه السن ومن الصعب فتح آبار جوفية لسد الحاجة فالقانون يقف حجر عثرة في هذا الإطار كما أنه ليس بالضرورة فتح الآبار يفي بالغرض. ‏

طبعاً هذا الوضع نتج من انخفاض غزارة نبع السن إلى مستوى 7 ـ 7.5م3/ثا ومعها ازداد الطلب على مياه الشرب بمعدل 1.5م3/ثا بعد تشغيل خط الجر الرابع إلى اللاذقية وخط طرطوس الجديد لمشروع تعبئة المياه فأصبح مجموع الاستجرار الحالي لمياه الشرب والأغراض الصناعية حوالي 5.5 م3/ثا وكما تعلمون الأولوية لمياه الشرب، لذلك يبقى 2م3 يتم التكيف بها وضخها إلى خطوط السن المكشوفة أما الحاجة الفعلية للري والتي كانت تضخ سابقاً حوالي 4.5م3/ثا ما استدعى لوضع برنامج تقنيني على الخطوط الثلاثة التي ذكرناه تواً أربعة أيام لكل خط لتوزيع تلك الكمية. ‏

علماً أنه من المفترض تحويلها إلى أنابيب مضغوطة ما يساهم إلى حد ما في تخفيف الهدر وضياع المياه من الخطوط المكشوفة التي تعاني من نمو الأعشاب وتراكم القمامة والاعتداء عليها بفتح ثغرات فيها إضافة للاهتلاك وما يسببه من تسريبات حيث إن عمرها الزمني حوالي عشرين سنة بينما وصل عمره حالياً إلى 41 عاماً. ‏

إن بوادر هذه الأزمة في هذا العام أثارت المخاوف والقلق لدى الناس وجعلت الكثيرين يتساءلون إلى أين، وماذا سنفعل؟ وما الحلول البديلة التي يجب العمل عليها؟ هذه الأسئلة التي يجب أن تكون محط اهتمام المسؤولين وأن يضعوها في أولوية الأولويات فإذا ما استمر الحال على ما هو عليه فإن الزراعة المورد الأساسي لأهالي المنطقة مهددة بالانقراض، هنا نعود إلى أهمية سد السخابة وكان من المفترض أن يكون الحل لهذه الأزمة والهدف منه ضخ مياه السن الفائضة أيام الشتاء وتخزينها لإعادة استخدامها في الري وكان من المفترض أيضاً أن يكون جاهزاً منذ حوالي أربع سنوات لكن التسريبات والرشوحات في سرير البحيرة حالت دون ذلك وما زال العمل قائماً حتى الآن لتكتيمها وبالمقارنة بما يجري الآن من أعمال والنسبة التي تحققت من المعالجة يبدو أن الأمر سيطول كثيراً، وإذا ما انتظرنا إلى حين أن يصبح السد قابلاً للاستخدام «إن شاء الله» فإنه سيكون على الدنيا وعليكم وعلى مزروعاتنا العوض. لذلك لابد من حلول عملية وجدية إضافة للتحول إلى الري الحديث بأسرع ما يمكن. ‏