البداية كما النهاية: سارية السواس!
دخلت الى ملعب جبلة تحت قوة الفضول الذي يلفني حول المصير الذي سيواجه نادي جبلة هل سيهبط الى الدرجة الثانية أم سيبقى؟ التوتر الملحوظ للجمهور الجبلاوي المخلص اثر فيّ وطريقة ادارة المباراة أثرت أكثر!
البداية كانت بالطلب بعدم السب والشتم وبضبط النفس اي أنها حرب والمريح بالموضوع عدم وجود مشجعين لنادي الشرطة في الملعب. ولكي لا انسى الملعب مزود ببفلات حفلات من أجل رفع المعنويات بأغاني دبكات جبلية ترقص الحجر وبعد مقدمة عدم الشتم صاح أبو المكرفون : يا شباب ارفعوا الاعلام قدر الامكان ويلا يا شــــــــباب! وهنا وكما في حفلة انطلقت سارية السواس وبدا الجمهور بالرقص الاسبارطي على المدرجات الولعانة...
طبعا المباراة كانت مملة الى حد ما ولكن ما لاحظته وجود عدد كبير ممن يفتحون خط الموبايل طوال الوقت لمعرفة نتائج المبارات المرتبطة بالدوري التي تجري في نفس الوقت! وطبعا الأهم مباراة الفتوة والوثبة والتي تحدد مصير جبلة والشرطة ففوز الوثبة على الفتوة كاف للبقاء في الدرجة الأولى...
عموما انتهى الشوط الأول انتهى بالتعادل والاستراحة استمرت لأكثر من ربع ساعة بكثير لأن المباراة غير منقولة وبالتالي لا داعي للدقة!
أدخل جبلة هدف واكلت بوكس من الرجل الذي يحتفل خلفي وكاعتذار احتضنني ودموعه تشر...شاركته الفرحة لأنني بالتأكيد اريد أن يبقى جبلة في الدرجة الأولى ولكن بدون أكل قتل بسبب بقائه..
وبعد ادخال جبلة الهدف بفترة وجيزة وردت الأخبار المفرحة الوثبة متقدم على الفتوة...وهنا أخذ الجمهور يصيح: وثباوية أي لا داعي للعب الشرس لأن البقاء أصبح مضمون! إنه كما ترون صراع للبقاء!
وبالفعل وتحت مفاجئتي أخذ اللاعبين يضيعون الوقت وكلما أدخل الوثبة هدف هناك في المباراة الاخرى يتراكض لاعبي الشرطة الاحتياط للاحتفال!!
وقبل ربع ساعة أصبح الوثبة متقدم بـ 3 - 1 على الفتوة وهنا ذهب رئيس نادي جبلة الى مدرب الشرطة وبارك له ومن ثم صاح رجل المكرفون: تحية الى فريق الشرطة المركزية واحلى نادي جبلة و......يــــــــلا يا شباب...وانطلقت سارية السواس تصدح في الملعب بشراسة والجمهور يرقص وأنا منهم كما يرقص الاسبارطيون في المعارك المنتهية سلفا...
صفر الحكم وأشر وطالب باطفاء الموسيقى لأن اللعب شغال!! وبالفعل تم الغاء الموسيقى وفي النهاية وبعد اضاعة الوقت من الطرفين ومحاولة من جبلة لوضع هدف جديد واحتجاج شرطاوي على هذه المحاولة التي تهدد السلم الأهلي رفع الحكم الرابع اللوحة التي تشير الى الوقت بدل الضائع: دقيقتين وهو يجب أن يكون أكثر ولكن بما ان الأمر محسوم والحكم مبسوط من الجمهور الذي كان راضيا عنه ولم يسب عليه (أكل أحد اللاعبين شتائم تكفيه الى يوم زوال القارات) فقد نظر الى ساعته واشر بيديه اشارة تعني أنه لا داعي لكل هذا الوقت الاضافي! وأنهى المباراة بصفرة تلتها بسرعة الضوء سارية السواس ورقص اسبارطي رائع وفرحة عمت الملعب وطالت الى بعد ساعات من المباراة...
مبروك جبلة للبقاء وفعلا الدوري السوري قوي لأنه لا يوجد دروي مشابه له...