آخر الأخبار

اين ذهب الرافضون العرب..؟

- أثنى احد كبار الشخصيات التي تتوافد يوم الجمعة لحضور قمة عربية في دمشق على المضيفين بوصف سوريا بأحد القابها المحببة .. قلب العروبة النابض.

وكانت اشارته تنبع من الكياسة المرتبطة بالمراسم لكنها بالنسبة للحكومة السورية اكدت الصورة التي ترسمها لنفسها كاحدى اخر القلاع في العالم العربي ضد السياسات الامريكية والاسرائيلية.

ومنذ زيارة الرئيس المصري انور السادات للقدس عام 1977 خارجا على الاجماع العربي على عزل الدولة اليهودية ظلت سوريا في صدارة مجموعة متناقصة من الحكومات العربية التي تتخذ موقفا متشددا ضد اسرائيل.

ومن بين جيران الدولة اليهودية بقيت سوريا وحدها التي لم توقع مطلقا اتفاقا مع اسرائيل. ويجب ان يتأكد زوار سوريا انهم لا يحملون اي دليل على انهم زاروا الدولة المعادية.

وسوريا هي الدولة العربية الوحيدة التي ما زال يمكن ان تفتتح بها حركات مقاومة عربية مسلحة مثل حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين مكاتب خارجية.

واجرت سوريا محادثات سلام مع اسرائيل بين عامي 1991 و2000 لكنها تجادل بأن انهيار المفاوضات يرجع فقط الى رفض اسرائيل تقديم تنازلات بشأن الارض العربية.

وقبل ثلاثين عاما كانت دمشق جزءا من تحالف عربي اوسع يسمى جبهة الصمود والتصدي الى جانب ليبيا والجزائر واليمن الجنوبي ومنظمة التحرير الفلسطينية.

واتخذ العراق الذي كان تحت قيادة صدام حسين حينئذ مواقف مشابهة لكنه لم يكن عضوا رسميا في الجبهة.

وفيما يلي توضيح مختصر لكيفية تغيير الرافضين الاصليين الاخرين مواقفهم وابتعادهم عن التصدي
اليمن الجنوبي.. كان في وقت ما الدولة الماركسية الوحيدة في العالم العربي واختفت في 1990 حين وافق زعماؤها على الاندماج مع اليمن الشمالي الاكبر مساحة والاكثر سكانا.

- الزعيم الليبي معمر القذافي.. اصلح علاقاته مع الولايات المتحدة ودول غرب اوروبا وأظهر حديثا اهتماما اقل بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني مقارنة بما كان عليه في الماضي. ويدعو الان الى دولة واحدة تضم اسرائيل والسلطة الفلسطينية وهو اقتراح يعتبره المسؤولون الاسرائيليون والفلسطينيون غير واقعي.

- منظمة التحرير الفلسطينية.. وقعت اتفاق اوسلو التاريخي مع اسرائيل عام 1993 والذي تمخض عن اعتراف متبادل وانسحاب اسرائيلي من بعض المناطق الفلسطينية. وما زالت السلطة الفلسطينية التي تسيطر على منظمة التحرير تجري مفاوضات مع اسرائيل حول تفاصيل اقامة دولة فلسطينية في المستقبل. وفقدت السيطرة على غزة لصالح حركة المقاومة الاسلامية حماس التي تعارض استراتيجيتها التفاوضية.

- الجزائر.. خاضت الجزائر حربا اهلية وحشية في التسعينات بين الحكومة ومتمردين اسلاميين مما صرفها عن دورها التقليدي كمدافعة بارزة عن القومية العربية. وما زالت جماعات مسلحة تنفذ عمليات محدودة وتتعاون الحكومة الحالية مع الولايات المتحدة ضد المتشددين الاسلاميين.

- صدام حسين.. فقد السلطة حين غزت الولايات المتحدة العراق عام 2003 وشنق في بغداد في 2006 . ووجهت الحكومات التالية المدعومة عسكريا من الولايات المتحدة اغلب طاقاتها لمحاولة انهاء تمرد داخلي لقي فيه مئات الالوف من الناس حتفهم. والفرص محدودة لدى تلك الحكومات لممارسة اي نفوذ خارج حدود العراق.