يهدف يوم العمل العالمي هذا إلى تسليط الضوء على ما تسببه الذخائر العنقودية من ويلات في حياة المدنيين الأبرياء، ومجتمعاتهم المحلية، كما يهدف هذا اليوم الذي ينظمه المجتمع المدني في نحو خمسين بلد في العالم إلى إبراز التأييد العالمي لعملية حظر الذخائر العنقودية، والتي تنادي بإبرام اتفاقية دولية لحظر هذه الذخائر التي تفتك بالمدنيين الأبرياء، وتتميز فعاليات هذا العام بمشاركة بارزة لرجال الدين والمعاهد الدينية. وفي المنطقة العربية تمتد الفعاليات إلى العراق ولبنان والجولان العربي السوري المحتل.
إن القنابل العنقودية سلاح لا يميز بين المحاربين والمدنيين، اتسم بسمعة غير إنسانية خاصة عندما استخدم في كوسوغو، ولاوس، وكمبوديا وأفغانستان، والعراق، وأخيرا في لبنان. ولا تزال مليارات القنابل العنقودية تجثم في ترسانات نحو 70 دولة يمكن إطلاقها من الطائرات، والصواريخ وبعض المدافع، وعادة لا تنفجر جميع أجزاءها، وتبقى نحو 5-30% متناثرة هنا وهناك، تزرع الموات والرعب بين المدنيين الأبرياء لسنوات طويلة.
وتؤكد الجهود العالمية على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة للوصول إلى اتفاقية دولية تضع حداً للمعاناة الإنسانية التي تحدثها الأسلحة العنقودية، وتم انعقاد مؤتمر أوسلو و ليما ثم مؤتمر فيينا وويلنجتون، وينتظر العالم مؤتمر دبلن مايو أيار القادم ليتوصل إلى اتفاقية تحظر هذه الأسلحة، وتحمي المدنيين الأبرياء من أخطارها.
أمام هذه الحقائق المؤلمة تدعو الشبكة العربية لدراسات أخطار الألغام ومخلفات الحروب جميع حكومات العالم، والحكومات العربية، والمنظمات الأهلية، إلى اتخاذ موقف إيجابي لحظر إنتاج واستخدام القنابل العنقودية، ونقلها والاتجار بها مع مساعدة ضحاياها والتعويض عليهم من قبل الجهات التي استخدمتها، وتدعو إلى المشاركة بفعالية في مؤتمر دبلن العالمي.
د. غسان شحرور ... الـمنـسق العام