كرسي دوار وسيارة النملة وخدم وحشم.. وأموال.. من كل حدب وصوب.. .هذه مغريات منصب المد ير.. ألا تستحق أن يلهث وراءها بما اوتي الشخص من قوة...!!
من يعين المدير ... عندنا ؟ أهو القانون .. أولاً وأخيراً ؟وما آلية هذا التعيين... وكيف يتم ذلك ؟
هل من احد سأل مديراً عاماً من أين لك هذا المنصب؟
لقد بات معروفاً أن منصب المدير العام هو ميدان للصراع والمنافسة في كل مؤسسة او شركة او حتى معمل واحيانا يصل الصراع الى كسر العظم والغلبة دائما للاقوى والأقوى هنا في اغلب الاحيان لا يقصد بها صاحب الكفاءة.. وهذه المنافسة ليس مردها المحبة في تحمل المسؤولية وتحسين وضع الشركة في احيان كثيرة انما المغريات والمميزات الكثيرة هي الدافع الاول... والسؤال البديهي هنا كيف يصل المديرون الى مناصبهم مادم موضوع تحمل المسؤلية يعدامراً ثانوياً؟
انه الموضوع الاكثر حساسية في موضوع الاصلاح الاقتصادي والاداري المنشود .. ألا وهو موضوع آلية التعيين للمديرين العامين للمؤسسات والشركات...
ثمة مديرون تدرجوا بالمناصب وهناك مديرون سقطوا بمظلات خاصة على كراسيهم تحميهم من عين حاسد اذا حسد ...
استثناء الواسطة
في هذه المادة سألت أكثر من مدير عام عن قصة وصوله الى منصبه.. معظمهم كان الجواب جاهزاً لديه.. مثل تدرجت في منصبي من رئيس دائرة الى مدير معمل الى مدير شركة الى مدير مؤسسة... ولاتكاد القصص تختلف عن بعضها إلا بتسميات الدوائر او الشركات.
سألت المهندس زياد قطيني مدير عام المؤسسة الهندسية عن المدير وآلية وصوله الى منصبه عندنا فقال: قد أكون حالة استثنائية فقد كنت رئيس ورشة في معمل حديد حماة ثم تسلمت منصب مدير المعمل وبعدها عينت معاونا لمدير الشركة ثم مديراً عاما للشركة ثم مديراً عاما للصناعات الهندسية في العام 1999.
وحول المدير المدعوم او من يمتلك واسطة قال قطيني: مؤكد هناك من يصل الى منصبة من خلال واسطة وهو امر موجود لكن الواسطة قد تستثني احداً ما وتمنحه أو تؤمن له فرصة الوصول الى المنصب أو الكرسي لكن باعتقادي الشخصي أن هذا الشخص لن يستمر في منصبه طويلاً ان لم تكن لديه القدرة على الادارة وان لم تتوافر فيه شروط المدير الناجح أي أن الواسطة لاتحميه ولن يستطيع الاستمرار.
وأضاف قطيني: أنا أعتقد أن من أهم مواصفات المدير العام الآن هي إجادته للغة الانكليزية والكمبيوتر بالإضافة إلى النزاهة والقدرة على القيادة والعمل
سألت الأستاذ قطيني هل لديك منافسون على منصبك.. قال: قد يكون هناك منافسون من خارج المؤسسة.. لكن هذا لا يقلقني..
وفق الأصول
الاستاذ محمد أرزنجاني مدير مكتب السيد وزير الصناعة ومدير سابق للشؤون القانونية قال : وفقاً للقانون فقد صدر المرسوم رقم 2 للعام 2005 وحدد فيه التعيين للمدير العام بمرسوم .. ومدير الشركة بناء على اقتراح الوزير من قبل السيد رئيس مجلس الوزراء
الدكتور صالح عزيزي معاون وزير الصناعة اعتبر أنه في موضوع آلية التعيين
يتم اسناد الوظيفة حيث يتم الترشيح أصولاً من اللجنة القطرية التي يرأسها السيد رئيس مجلس الوزراء بعد الدراسة الكاملة للمرشح من حيث النزاهة والخبرة والكفاءة والقدرة الكافية على ادارة هذه المؤسسة اوتلك الشركة ويتم التعيين وفق الاصول .
والترشيحات تاتي من الوزير المختص والمحافظ ورئيس الفرع ..
سألت الدكتور عزيزي عن مدى حصول تضارب في هذه الترشيحات فقال: حصلت حالات كان فيها تضارب في الترشيحات وبالتالي وفقا للقانون الجديدالمدير العام للمؤسسة يعين بمرسوم ومدير الشركة يعين من قبل السيد رئيس مجلس الوزراء.
صفات ومواصفات
سألت الدكتور عزيزي عن مواصفات المدير العام اليوم...
قال من أهم مواصفات المدير العام .. أن يتقن اللغة الانكليزية.. وأن يجيد العمل على الكمبيوتر.. بالاضافة الى النزاهة والكفاءة و حسن التصرف والنجاح ادارياً..
سألته عن نسبة المديرين الذين يعرفون اللغة الانكليزية في نطاق المؤسسات والشركات التي يشرف عليها أجاب : هم بحدود الـ 5% وفي أحسن الاحوال لا يتجاوزون العشرة بالمئة.
إقالة عشرة مديرين
من جهة اخرى اعتبر الدكتور عزيزي ان اقالة عشرة مديرين في المؤسسة العامة النسيجية من بينهم مدير عام النسيجية هو دليل على ذلك .. لقد وضع مجلس ادارةالمؤسسة العامة النسيجية الذي يقوم على مبدأ فصل الادارة عن الملكية مؤشرات لمدى نجاح أو اخفاق المدير العام أهمها مؤشر الربح والخسارة ومعدل تنفيذ الخطة الانتاجية والاستثمارية...
فقد طلبنا في الفترة الاولى من المديرين ممن هم غير قادرين على تحقيق الربح تقديم استقالاتهم طوعاً، لم يتقدم احد..!!
وخلال المهلة الممنوحة انقسم المديرون الى ثلاثة اقسام: القسم الاول لم يخفف من خسارته فاتخذ قرار بإقالتهم..
سألته هنا.. هل واجهتم صعوبة بإقالة مدير قوي... ؟.. أجاب د. عزيزي على الاطلاق.
.. وبعض المديرين اعطيت لهم فرصة لغاية 1/7/2005 والقسم الثالث من المديرين تم توجيه ثناء لهم من خلال مكافآت تشجيعية .
وتحدث الدكتور عزيزي عن النتائج التي وصفها بالمذهلة حيث تم التركيز على عدم بيع الادارات للمنتجات بخسارة مراقبة الاسعار .. الخ
باستثناء حالات محدودة فكانت النتيجة أن انخفضت الخسارة لشركات الغزل من مليار و832 مليون ليرة سورية الى 920 مليوناً أي انخفضت الى النصف..
واعتبر عزيزي أن الشركات المتبقية بحاجة الى دراسات معمقة لأن بعض الشركات ستستمر بالخسارة مهما حصل والسبب هو الادارة لان تلك الشركات لم تقم بعمليات الاستبدال والتجديد منذ 15 عاماً بينما همنا كشركات رابحة بسبب وعي الادارة والقيام بعمليات الاستبدال والتجديد وفقا لمتطلبات السوق.
وبالنتيجة النهائية انخفضت خسائر النسيجية بمجموع شركاتها بحدود 800 مليون ليرة حيث كانت خسارتها عام 2003 مليارين و579 مليون ليرة بينما انخفضت في 2004 الى مليار و706 ملايين ليرة سورية.
انحسار للواسطة
معاون وزير الصناعة اعتبر أن موضوع التعيين من خلال الواسطة انحسر كثيراً الآن وقد يكون هذا الامر تم في مرحلة من المراحل بحالات محدودة .
ورأى عزيزي أن ذلك الامر يتعلق او مرهون بمدى علاقات الشخص نفسه وكذلك مدى دقة صاحب القرار بتقييم هذا المدير أو ذاك.. لكن في الوقت الحالي هذ الامر اختلف تماماً وهناك تدقيق كبير على أي شخص قبل استلامه مهمة مدير .
أخيراً:
اعادة النظر بآلية تعيين مديرينا لاشك أنها تشكل كسراً للمصالح المتكلسة والغايات والمنافع الفردية هنا وهناك وتحقق تقدماً طبيعياً لشركاتنا ومنشآتنا وليس تقدماً بضربة حظ.. أو تراجعاً حتمياً بسبب الاستثناءات الكثيرة والتي باتت برأيي هي المشكلة رقم واحد في الاصلاح