زووم إن
محمد حجيري
أيتام
شخصيات علمانية معارضة ستشعر باليتم لأنها خرجت من المولد بلا حمص، ولانها كانت تشكل حالة غيفارية في الساحة اللبنانية، وفجأة وجدت نفسها متعرية من حضورها. شخصيات ستبلل دموعها البلاط والرخام والبيانات.
وطبعا ستدعو الى تجاوز الطائفية، وفجأة تجد نفسها في ظلالها، بل ضحية زعمائها.
نواسيكم يا ايتام العصر والوحدة الوطنية والعلم اللبناني، والخطب والخيم والرياح العاتية، نواسيكم.
ذاكرة
جملة خطيرة وجميلة ومعبرة قالها ميشال عون في مؤتمره الصحافي الذي عقده بعدما قابل الدكتور سمير جعجع في سجنه، وهي انه علينا تدريب الناس على عدم النسيان. هل يذكر اللبنانيون جيدا؟ ام ان النسيان متعتهم؟ هل يحبون انفسهم ام يذهبون ضحية التضليل؟ هل هم شعب حيوي ام مركب تتقاذفه الامواج؟
يقول المثل الشيء بالشيء يذكر ولكن في لبنان الشيء بالشيء يُنسى.
وحدة وطنية
بالامس رأيت الوحدة الوطنية على كورنيش المنارة، كانت ترتدي ثوبا قصيرا وقرطا معدنيا في اذنها، في يدها جريدة لبنانية حرة مستقلة، ومحفظة جلدية. كانت تبتسم للعابرين. تنظر الى البحر كعجوز بلا اسنان، وكثيرون ينتظرون التفرد بها. يتمشون قبالتها ينفشون بريشهم كالديك تماما.
امس، رأيت الوحدة الوطنية تنتظر زبونا، قلت لها ماذا تفعلين، اجابت: بدي عيش .
امس، لم ار لم اسمع لم احك.
امس رواية جميلة لاغاتا كريستوف الافضل ان نقرأها بدل متابعة اخبار الوحدة والوطنية والحرية والاشتراكية والعدالة والاجتماعية والعلمانية.
اليوم، عدت ورأيت الوحدة الوطنية، كانت تريد مواجهتي حتى ابكي واشعر بـ الوحشة الوطنية ، قلت: ابنة من انت؟ اجابت: لقيطة ومكتومة الهوية