- كشفت دراسة علمية ان 90% من المصريات يتعرضن لاحد اشكال التحرش الجنسى سواء بالنظرات او الكلمات الخارجة او الاحتكاك الجسدى المباشر.
الدراسة التي قامت بها هبة عبد العزيز الباحثة بجامعة عين شمس، شملت مائة امرأة وفتاة كعينة استكشافية روعي في اختيار أفرادها التنوع في الفئات العمرية والمستوى الاجتماعي والثقافي.
وقالت هبة إنها حين وضعت الأسئلة وحددت العينة كنقطة انطلاق ميدانية استكشافية، لم تكن تتخيل أن كثيرات من خريجات الجامعة ومن ذوات الخلفية الثقافية والاجتماعية الراقية سيرفضن مجرد المشاركة في الاستطلاع!
ومن بين المئة المشاركات والتي روعي في اختيارهن التنوع العمري والاجتماعي والتعليمي هناك 40% كتبن اسمهن الثنائي في خانة الاسم و20% اكتفين بالاسم الأول، بينما 40% من المبحوثات رفضن ذكر اسمهن بأي صيغة.
وكشفت الدراسة عن أنه ليس صحيحاً أن من تتعرض للتحرش هي بالضرورة تلك المتحررة التي تخرج من البيت مكشوفة الشعر، ترتدي الجينز وتتباهى بجمالها وشبابها، فكم من سيدات في الخمسين من العمر تعرضن للتحرش وكم من فتيات ترتدين الحجاب والخمار، بل أحياناً النقاب، كن ضحايا هذه الجريمة!.
وفي الاجابة عن سؤال حول نوع التحرش الذي تعرضت له السيدة ..وضعت 65% من نساء العينة علامات بجوار أنواع التحرش الرئيسية "اللمس - اللفظ - النظرات".. في حين أن 15% اعترفن بتعرضهن لنوعين فقط من أنواع التحرش "اللفظ،و النظرات"
والمدهش أن 10% من نساء العينة رفضن التجاوب مع هذا السؤال وتجنبنه تماماً!.
وعن الطريقة التي تعرضت بها النساء للتحرش أفادت الدراسة بأن 50% من نساء العينة أنهن تعرضن للتحرش بشكل مباشر، في حين أن 40% قلن أن الطريقة التي تعرضن بها لهذه الجريمة كانت "غير مباشرة"
ويشير هذا بوضوح إلى تنوع "استراتيجيات" تعامل الجاني مع الضحية، فهناك من يبدأ بالطريقة "غير المباشرة" كنوع من "جس النبض" ينتقل بعدها إلى التحرش "المباشر" وهناك من يريد أن يختصر الطريق و "يجيب م الآخر" على حد التعبير الشعبي!
وفي الحالتين، لا غنى لحواء عن "الردع الفوري" لأن الخجل وعدم وقف المتحرش عند حده منذ اللحظة الأولى سيشجعه على إتيان المزيد باعتبار أن "السكوت علامة الرضا" وانه لن يخسر شيئا على الاطلاق مع تكرار المحاولة!!
وحول هوية الشخص المتحرش كان لافتاً للنظر أن 70% قررن أنه شخص مجهول "في الشارع - عامل خدمات - موظف في مصلحة ترددت عليها.. إلخ"
بينما قرر 10% أنه زميل دراسة أو عمل، كما قرر 10% أنه رئيس في العمل، وهذا يشير بوضوح إلى أن "التحرش العابر" لا يزال هو الأكثر شيوعاً، كما أن عدم معرفة الجاني بالضحية هي أحد الأمور المشجعة على اقتراف جريمته
وترتيباً على هذه النتيجة كان منطقياً أنه حين طرح سؤال...أين كان مكان التحرش؟
وجاءت الإجابات لتشير إلى الشارع بنسبة 50% والمواصلات العامة بنسبة 20% في حين أشارت ما نسبتهن 10% إلى أماكن الترفيه مثل السينما والملاهي والنوادي... إلخ
ونفس النسبة أشارت إلى أماكن العمل وليس معنى هذا أن أماكن العمل أو قيادة السيارة أو المدارس والجامعات أماكن تخلو من التحرش، وإنما يعني أن حواء اعتادت التحرش حتى أنها أصبحت لا تشكو منه إلا إذا جاء ضمن "المستويات القصوى" من الفجاجة وخدش الحياء والملاحقة اللفظية بالكلمات الخارجة أو محاولة الاحتكاك الجسدي المباشر!
جرس إنذار آخر دق حين طرحنا سؤال هل يمكن أن يصدر التحرش عن أشخاص يفترض أنهم محل ثقة مثل "ضابط الشرطة - إمام المسجد - قسيس في كنسية"؟ فقد كانت نسبة من أجبن بـ "نعم" تقدر بـ 90%
والدلالة هنا واضحة للغاية، فقد بلغ انعدام الثقة مداها بين المواطنة الأنثى وبين رجل الدين ورجل القانون، فلم يعد هؤلاء بالنسبة لها مصدر أمن وحماية واطمئنان
فأي استقرار اجتماعي يمكن أن ننشده إذا كان هذه هو واقع الحال، وتأخذ المشكلة بعداً آخر أكثر مأساوية حين نعرف أن سؤال.
وقد يصدر التحرش عن أقارب من الأسرة مثل "أبناء العم - أبناء الخال - أزواج العمات والخالات - إخوة الزوج...إلخ" أجابت 80% بـ "نعم اتفق مع هذا الرأي" ورفضته 20%
وهذا يوضح إن الأمن بالنسبة للمرأة أصبح عمله نادرة والخوف يأتي من أقرب الناس والشك يحوم حول أقرب الأقارب كما يحوم حول رجال الدين والشرطة!
وكذلك تلاشى القيم والاخلاق التى كانت هى الصبغة الاساسية داخل النسق الاسرى والمحيط العائلى الاشمل.