هذه ضربات سريعة وموجعة تنبض بها مشاعر الناس فى بلادى ويخشى بعضهم من تناول بعضها إعلاميا... وهى من حكى المصاطب الذى يغلب عليه الكلام المرسل من ناحية، وغلبة الانفعال من جهة أخرى لكننا نذكرها انطلاقا من أنه "ليس شيء على الشعوب بسر".
(1)
فى موضوع الغاز الطبيعى الذى يصدر للكيان الصهيونى بأسعار مخجلة زعم بعضهم أنها سرية ...من أدرانا(أن الصهاينة يدفعون بعض ثمنه أو) لعل له أوراقا أخر بسعر آخر والذى يقبض الثمن يكسب لمدة عشرين سنة حتى وإن ترك منصبه الحساس(بالموت لا اختياريا) ولا قيمة لمقدرات الشعب.
(2)
فى موضوع الحديد يرى بعضهم أن فلان الفلانى الملقب بإمبراطور الحديد إنما هو واجهة لعائلة حاكمة ويقوى هذا الزعم عدة أمور: أولها ما تناقله الناس فى بلادى من حكاية وجيه أباظة وهى حكاية تكاد من كثرة تردادها أن تصير من المعلوم من الشئون المصرية بالضرورة ولا دخان بلا نار، ومنها أن كثيرا من معارفنا يعملون بالفعل فى شركات صارت كواجهة للعائلة ...وكاتب هذه السطور قد التقى شخصين مختلفى النشاط قد أكدا له أنهما يعملان لدى واجهتين.
(3)
فى موضوع غزل المحلة لماذا يصر بعضنا على عدم اتهام جهاز الأمن بأنه استأجر بلطجية شاهدناهم من قبل فى انتخابات المحليات ويتناسى القوم بصورة مريبة الأمن ويلصقون التهمة بالأهالي وكأنها على أحسن تقدير رد فعل لاستخدام القوة المفرطة من جهة الأمن...وماذا عن الذين أفرج عنهم القضاء؟! ما بالهم ما يزالون قيد الاعتقال؟!
(4)
فى موضوع التوريث يقول العامة إن الأب "زرمان" والابن " طمعان" والأم " فى عجلة ويستدلون على ذلك بقول الأب أنه سيظل فى الحكم حتى آخر نفس، وبأن الابن يخطف الأضواء من أبيه، يقتله بسلبه زمام الحكم حيا، وفى تناقض القرارات ما يؤكد ذلك، وبما يتناقله الناس من وراء الكواليس بأن قوة الأم ضاغطة.
(5)
فى موضوع زيادة الموارد يرى الناس أنهم خُدعوا وكما يقول العامة " ضُربوا على قفاهم" ويرون أن ليس وراء ذلك أغبياء فالعقل ليس حكرا على أحد، وإنما وراء ذلك شياطين يريدون إرهاق الناس لأمر يدبر بليل، ويلاحظ أمران: التوقيت وحجم الزيادة ... فالتوقيت يعنى قسوة الانتقام من الشعب عن موضوع إضراب 4 مايو، وحجم الزيادة تعنى الرغبة فى امتصاص دم الفقراء بصورة بشعة.
(6)
فى موضوع نفقات الشرطة والأمن المركزى يرى كثير من الناس أن زيادة نفقات الشرطة على حساب الجيش (على اعتبار أن ذلك حقيقة فغياب الشفافية يسمح بهذه التخمينات) مبعثه الجبن والخوف واستعداء الشعب إذ يرى النظام أن الخطر عليه يكمن من الداخل لا من الخارج مما يرسخ فكرة معاداة الشعب، ومما يرسخ فكرة أن النظام يعمل لصالحه ولصالح عائلته ضد مصالح الوطن وأمنه وسلامته.
ونظام كهذا لا يمكنه أن يستمر طويلا، ولا أن يضمن الاستقرار حين يريد توريث الحكم لابنه فالدولة تفككت إلا بقايا وهو ما يؤكد أن بقاء تلك الأوضاع المعكوسة طويلا لن يدوم، ولعلها شهور قلائل... نرجو ذلك وما ذلك على الله بعزيز، وإن كانت الأمانى دونما فعل مزيح للطغاة هى بضاعة الحمقى...وما زلنا نرجو من العاملين مزيدا من الجهد والفعل مهما اشتد قهر الطغاة.