التاريخ يدل على أن العراقيين لم يكونوا يوماً لقمة سائغة في وجه أي احتلال أجنبي ولايمكن أن يكونوا الآن مع الذين يريدون السيطرة على ثروات بلادهم وإجباره على التحالف مع إسرائيل .
إن التعقيدات المذهبية والطائفية تحتوي على تناقضات صعبة الحل وهي بشكل ما قد ساهمت في الاحتلال وفقط الإرادة القوية للتسامح كفيلة بحل ذلك ولذلك لابد من إنهاء الاحتلال العسكري الأجنبي ونقل السلطة إلى حكم منتخب من دون ضغط من القوى المحتلة وذلك لوجود الكثير من القوى الوطنية العراقية القادرة على إيجاد التحالف الوطني وبدء إعمار الأمة والعراق الجديد سيكون في أفضل حال فقط حين يكون بعيداً عن أولئك الذين مثلوا بشعبه وهدموا البلد كله وإن لم يكن كذلك فسوف يكون قطباً لخطط السيطرة الأميركية والإسرائيلية .
إن حسابات واشنطن للضغط على طهران ودمشق لم تجد النجاح وإمكانية حصول ذلك تبدو صعبة المنال فإيران كسبت ثقة الكثير من العراقيين أما دمشق فما تزال صامدة في الدفاع عن استقلالها حيث مورست عليها الكثير من الضغوطات السياسية من خلال استخدام المشهد اللبناني كما لم تستطيع هذه الضغوط النيل من صمود المقاومة اللبنانية والقضاء على حزب الله بل كانت النتائج عكسية لآن تنظيم المقاومة والتدريب المستمر لعناصرها جعل الإسرائيليين يدفعون ثمناً عسكرياً باهظاً كما زاد من سمعة حزب الله عند الشعب اللبناني ومن روح المقاومة في البلدان العربية كما أن نجاح حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية كان خطوة أخرى في الاتجاه المعاكس لطموحات حكام أمريكا وإسرائيل لغرض الاستسلام والتنازل من قبل الشعب الفلسطيني المعذب والبطل .
إن خطط الامبريالية والصهيونية للسيطرة على الشرق الأوسط قد أخفقت وهي تدفع ثمناً باهظاً من حياة شعوب المنطقة والشعب الأميركي فأمريكا وإسرائيل بسياستها المعتمدة على القوة تحرضان الكراهية والثأر وهما المسؤولتان الرئيستان عن العنف وفقط العدالة والاحترام وتطبيق القوانين الدولية وإيجاد الحل السلمي بإمكانها إغلاق أبواب هذا الجحيم .
ترجمة :د.م.بشار عجيب