قفز رون أراد وهو ملاح بسلاح الجو الإسرائيلي في ال-16 من أكتوبر 1986 من طائرته الحربية أثناء قيامه بمهمة في أجواء لبنان حيث قامت منظمة " أمل" الموالية لايران بأسره, من ثم تم نقله بين العديد من المنظمات والمجموعات المتطرفة التي تنال دعمها من ايران.
هذا ويستدل من رسالة كتبها رون أراد بأنه كان, بعد وقوعه في الأسر, يتمتع بحالة صحية جيدة انما منذ شهر ايارعام 1988 لم ترد أي أخبار عنه تشير الى حالته الصحية أو مكان وجوده أو هوية محتجزيه أو الى أي معلومة أخرى.
في عام 2002 شكلت لجنة فينغوغراد من قبل وزارة الدفاع الإسرائيلية برئاسة قاضي محكمة العدل العليا القاضي فينغوغراد وقد توصلت هذه اللجنة الى استنتاج مفاده أنه ليست هناك أي أدلة دامغة وقاطعة تشير الى أن رون أراد ليس على قيد الحياة, لذلك فأوصت اللجنة بأن يتم التعامل مع القضية من منطلق الفرضية بأن رون أراد ما زال حيا محتجزا في مكان ما.
ما سبق وقرأتموه هو الرواية الرسمية لدولة إسرائيل حول قضية رون أراد أما الحقيقة فهي شيء آخر .
الكابتن أراد الرجل الذي آمن بالدولة ودافع عنها بحياته تمت خيانته وذلك بحجب الأنباء الحقيقة عن مصيره وترك عائلته المؤلفة من زوجته تامي وإبنته الوحيدة يوفال (24سنة) في حيرة ويأس وقلق متواصل مع ما يصاحب ذلك من إرباك لحياتهما ، في الوقت الذي كانت تعرف أجهزة إسرائيل وعلى رأسها الموساد بان أراد قتل أثناء محاولته الهرب من سجانيه في معركة بين الجيش الإسرائيلي وميليشيا شيعية مقربة من حزب الله في بلدة بقاعية على تخوم الشريط الحدودي السابق في جنوب لبنان.
ففي العام 1991 حصل ضابط ميداني للموساد على وثيقة رفعتها الأجهزة الأمنية الإيرانية لوزير المخابرات ، تؤكد بأن رون أراد الطيار المساعد الإسرائيلي قد أطلقت النار عليه من قبل رجال المقاومة المؤمنة في بلدة عين التينة أثناء تعرضها لهجوم إسرائيلي من وحدات إيغوز بهدف طرد المخربين منها، قاتل أراد الذي أطلق النار عليه كان حارسه الذي لم يكن يعلم أحد غيره وغير سبعة آخرين من الحراس بحقيقة رون وسبب إحتجازه بعد أن تم تحريره بالقوة من أسر مصطفى الديراني أثناء إجتياح امل المؤمنة لمقره في حارة الحريك الشيعية في ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله وحركة أمل ،قبل ان يتبين بأن الديراني نفسه كان عميلا لامل المؤمنة المعارضة لنبيه بري .
المسؤول عن إختطاف اراد من أسر أمل كان المسؤول الأمني الأول في أمل المؤمنة المدعو محمد مراد المتحالف مع حزب الله والذي حاول نقل أراد إلى البقاع الشمالي حيث العمق الشيعي الآمن، وخوفا من وقوع أراد في أيدي مسؤولي حزب الله المنافسين لمراد أو في أيدي الدروز على الطريق الموصل من بيروت إلى البقاع الشمالي ، قرر مراد نقل أراد بتابوت جنازة بعد تخديره إلى قرية عين التينة البقاعية حيث كان يملك مقرا في مغارة على تخوم القرية مجهز بسجن وكان الهدف من نقل رون اراد وإخفاءه هناك من قبل مراد هو تحقيق مفاوضات مثمرة مع الإيرانيين لكي يبادلهم أراد بالتمويل والتسليح.
قتل مراد في هجوم صاروخي على المبنى الذي يقيم فيه في بيروت بعد ذلك بأسابيع ولم يكن يعرف أين اخفى حراسه أراد إلا وسبعة من رجاله الخلص .
لكنهم قتلوا جميعا في القرية التي ظلوا يقاتلون فيها حتى دمرها الجيش الإسرائيلي نهائيا. ودخلها ليكمل تفجير البيوت بيتا بيتا ولم يكن يعرف أفراد وحدة أيغوز أنهم بقتلهم لرجال أمل المؤمنة في القرية إنما قتلوا السر معهم والمتعلق بمكان دفن جثة أراد.
الوثيقة الإيرانية تؤكد بأن محمد مراد إرتكب خطأ فادحا بوضعه أراد في منطقة عمليات عسكرية معتقدا أنه بذلك إنما يخفي رون أراد عن عيون منافسيه الشيعة من مسؤولي أمل المؤمنة وأمل الأصلية التابعه لنبيه بري وحزب الله وبالتأكيد هو لم يكن يأمل بأن يأخذ منه حزب الله كنزه الثمين لهذا وضعه في مكان لا يخطر على بال أحد وإلا فكيف يمكن توقع أن يتواجد رون أراد في اقرب نقطة إلى تواجد الجيش الإسرائيلي؟
خدعة مكانية أرادها محمد مراد طريقا لصفقة رابحة مع الإيرانيين ولكن حظه السيء أو قل حظ رون أراد جعله يقتل وأراد في شهر واحد ليقتل بعد أراد بأربع وعشرين ساعة كل من يعرف بمكان دفنه في عين التينة.
الجريمة التي أرتكبتها الأجهزة الإسرائيلية تتمثل بعلمها بهذه القصة الموثقة من وقت طويل ومع ذلك أبقت عائلة رون في العتمة واليأس والقلق لماذا؟؟
لأن رون أراد وتحديد مصيره شكلا كنزا معلوماتيا للموساد، فهو كما كل الأجهزة وبحجة الحصول على جائزة مالية وضعتها دولة إسرائيل لمن يدلي بمعلومات عن مصير أراد ، قام الآلاف من اللبنانيين من كافة المستويات الإجتماعية ومنهم سياسيين وعسكريين بالإتصال بإسرائيل لتقديم معلومات زعموا أنها حقيقة عن مصير اراد، كان بعضها مختلق والبعض القليل جدا منها له علاقة بظروف إعتقال اراد في سجن أمل المركزي في حارة حريك وفي كلتا الحالتين إستغل الأمن الإسرائيلي بكافة فروعه إتصال تلك المجموعات اللبنانية وجند من يصلح منهم للعمل كجواسيس ومخبرين له . وكان تحديد مصير أراد من قبل الحكومة الإسرائيلية وجيش الدفاع سيعني فقدان كم هائل من فرص تجنيد العملاء الجدد في لبنان، لهذا فهي لم تخفي مصيره عن عائلته فقط، بل إستغلته بأبشع صورة حين نشرت في صحف لبنانية وعالمية وفي مواقع الأنترنيت خبرا يناشد تقديم معلومات عن رون أراد في مقابل جائزة تم رفعها إلى عشرة ملايين دولار أميركي ، وتم إنشاء منظمة وهمية كغطاء في لندن ونشرت أرقامها ومعلومات عن كيفية الإتصال بها أي بالموساد في صحيفة النهار اللبنانية كإعلان مدفوع من منظمة إنسانية، كما أرسل الموساد رسائل شخصية لألاف اللبنانيين المختارين بعناية من لندن إلى لبنان عبر البريد اللبناني الرسمي .
إن كانت الصهيونية قد شكلت علامة فارقة في جرائمها ضد الأغيار من مختلف الأمم والشعوب فأن جرائمها ضد الشعب اليهودي بحجج الحفاظ عليه هي جرائم أكبر وأكثر بشاعة وقصة رون أراد واحدة منها. فالنظام العنصري القائم على كراهية الآخر إنتقلت كراهيته لأبناء جلدته فإستغل التعاطف اليهودي مع عائلة رون أراد لتجنيد آلاف اليهود حول العالم في خدمة قضية اراد في الظاهر ولكن لتعبئتهم في خدمة الموساد ونشاطه الدولي.
رون اراد:
تاريخ الولادة : 5 من مايو 1958
مكان الولادة : إسرائيل.
الوالدان: دوف & باتيا ( متوفيان)
الزوجة : تامي
الأولاد : فتاة واحدة تدعى يوفال.
تاريخ الوقوع في الأسر: 16 أكتوبر 1986
آخر إتصال جرى معه : أكتوبر1987