آخر الأخبار

السفير واكفيلد: فشلت في معرفة ماذا يريد قادة الموارنة

وثيقة رقم: 74
* التاريخ:4 يوليو 1977

* من: السفير بيتر واكفيلد، بيروت.

ـ إلى: مستر دبليو. آر. تومكيز، إدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، الخارجية، لندن، سري للغاية.

* الموضوع: محادثات يوم 3 يوليو 1977 .

عزيزي: روجرز 1/ شارل مالك دعاني لعشاء الليلة الماضية والضيوف الآخرون كانوا عائلة الجميل، الشيخ بيار وأمين وبشير وعميدان من الجامعة الأميركية في بيروت، سمير تابت وإيلي سالم.

2/3/4/ (الفقرات في معظمها إعادة لآراء آل الجميل في القضايا الداخلية الجارية، ولذلك رأينا أن نفرد زاوية طريفة جدا في الوثيقة وقد حملتها فقرتاها الأخيرتان .. والإيضاح من الشرق الأوسط).

5/ فشلت كليا في الخروج من الشيخ بيار بأي نوع من البرامج يملكونه في أذهانهم أو أي دور على العالم الغربي أن يلعبه. وكانت كل الأجوبة في عداد العموميات، ولكن وفيما نحن ننزل من السلالم مغادرين، قال لي بشير الجميل: نحن نعرف ما نريد وحين يجيء الوقت سنخبرك.

6/ في هذه الأثناء، تعرضت السيدات، واللائي كن جالسات في الخارج لهجمات متطرفة أكثر، وزوجة الشيخ بيار ذات الشعر الفضي، والتي كانت تبدو دائما رزينة في ثياب الحداد، أظهرت نفسها بأنها أسرع من زوجها. والهدف الأساسي للهجوم لم يكن بأية حال ضدنا، ولكن ضد الجامعة الأميركية في بيروت. وكما تعرف هناك معركة كبرى بين الموارنة لتأسيس فروع للجامعات اللبنانية والأميركية على أراضيهم. وقد ظل..... (كلمة ساقطة من عمليات التصوير والإيضاح من الشرق الأوسط) يدير فرعا صغيرا في الأشرفية منذ بداية العام وقد مورس ضغط كثير، ضم تهديدات جسمانية، لاستدامة هذا الفرع من الجامعة وبنفس القدر فرع الجامعة اللبنانية.

7/ إحدى الحقائق التي هزتني هي الجهل بالعالم الخارجي . وعلى سبيل المثال، ففي الليلة الماضية أشارت السيدة مارستون الى شارل مالك بأن بريطانيا في طريقها لأن تكون مكتفية ذاتيا من النفط. وقد أدهشه ذلك بصورة عظيمة فهرع لي وللشيخ بيار مصطحبا ضوضاء ليقول لنا أن بريطانيا ستكون في وضع الآن لأن تأخذ القيادة في مساعدة لبنان بعد أن تمكنت من الهروب من ضغوط النفط العربي، فشكل ذلك دهشة كلية للشيخ بيار، فسألني أين تمكنا من إيجاد بعض النفط.

* توقيع ـ ربيتر واكفيلد ـ السفير ـ بيروت.

* البنود السرية الثلاثة لاتفاق شتورا مع الفلسطينيين

* الرئيس سركيس : عندما تتدهور العلاقات السورية ـ الفلسطينية تصبح العلاقات اللبنانية ـ الفلسطينية محفونة بالمخاطر

* وثيقة رقم:23

* التاريخ:12 سبتمبر 1977

* من: السفير بيتر واكفيلد.

ـ إلى: الخارجية، عاجل وسري للغاية.

الموضوع: اتفاقية شتورا: 1/ أعطاني الرئيس (الإشارة للرئيس اللبناني سركيس والإيضاح من «الشرق الأوسط») هذا الصباح أول تفسير تلقيته عن الخطط الحالية للمرحلة الثالثة من اتفاقية شتورا في الجنوب، وسأكون ممتنا إذا ما احترمنا السرية التي خصنا بها، وبخاصة في ضوء الحساسيات الأميركية في المفاوضات الحالية. قال الرئيس إن اتفاقية قد تم التوصل إليها مع الفلسطينيين حول الآتي:

(1) يتم سحب كل الفلسطينيين المسلحين في القطاع الغربي من الجنوب من خط في قرية رميش والى الشمال منه.

(2) يسمح بـ 250 فلسطينيا مسلحا في القطاع الأوسط من الجنوب من رميش والى المنطقة التي تتجه فيها الحدود مع إسرائيل شمالا. وهو يعتقد أنه ربما يكون في واقع الأمر أقل من 250 متبقين هناك وسيتم سحبهم لعدة كيلومترات للوراء من الحدود، وهذا يعني أن منطقة بنت جبيل ستكون خالية من الفلسطينيين.

(3) سيكون هناك وجود فلسطيني مسلح في العرقوب، والفلسطينيون أنفسهم عصبيون تجاه هذه المنطقة لأنهم مسيطر عليهم من الإسرائيليين في منحدرات جبل الشيخ, وقد قام الإسرائيليون ببناء طريق في تلك المنطقة. 2/ سألت سركيس عن الجهة التي سيذهب إليها المسلحون الفلسطينيون. قال إنهم إما أن يذهبوا الى المخيمات حول صيدا أو قد يعودون إلى سورية في حالة الأعضاء المتبقين من جيش التحرير الفلسطيني. قلت إن هذه خطة طموحة، إذا تم أخذ صيدا منهم، فسيكون معتمدين بدرجة عالية على الإمدادات من سورية، فهل لديه ثقة في أن ينفذ الفلسطينيون هذه الخطة؟ قال إن نذر الفأل جيدة حاليا، ولكن ليس بوسع أحد أن يقدر المصير، وسيعتمد الأمر كثيرا على العلاقات بين الفلسطينيين والسوريين، فقد وصلوا إلى مساومة موقوتة وعلاقاتهم في الوقت الحالي جيدة، وهذا يعني أن التحكم فيهم أكثر الآن في لبنان، وعندما تتدهور العلاقات السورية ـ الفلسطينية تصبح العلاقات اللبنانية ـ الفلسطينية محفوفة بالمخاطر.

3/ وواصل سركيس ليقول: والسؤال المتبقي يتعلق بما إذا كانت إسرائيل ستتقبل الاتفاقية. قلت: إنني أتخيل أن أحد مطالب إسرائيل سيكون إيقاف الغارات الفلسطينية عبر الحدود. قال سركيس إنه من الصعب سياسيا بالنسبة للفلسطينيين أن يقدموا تعهدا علنيا من هذا النوع، ولكنه يمكن أن يحيطني، بصورة سرية جدا، أنهم قد وافقوا على معادلة مع الفلسطينيين بأن يتعهدوا بألا يزعجوا الجنوب. وهذا، وبالتضمين، يعني سلوكا جيدا على الحدود، فيما لا يزال هناك عدم الإجابة من الإسرائيليين.

سألته عما يمكن أن يفعله الإسرائيليون إذا لم يكونوا على اتفاق كامل مع الخطة. قال إن بوسعهم أن يصنعوا مشاكل في كل لبنان، وبالتالي يزعزعون أوضاع الجنوب لحد لا يستطيع معه المخاطرة بإرسال القوات اللبنانية بغصنها الغض إلى المنطقة، ولديه فقط 1200 عنصر في القوات الطائفية المختلطة لاستخدامهم في الجنوب. وسيقومون بتأسيس مراكز وبعض نقاط الحراسة، ولكن وضعهم سيكون محفوفا بالمخاطر. أما بالنسبة للأميركيين، فهم أنفسهم عصبيون من الوضع في الجنوب، واقتنعوا بقيمة الخطة ويعملون بقوة للإيتاء بتفاهم مع إسرائيل. ولا يعلم ماذا ستكون الخطوة التالية إذا لم يستطع الأميركيون حث إسرائيل على قبول الخطة.

4/ قلت له: إنني أتخيل أنه مصمم على تهدئة الجنوب قبل الاتجاه إلى موضوع المصالحة السياسية في البلاد ككل. قال إنه لا يملك بديلا بما أن الجبهة اللبنانية (الموارنة) رفضت مناقشة المستقبل السياسي للبلاد إلى أن يتم، على الأقل، احتواء الوجود الفلسطيني المسلح. ولدهشتي بدا أنه يعتقد أنه وما أن يتم إنجاز الخطة فالقضية السياسية يمكن تتبعها. في غضون ذلك قال إنه....... (كلمة ساقطة من عمليات التصوير والإيضاح من «الشرق الأوسط») على كل المشاكل الأساسية. وعلى سبيل المثال فلن يستطيع تسريع تشكيل الجيش إلى أن تصبح المصالحة الوطنية واقعا على الأرض. اغتنمت هذه الفرصة لأسأله عن أفكاره حول الجيش. أكد لي أنه مصمم على امتلاك وحدات طائفية مختلطة، وأنه لن يستمتع بأي من الأفكار التي وضعها أعضاء الجبهة اللبنانية لأجل وحدات مسيحية في المناطق المسيحية.. وهلم جرا.

5/ قال إن منطقة الشوف لا تزال متوترة، ومخيفة جدا، فسألته عما إذا كانت المسؤولية في الرسالة للمسيحيين، من الدروز، في الشهر الماضي واضحة. قال إنها كذلك، ولكنه لم يستطع بعد إيجاد أي حكم طائش كاف للقول بجملة في مثل هذه الحالة. ومرة أخرى، فلكل هذه الأمور أن تعيش انتظار المصالحة السياسية والمزيد من الأمن. أشرت الى أن هذه حلقة مفرغة أخرى، بما أنه، ومن غير نموذج لعقوبة قضائية قاسية لمعدي مثل هذه الأعمال، وقتل تال لها، فلن تكون هناك نهاية.

6/ أنهى الرئيس اللقاء بالقول إنه يأمل في لقاء مستر جد الأسبوع المقبل.

* توقيع : واكفيلد ـ السفير ـ بيروت

* أمين الجميل: الإسرائيليون يحلون مشكلة بخلق مشكلة ثانية أكبر

* قال للسفير البريطاني إنهم سمحوا لطموحاتهم أن تتفوق على وسائلهم

* وثيقة رقم: 103

* التاريخ: 21 سبتمبر 1977

* من: السفير بيتر واكفيلد، بيروت.

ـ إلى: مستر تيمبل إدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ـ الخارجية لندن، بصورة للقنصليات في بيروت وتل أبيب ودمشق، سري للغاية.

الموضوع: لقاء مع أمين الجميل 1/ مستر هانكوك وشخصي قابلنا صباح أمس الشيخ أمين الجميل في مكتب الكتائب بشرق بيروت، وبعد المجاملات بدأ بملاحظة قاتمة ليخبرنا بمقتل أحد القضاة البارزين قبل ساعات قليلة في الشمال، واعتذر بكونه كان مشغولا بتلك القضية ولكنه علق بالقول إن رجاله ماضون في محاكمة القتلة. وقال إن أحداثا كهذه تحدث يوميا وأنها بلا شك محاولات من عناصر الجناح اليساري للتقليل من مسيرة السلام الهش في لبنان (لم يكن من الواضح في هذه اللحظة من التحدث ما إذا كان يجيّر نجاحا لليساريين في هذه المحاولات، ولكنه لاحقا بدا متفائلا بصورة ملحوظة). (وقد نشرت صحف الصباح هذه القصة في الصفحات الأولى). والرجل القتيل كان هو م. ج. باخوس، رئيس محكمة الاستئناف بالشمال فيما وقعت حادثة الاغتيال في زحلة، ومن الرائج أن دوافع القاتل كانت بسبب عقوبات أجازها القاضي مع نهاية المشاكل.

الأوضاع في الجنوب:

2/ اتفقنا على أن هذه هي المشكلة التي تعلو على ما عداها وأنها هي التي دفعت بتطبيق المرحلة الثالثة من اتفاقية شتورا لتكون الخلفية. قال بوضوح ظاهر أنه ليس متأكدا كليا حول ما يجري في الجنوب. وقد هاجمت القوات المسيحية التي تعمل باسم المجموعات المارونية معاقل فلسطينية، ولكن علينا أن لا نفترض من تقارير كهذه أن المسيحيين يعملون تحت توجيه أو إدارة من الكتائب أو قادة حزب الوطنيين الأحرار في بيروت. فكل المنطقة قد أصبحت في الحقيقة مقاطعة تنفذ فيها إسرائيل بحرية سياساتها. بل أن هناك حاكما إسرائيليا في المنطقة (رغم أنه متستر باسم مستعار)، وأن الإسرائيليين هم الذين يمولون ويقررون النشاطات العسكرية الجارية باسم المسيحيين. ومن الواضح أن الإسرائيليين قد وجدوا أن من مصلحتهم أن يزيدوا من الضغوط في الأيام الأخيرة.

3/ وما هي دوافع الإسرائيليين؟ في هذه النقطة أصبح أمين الجميل فلسفيا وقال ببعض الملاحظات المتوغلة حول سياسات إسرائيل على المدى الزمني الطويل. فإسرائيل لا يمكنها أن تعيش في الحدود الموجودة الآن، وآفاقها أصبحت مغلقة في كل الاتجاهات عدا لبنان، وليس هناك تفسير عقلاني لإضرام النار الحالي.

وعلى المرء أن يفهم أن الإسرائيليين تقليديا وباستمرار:

(أ‌) سمحوا لطموحاتهم أن تتفوق على وسائلهم.

(ب‌) ويحلون مشكلة بخلق مشكلة ثانية أكبر.

وهناك أسباب عديدة تتعلق بلماذا لا تريد إسرائيل في الوقت الحالي سلاما في الجنوب، وبوسع إسرائيل، فوق كل ذلك، أن تجادل وبمبررات أنه وبما أن المرحلتين الأولى والثانية من اتفاقية شتورا لم يطبقا، فمن السذاجة الرسو على مركب الثالثة، ولكن ليس هناك توضيح حول لماذا تريد إسرائيل المزيد من الحرب.

* المصالحة:

4/ برغم نظرته القاتمة لما بين العرب وإسرائيل، من المدهش (بالنسبة لي) أنه إيجابي في شأن المصالحة بين الأطراف اللبنانية. وقد أكد في مناسبات عدة أن مشاكل لبنان يمكن أن تحل بواسطة اللبنانيين، وأن كل الأطراف اللبنانية متعرفة على الخطر الذي يمثله الوجود الفلسطيني الغريب بينهم. وفي هذا الجانب فهو بلا شكاوى من السياسة السورية، فالسوريون أيضا قد وصلوا إلى نفس الاستنتاجات. حركناه الى (الجبهة الوطنية العريضة) أي (التحالف الذي رسم أخيرا بين وليد جنبلاط والبعث السوري اللبناني)، علق بالقول إنه، وعلى الأقل، فالأطراف في الاتفاق لبنانية، برغم أن الحاجة للسوريين تمت كقابلة أو داية. وهو شخصيا على خلاف دائم مع وليد جنبلاط، بل حتى آل شمعون، وقال في سرية حادة، أنه وضع مقترح الحزب الاشتراكي التقدمي وأنه يعجل باجتماع بين وليد وأحد أبناء شمعون خلال الشهر المقبل.

5/ قال، في إجابة على سؤال، إن الجانب المسيحي ليس سلبيا في آفاق المصالحة، ولا هم ببساطة قانعون بترك المبادرات للآخرين، والاتصالات جارية. وعلق بالقول إنه يحمل احتراما عاليا لصائب سلام (وفي غير ما إشارة، على أية حال، أوحى شيخ أمين أن هذه الاتصالات تقدم في حقيقة الأمر نتائج). وقد شدد على نقطة واحدة بقوة: لا مجال لأي أعادة تجميع وطني لليساريين (أي المرابطون والشيوعيين).

6/ لم نشأ أن ندير شيخ أمين، أو أن المتصور أنه لم يحدث تنويره بعد، بنتائج زيارة آل شمعون لدمشق في عطلة نهاية الأسبوع.

*المملكة المتحدة:

7/ عبر في مناسبات عديدة عن مشاعر دافئة، وبالتأكيد جادة، تجاه السفارة والمملكة المتحدة، وعلى جانب ذلك، علق بالقول، بإنه وبما أن اللبنانيين سيعودون الى حل مشاكلهم الخاصة، فأي وسيط أفضل من البريطانيين الذين غذوا الاتفاقية الوحيدة الدائمة والناجحة بين اللبنانيين عام 1943، وهنا توجد فرصة للدبلوماسية البريطانية، وتصريحاته، وتلك التي لوالده، بأن على لبنان العودة الى اتفاقيات 1943، سياسة كتائبية صلبة.

8/ أمين الجميل قال أيضا إنه سيرحب باتصالات أكثر في أمور أخرى غير السياسية، وشكر مستر هانكوك على تقرير خبراء المجاري وقال إن هناك مجالا واسعا للتعاون في مجالات إعادة الإعمار الأخرى. والمشاكل في الجانب المسيحي ضخمة، وفي تلك اللحظة كان يعطي الأسبقية للصحة وهو يفحص الإمكانيات لجهة عيادات صغيرة وذاتية المحتوى في مجالات الطب وطب الأسنان والتي يمكن أن تعمل في المناطق الأكثر بعدا عن مناطق النزاع ، وإذا كان لبريطانيا بعض شيء يمكن أن تعرضه، فسيكون مهتما. وحول افتتاحياته الروتينية، فهو يفك ارتباطه بصورة متقدمة بصحيفة «لو ريفيل»، ولكن أراد منا أن نبقي في الذهن أن للصحيفة شهية لا تشبع تجاه أي مادة يمكننا أن نرسلها عن بريطانيا.

* توقيع : بيتر واكفيلد ـ السفير ـ بيروت