. سبق وأن نوه إلى هذا الأمر بإحدى صحفنا المحلية على نحو خاطف. وما زال الأمر ضائعا في دهاليز بلدية جبلة ينتظر من ينتشله من غياهب النسيان. إليكم البرنامج كما ورد لدى اليونسكو.
برنامج المدن الساحلية التاريخية الصغيرة
وصف موجز للبرنامج موضع التقييم ومعلومات أساسية عنه
- المدن الساحلية التاريخية الصغيرة: بدأ تنفيذ المبادرة الخاصة بالمدن الساحلية التاريخية الصغيرة في عام 1996 في إطار برنامج المناطق الساحلية والجزر الصغيرة القائم على التعاون بين القطاعات. وكان الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو الترويج، في صفوف واضعي السياسات الحكومية، لمبادئ نهج متكامل لتحقيق التنمية الاجتماعية والحضرية المستدامة في المدن التاريخية الصغيرة والمتوسطة الحجم الواقعة في المناطق الساحلية بجنوبي شرقي أوروبا وحوض البحر المتوسط. وقد نشأت المبادرة خلال اجتماع لمجموعة من الخبراء انعقد في مالمو سنة 1996، ودعت إليه اليونسكو أخصائيين في الانثروبولوجيا، والهيدرولوجيا، والعلوم الاجتماعية، والهندسة المعمارية، وتخصصات أخرى، لتشاطر خبراتهم، وللإسهام في الجهود المبذولة من أجل منع أو وقف تدهور أحوال المدن في هذه المناطق. وتستند هذه المبادرة إلى البحوث التي أجراها قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية بشأن الهجرة من الأرياف إلى المناطق الحضرية في البلدان العربية. وهي تراعي الأولويات التي حددها قطاع العلوم في اليونسكو بشأن الإدارة المستدامة لموارد المياه العذبة والتنمية المستدامة للمناطق الساحلية. وكانت مبادرة المدن الساحلية التاريخية الصغيرة بمثابة شبكة مشتركة بين القطاعات شارك فيها برنامج إدارة التحولات الاجتماعية (موست)، والبرنامج الهيدرولوجي الدولي (بهد)، وبرنامج المناطق الساحلية والجزر الصغيرة، بالتعاون مع مكاتب اليونسكو الميدانية في بيروت والرباط وتونس (وقد أغلق هذا المكتب في ديسمبر/كانون الأول 2001) والبندقية. وقد وفر برنامج المناطق الساحلية والجزر الصغيرة إطاراً لجهود العديد من أفرقة العمل القائمة بتنفيذ المبادرة.
- أنشطة اليونسكو: منذ عام 1996، تم تعزيز جهود اليونسكو المشتركة بين القطاعات والرامية إلى دعم البيئة والتنمية في المناطق الساحلية: ففي عام 1996، استهل المؤتمر العام برنامج المناطق الساحلية والجزر الصغيرة القائم على التعاون بين القطاعات من أجل توطيد ودعم مختلف المبادرات المشتركة بين القطاعات. وقد ركّز هذا البرنامج، ضمن أمور أخرى، على ما يلي: تنفيذ برنامج لتقديم المساعدة التقنية وتبادل الخبرات فيما بين المدن الساحلية؛ والترويج لاستخدام نهج مشترك في صفوف مختلف مجموعات الخبراء الذين يقومون بدور فعّال في تنمية المدن الساحلية؛ وزيادة توعية السكان المحليين ودعم مشاركتهم؛ وتحديد المناطق التي تحتاج إلى تدخل سريع ووضع خرائط لها؛ وإجراء دراسات الحالات التي من شأنها أن تساعد على تحسين الأساليب المستخدمة في تنفيذ المشروع وتقييم تأثيره. وقد تناولت دراسات الحالات الخمس الأولى التي أجريت في إطار مبادرة المدن الساحلية التاريخية الصغيرة مدن الصويرة بالمغرب (1997)، وأوميسالي بكرواتيا (1998)، والمهدية بتونس (1999)، وصيدا بلبنان (2001)، وجبلة بسوريا (2003). وقد تم اختيار هذه المدن بناءً على الطلبات الرسمية التي قدمتها الدول الأعضاء.
- عملية التقييم: بدأ تنفيذ عملية التقييم بمبادرة من برنامج موست من أجل تعزيز عملية التقييم العام الجارية، وتحديد التوجهات الجديدة للمرحلة الثانية من برنامج موست (2004-2009). وكان الهدف الإجمالي من إجراء التقييم هو قياس مدى تأثير مبادرة المدن الساحلية التاريخية الصغيرة على التنمية الحضرية في المدن الرائدة الخمس، وتحديد الدروس المستفادة بغية كفالة الاستدامة وتكرار التجربة بعد ذلك في مناطق أخرى. وقد أجُريت عملية التقييم على مرحلتين: ففي المقام الأول، أصدر المقيّم تقريراً أولياً استناداً إلى دراسة للوثائق الخاصة بمبادرة المدن الساحلية التاريخية الصغيرة وإلى اللقاءات التي أجراها مع أصحاب الشأن في ثلاث من المدن الرائدة الخمس (الصويرة والمهدية وأوميسالي) ومع موظفين في اليونسكو. وفي المقام الثاني، نظمت اليونسكو اجتماعاً لجميع الشركاء، بمن فيهم رؤساء البلديات، والخبراء الوطنيون والدوليون، وممثلو المنظمات غير الحكومية، وذلك في الصويرة بالمغرب، أولى المدن الرائدة. وأثناء هذا الاجتماع، قدم المقيّم مشروع تقرير التقييم، وحصل على مدخلات إضافية تضمنت رأي الأطراف المعنية في مشروع التقرير، وتوصيات بشأن توجه المبادرة في المستقبل.
أهم الاستنتاجات (الدروس والصعوبات)
- أتاح التقييم الوقوف على عدة إنجازات حققتها اليونسكو في إطار تنفيذ المبادرة، كان من بينها ما يلي:
(أ) هذه المبادرة هي الأولى من نوعها في اليونسكو: بدأ تنفيذ مبادرة المدن الساحلية التاريخية الصغيرة في عام 1996، وأصبحت المبادرة بذلك نموذجاً مبكراً للمبادرات المستعرضة والمشتركة بين القطاعات في اليونسكو.
(ب) خلاصة الخصائص: تمّ إعداد خلاصة بالخصائص التي تتسم بها المدن الخمس. ويأتي في عداد هذه الخصائص ما يلي: (1) الأخطار التي تهدد توفير المياه النقية ومرافق الصرف الصحي على أسس مستدامة؛ (2) وتفاقم عدم استقرار خطوط السواحل؛ (3) وخراب التراث الأثرى وضياع التراث الاجتماعي الثقافي للمدينة؛ (4) وطغيان الزحف العمراني على الأراضي الساحلية والمناطق الطبيعية؛ (5) وزوال الأنشطة التقليدية والحرفية؛ (6) واكتظاظ المراكز التاريخية للمدن بالسكان نتيجة لموجات الهجرة الريفية، وهروب الشباب إلى العواصم الإقليمية. وقد شكّلت هذه الخلاصة أداة ناجعة لاسترعاء انتباه أصحاب القرار المحليين إلى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية المتعلقة بالتنمية الحضرية، وإلى ضرورة القيام بوضع نُهج متعددة التخصصات لمواجهة المشكلات التي تطرحها التنمية الحضرية في مدنهم.
(جـ) نظرة جديدة إلى التنمية الحضرية: إن المشاركة الملحوظة للخبراء الدوليين الرفيعي المستوى في الاجتماعات التي نظمتها مبادرة المدن الساحلية التاريخية الصغيرة قد أدت إلى مناقشة مختلف خطط التنمية الحضرية باستفاضة، وانتقادها استناداً في المقام الأول إلى نتائج البحث العلمي. وعليه، أصبحت تلك القضايا مطروحة للنقاش العام داخل البلديات وكان ذلك من العوامل التي أدت إلى إعادة صياغة، أو إلغاء، عدة مشروعات للتنمية الحضرية كان من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم تدهور الأوضاع في المدن المعنية.
(د) بعض النتائج على صعيد البلدان الرائدة: تشمل النتائج المحققة على صعيد البلدان الرائدة ما يلي: (1) في المهدية بتونس غيّرت السلطات المحلية موقع مشروع لإنشاء ميناء لليخوت كان يعتزم تنفيذه بالقرب من الميناء البوني. وقد اعُتبر ذلك أول الإجراءات الهامة التي تنم عن الاهتمام بالحفاظ على التراث الثقافي؛(2) وفي أوميسالي بكرواتيا نجحت الجهود الرامية إلى إدراج أعمال التنقيب والترميم الأثري لكنيسة فولفينيوم في الخطة الحضرية الرئيسية العامة؛ (3) وفي صيدا بلبنان، شرعت السلطات المحلية والإقليمية في تنفيذ العديد من المبادرات المتصلة بإعادة تطوير الساحل بالقرب من المدينة القديمة، وإعادة تصميم المناطق الحضرية المطلة على الشاطئ؛ (4) وفي جبلة بسوريا، زاد الآن الوعي بقيمة الأطلال الأثرية التي يرجع تاريخها إلى العهد اليوناني والروماني والبيزنطي والعثماني، وبالقيمة البيئية لساحل البحر؛ (5) وفي الصويرة بالمغرب، قامت السلطات الوطنية والإقليمية بدعم الجهود التي بذلتها البلدية لتنفيذ بعض توصيات اليونسكو الرئيسية فيما يتعلق بفتح المطار ووضع خطة للحفاظ على المدينة القديمة، ومذاك تم إدراج المدينة القديمة على قائمة التراث العالمي.
(هـ) الشراكات في إطار مبادرة المدن الساحلية التاريخية الصغيرة: أقّر تقرير التقييم بأن نوعية الشراكات المبرمة في إطار مبادرة المدن الساحلية التاريخية الصغيرة قد تحسنت بشكل ملحوظ مع التقدم في تنفيذ المبادرة على مر السنوات. ففي البداية، كانت الجامعات الأوروبية هي التي تضطلع بعمليات التشخيص والتحليل، ولكن بعد ذلك تعاونت الجامعات الأوروبية والمحلية والمنظمات غير الحكومية في القيام بعدة دراسات ومبادرات في مجال التنمية الحضرية. ويذكر من الأمثلة على ذلك ما يلي: (1) بالتشارك مع كليتي العمارة في نانت وتونس، تولت منظمة غير حكومية محلية مسؤولية تشغيل البيت المختبر الذي ساعد على إحياء المعارف التقليدية وكفالة نقلها إلى سكان المدينة، (2) وتعاونت الجامعات الأوربية، بما في ذلك كلية العمارة بزغرب في كرواتيا، في تنفيذ المشروع الرائد في أوميسالي وفقاً لأسلوب متعدد التخصصات.
يتبع...جزء ثاني