* اثينا عام 399 قبل الميلاد
(( يجب إنهاء الحياة بكلمات سعيدة ))
آخر عبارة تلفّظ بها فيلسوف الإغريقي الكبير سقراط قبل
ان يتجرّع كأس السم تنفيذاً لحكم الإعدام الذي أصدرته بحقه في ذالك الوقت هيئة
محلفين من الشعب .. قوامها 501 مواطن أثيني .
واغرب ما في حكم الإعدام أنه اتٌخذ بأكثرية ضئيلة جداً , إذ صوّت معه 251 محلفاً في حين ضده
( أي ضد حكم إعدام سقراط ) 250 محلفاً .
وسـيـق الفيلسوف الكبير صبيحة هذا اليوم من سجـنـه إلى حيث جرت محاكمته مكـبـّلاً
بالسلاسل.
وبعد أن تلي الحكم بإعدامه وطُلب إليه تجرُّع كأس السم بدا سقراط في غاية الهدوء فلم
تظهر عليه ..آثار الخوف من الموت . لكن أغرب ما صدر عن الفيلسوف اليوناني أنه
طلب ان يغتسل ..قبل إعدامه..
كي يوفِّــر على النساء مشقِّة غسل جثّته بعد مماته .
وفور تجرُّعه السم راح سقراط يتمشى
أمام تلامذته حتى بدأت ساقاه تتخدّران فأستلقى على أريكة ,
وإذ أخذ بعض تلامذته بالنحيب عليه ( زجرهم )
بقوله :
(( إن كنت قد أبعدت النساء عن حضور إعدامي فلكي أتجنب سماع البكاء , يجب إنهاء الحياة بكلمات سعيدة )) .
عاش سقراط 71 سنة وتحدّر من ابوين عاميين : الام قابلة والأب نحّاة حجارة .
لم يكن سقراط ميالاً للكتابة والتأليف بل ظل يفضِّل أسلوب التعليم الشفهي ,
لذا أطلق عليه لقب (( الصعلوك الثرثار ))
وسمِّيت طريقته في التعليم ودرس الأمور بــ (( الجدلية ))
التي تعتمد على مراحل ثلاثاً :
1طرح الموضوع
2 الرأي المعاكس
3 استخلاص الحل