[img]http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/44903000/gif/_44903179_south_osset...يسعى أهالي أوسيتا الجنوبية للارتباط بإخوانهم في الشمالية
تصاعد التوتر بين جورجيا وإقليمها الإنفصالي أوسيتيا الجنوبية ليندلع قتالا شرسا.
وتحاول الإدارة الانفصالية في أوسيتا الجنوبية تحقيق الاستقلال رسميا منذ إعلان انفصالها في حرب أهلية في التسعينات من القرن الماضي.
وتحتفظ روسيا ببعض قواتها في المنطقة كقوات حفظ سلام، إلا أن موسكو تؤيد الانفصاليين.
ما هو وضع اوسيتيا الجنوبية؟
تدير أوسيتا الجنوبية شؤونها الخاصة منذ حربها لتحقيق الاستقلال عن جورجيا في 1991-1992، عقب انهيار الاتحاد السوفييتي.
وأعلن الإقليم استقلاله عن جورجيا، إلا أنه لم تعترف أي دولة أخرى بذلك.
وتعهد الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي بإعادة أوسيتا الجنوبية وإقليم أبخازيا الانفصالي الآخر تحت سيطرة جورجيا ثانية.
لماذا يريد مواطنو أوسيتيا الجنوبية الانفصال؟
مواطنو أوسيتيا الجنوبية جماعة عرقية مميزة تنحدر أصلا من السهول الروسية جنوب نهر دون.
في القرن الثالث عشر دفعت بهم موجات المغول جنوبا نحو جبال القوقاز فاستقروا على الحدود مع جورجيا.
ويريد هؤلاء الارتباط بإخوانهم في أوسيتيا الشمالية، وهي جمهورية تخضع للحكم الذاتي داخل الاتحاد الروسي.
ويشكل الجورجيون الأصليون أقلية داخل أوسيتا الجنوبية، فهم أقل من ثلث السكان.
إلا أن جورجيا ترفض حتى اسم أوسيتيا الجنوبية فتفضل إستخدام اسمها القديم ساماشبلو أو تشيكنفالي وهو اسم أكبر مدينة فيها.
وتصاعد التوتر منذ انتخاب الرئيس ساكاشفيلي عام 2004.
وقد عرض الرئيس الجورجي على الإقليم الحوار والحكم الذاتي داخل دولة جورجية واحدة، لكن في عام 2006 صوت المواطنون في الإقليم في استفتاء غير رسمي للتشديد على مطالبهم بتحقيق الاستقلال التام.
وكان إعلان حلف شمال الأطلسي (الناتو) في نيسان/إبريل عام 2008 السماح لجورجيا بالانضمام للحلف قد أثار غضب روسيا التي تعارض تمدد الحلف شرقا، وبعد هذا الإعلان بأسابيع عززت روسيا علاقاتها مع الانفصاليين في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
جورجيا تقول إن الهجوم يهدف إلى إعادة الأوضاع الدستورية إلى أوسيتيا الجنوبية
وفي تموز/يوليو اعترفت روسيا بأن طائراتها المقاتلة دخلت المجال الجوي الجورجي فوق أوسيتا الجنوبية "كرسالة لتبليسي". وتصاعدت الاشتباكات المتفرقة حتى قتل ستة أشخاص بسبب القصف الجورجي، وانهارت بسرعة محاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
هل يمكن أن تتورط روسيا مباشرة في الحرب؟
تصر روسيا على أنها تقوم فقط بمهمة حفظ السلام في أوسيتا الجنوبية رافضة الاتهامات الجورجية بأنها تزود الانفصاليين بالأسلحة.
غير أنها تعهدت بحماية مواطنيها في أوسيتا الجنوبية، وهناك الكثير منهم. ويقال إن أكثر من نصف سكان الإقليم الذي يبلغ تعداد سكانه 70 ألفا قد قبلوا عرضا من روسيا بالحصول على جوازات سفر روسية.
وقد ترى روسيا أن التدخل العسكري المحدود أقل خطورة من الاعتراف باستقلال أوسيتا الجنوبية، والذي قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة مع جورجيا.
ماذا عن علاقة جورجيا بحلف شمال الأطلسي؟
جعل الرئيس ساكاشفيلي عضوية حلف الناتو واحدا من أهم أهدافه. وتحتفظ جورجيا بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، وتسعى لتوثيق علاقاتها مع أوروبا الغربية.
وهناك من يعتقد أن شاكاشفيلي قد يكون يأمل في استدراج الناتو إلى نزاع مع موسكو جاعلا من تحالفه مع الحلف تحالفا رسميا.
إلا أن محللين يقولون إن من الصعب تخيل أن يسمح حلف الناتو لنفسه بالانزلاق في حرب مباشرة مع خصمه إبان الحرب الباردة بعدما تمكن من تفادي ذلك كل هذا الزمن.
----------------------------------------
جمهورية" اوسيتيا الجنوبية هي جزء من جورجيا، وتفصلها عن اوسيتيا الشمالية التي هي جزء من روسيا حدود مشتركة عبر اقليم القوقاز الذي يبلغ ارتفاع معظم أراضيه أكثر من ألف متر فوق سطح البحر.
ومعظم سكان اوسيتيا الجنوبية من اثنية الاوسيتيين الذين يتحدثون لغة تنتمي تاريخياً إلى اللغة الفارسية.
نظرة عامة
تصر جورجيا على أن لا مجال للمساومة في أن تكون اوسيتيا الجنوبية جزءاً من أراضيها، وتقاوم الانفصاليين الاوسيتيين بصلابة وتتجنب استخدام اسم "اوسيتيا الجنوبية" الذي ترى أنه يتضمن علاقات سياسية مع اوسيتيا الشمالية وبالتالي يشكل تهديداً لوحدة الأراضي الجورجية.
وترى جورجيا أن استخدام كلمة "الشمالية" في التعريف بـ "اوسيتيا الشمالية" أمر مضلل، ووفقاً لوجهة النظر الجورجية فإن هذا الإقليم هو كل اوسيتيا. وتفضل جورجيا استخدام الاسم التاريخي "ساماشابلو" أو الاسم الحديث للإقليم "تسخينفالي" للدلالة على اوسيتيا الجنوبية التي هي جزء من المحافظة الجورجية شيدا كارتي.
نظرة تاريخية
يعتقد أن الاوسيتيين هم أحفاد قبائل هاجرت للمنطقة من آسيا قبل مئات السنين واستقرت فيما يعرف الآن باوسيتيا الشمالية.
وعندما بدأت الأمبراطورية الروسية في التوسع في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، لم ينضم الاوسيتيين إلى بقية سكان شمال القوقاز لمقاومة الروس؛ بعضهم قاتل إلى جانب الروس في مواجهة جيرانهم الذين كانوا أعداء لهم لفترة طويلة، والبعض الآخر اتجه جنوباً عبر الجبال للفرار من القتال.
وتاريخياً كان للاوسيتيين علاقات جيدة مع الروس واعتبروا مواطنين موالين للامبراطورية الروسية ومن ثم للإتحاد السوفيتي الذي ساندوه عندما احتلت قوات البلشفيك روسيا في بداية العشرينات من القرن الماضي.
وكجزء من إعادة تشكيل المنطقة الذي اعقب تلك الاحداث، انشأ إقليم اوسيتيا الجنوبية المتمتع بحم ذاتي ضمن جورجيا واقليم اوسيتيا الشمالية في روسيا.
اندلاع العنف
ظل النزاع مستمراً منذ عام 1989
مع تراجع نفوذ الاتحاد السوفيتي السابق وبروز نجم القائد القومي الجورجي زياد قامساخورديا في تبليسي، عبرت اوسيتيا الجنوبية عن نزعتها الانفصالية عن جورجيا.
وأرسلت موسكو عام 1989 قوات عسكرية لحفظ الأمن في المنطقة بعد اندلاع مواجهات عنيفة بين الجورجيين والاوسيتيين في العاصمة تسخانفيلي، واندلع العنف مجدداً عام 1990 عندما أعلنت اوسيتيا رغبتها في الانفصال عن جورجيا.
ولم يقلل انهيار الاتحاد السوفيتي واستقلال جورجيا عام 1991 من رغبة الاوسيتيين في الإنفصال عن تبليسي، واستمر القتال المتقطع بين الجانبين حتى صيف عام 1992، عندما تم الاتفاق على نشر قوات حفظ سلام جورجية واوسيتية وروسية.
وتراجع نفوذ الانفصاليين قليلاً خلال حكم الرئيس ادوارد شفيرنادزة ، لكنهم عادوا إلى الواجهة مجدداً بعد وصول الرئيس الحالي ميخائيل سيكاشفيلي إلى الحكم والذي عبر سريعاً عن رغبته في إعادة الأقاليم المتمردة إلى سيطرة الدولة.
عرض سيكاشفيلي على الاوسيتيين الحوار والحكم الذاتي ضمن دولة جورجية واحدة، لكن ذلك كان أقل بكثير مما يطلبه الانفصاليون.
ولم يكن مفاجئاً أن يصوت الاوسيتيون بأغلبية ساحقة لتأييد الاستقلال عن جورجيا في استفتاء لم يعترف به في نوفمبر 2006، وفي استفتاء متزامن صوت الجورجيون في اوسيتيا الجنوبية للبقاء ضمن سلطة تبليسي.
ظلت أعمال العنف والاشتباكات المتقطعة حاضرة في الاقليم، ولا زالت روسيا تحتفظ بقوات لحفظ السلام هناك على الرغم من دعوة البرلمان الجورجي لاستبدالها بقوات دولية.
وتحتفظ روسيا بعلاقات قوية مع الانفصاليين الاوسيتيين الذين يرحبون بدعم موسكو، ومما يزيد من قلق جورجيا أن معظم الاوسيتيين الجنوبيين لديهم جوازات سفر روسية والروبل الروسي يستخدم هناك على نطاق واسع.
حقائق في سطور
الاقليم: اوسيتيا الجنوبية السكان: 70000 نسمة العاصمة: تسخانفيلي اللغات الرئيسية: الأوسيتية، الجورجية، الروسية الديانة الرئيسية: المسيحية العملة: الروبل الروسي، اللاري الجورجي
القادة:
الرئيس ادوارد كوكويتي. رجل أعمال وشيوعي سابق يحمل جنسية روسية. فاز في انتخابات 2001 غير المعترف بها، ومن ثم انتخابات 2006.
الإعلام:
تدير السلطات الاوسيتية خدمات التلفزة والبرامج من روسيا. الإعلام الخاص غير مسموح به، لكن إحدى الصحف الخاصة توزع بصورة غير منتظمة.
--------------------------------------
جورجيا: الجمهورية التي تقع بين قارتين
على حدود اوروبا وآسيا، تقع جمهورية جورجيا، التي يحدها من الغرب البحر الاسود ومن الجنوب ارمينيا واذربيجان ومن الشمال روسيا.
وبالرغم من أن مساحة أراضي جورجيا تبلغ 69 الفا و700 كلم مربع، فإنه لا يوجد في القسم الجنوبي من سلسلة جبال القوقاز على ارضها سوى 13 في المئة من السهول.
سكان جورجيا يبلغ عددهم 4.7 ملايين نسمة (2007) يقطن 47.7 في المئة منهم الارياف. وثمة اقليات ارمنية وروسية واذرية ويونانية ومن اوسيتيا وابخازيا.
وفي العاصمة تبيليسي، يقطن فيها 1.2 مليون نسمة.
يتبع أغلب سكانها الكنيسة المسيحية الارثوذكسية التي تتمتع بغالبية كبرى (84%) وهي تشكل ديانة الدولة. وثمة اقلية كاثوليكية يناهز تعدادها خمسين الف نسمة.
تاريخيا كانت جورجيا مملكة مسيحية يتنازعها الفرس والعثمانيون حتى ضمتها روسيا عام 1801. وبعد اعلان استقلالها عام 1918، احتل الجيش الاحمر جورجيا عام 1921 ثم باتت جزءا من الاتحاد السوفياتي.
رئيس الدولة هو ميخائيل ساكاشفيلي، الموالي للغرب.
ومنذ الاستقلال في 1991، انشقت عنها منطقتا اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وطالبتا بالانضمام الى روسيا وباتتا دولتين مستقلتين بحكم الامر الواقع. وتتهم جورجيا القوات الروسية بدعمهما.
سياسيا تخضع الحكومة الجورجية مباشرة للرئيس. ويراقب البرلمان عمل الحكومة ويمكنه طلب اقالة الرئيس.
رئيس الدولة هو ميخائيل ساكاشفيلي، الموالي للغرب.
تولى الرئاسة في كانون الثاني/يناير 2004 خلفا لادوارد شيفارنادزه وزير الخارجية السوفياتي السابق الذي حكم الجمهورية منذ 1992 واستقال تحت ضغط حركة شعبية عرفت باسم "ثورة الورود".
وقد اعيد انتخاب ساكاشفيلي في كانون الثاني/يناير الماضي.
اقتصاديا تعتبر جورجيا دولة زراعية حيث تصدر معظم ما تنتجه الى روسيا.
وفي تموز/يوليو 2006 تم تدشين انبوب النفط "بي تي سي"، باكو تبيليسي جيهان، الذي يربط اذربيجان بتركيا عبر جورجيا.
لم يحمل توجه جورجيا نحو الغرب الذي بدأه ساكاشفيلي ثماره بعد، ما تسبب بخيبات امل بين الناس. ويسود شعور بانعدام العدالة الاجتماعية، ولا تزال هناك نسبة كبيرة من الفقر.
تبلغ نسبة البطالة اكثر من 20 في المئة عام 2007 ويرى بعض الخبراء ان النسبة الفعلية تناهز خمسين في المئة.
يتكون الجيش من 11 الفا و320 جنديا.
وأخيرا فإن جورجيا عضو في مجلس اوروبا منذ اب/اغسطس 1999 وتأمل في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي. وثمة اتفاقات شراكة وتعاون وقعت مع الاتحاد الاوروبي عام 1996 ودخلت حيز التطبيق في تموز/يوليو 1999.