آخر الأخبار

الشاطئ "الشرعي "بمصر

[img]http://www.alarabiya.net/files/image/large_97976_54522.jpg[/img]
الشاطئ صار مقصدا للكثير من المحجبات

دفع انتشار الحجاب في مصر بالمستثمرين لابتكار وسائل مختلفة لتحقيق الربح المادي، مستفيدين من الإقبال المتنامي للأماكن المخصصة للنساء فقط.

ومن ذلك شاطئ "لا فام" الشرعي، المخصص للملتزمات دينيا، الذي تُبث فيه الأناشيد عوضا عن الأغاني، كما يمنع التقاط الصور داخله، حفاظا على خصوصية زبوناته.

يمتد هذا الشاطىء لمسافة 50 مترا، وسط حرص على إخفائه عن الأعين، وراء حواجز من أفرع النخيل، في مصيف مارينا الراقي، المقام على ساحل المتوسط منذ 4 سنوات.

في الصباح، وفيما تستعد أولى السابحات لتغيير ملابسهن وارتداء لباس بحر من قطعة واحدة، أو بيكيني من قطعتين، تنطلق فجأة الأناشيد الدينية من مكبر الصوت قبل أن تنتقل الوصلة الموسيقية إلى أشهر الأغاني الغربية وبعدها إلى أحدث الأغاني العربية.

ولا تبدو الاستفادة التجارية من هذا الشاطئ قليلة؛ إذ يكلف الراغبات مبلغ 75 جنيها (9 يورو) في الأيام العادية و85 جنيها في يومي عطلة نهاية الأسبوع، ويعدّ هذا المبلغ باهظا بالنسبة للمصري المتوسط، لكنه تافه بالنسبة لنساء الطبقة الثرية؛ حيث لا يضمن لهن احترام خصوصيتهن فحسب وإنما أيضا الاستمتاع بتدخين الشيشة والرقص من خلال مسابقات يومية للرقص الشرقي أو حتى إرضاع أطفالهن.

وتقول صفاء، وهي ستينية من سكان القاهرة، بينما تستلقي على كرسي طويل أمام البحر، "من وقت لوقت أستدير للنظر خلفي فلا أرى رجالا والحمد لله"، وتضيف "السير أمام الرجال بالمايوه حرام.. وفكرة تخصيص شاطئ للنساء فكرة
ممتازة".

على بعد أمتار، تقول مروة التي ارتدت فستانا أصفر قصيرا فوق المايوه، "بصفتي محجبة ليس أمامي خيار آخر سوى ارتداء لباس البحر الشرعي، لكنه ليس عمليا". وترتدي العديد من النساء المحجبات اللاتي يترددن على الشواطئ المختلطة "لباس البحر الشرعي" هذا، والذي يغطي الجسم كله.

إذا كانت مروة سعيدة بالتحرك بتلقائية وحرية بعيدا عن نظرات الشباب والرجال الفضولية، إلا أن هناك شيئا يثير أعصابها: قوارب الجيت سكي التي تمر من حين لآخر من على بعد، والتي يحاول ركابها الشباب اختلاس النظر لرؤية ما يحدث على شاطىء "لا فام".

اختلاس النظر إلى النساء هو بالتحديد ما دفع سارة الفتاة العشرينية إلى الهرب من الشواطئ المختلطة إلى هذا البلاج؛ حيث تستمتع بارتداء البيكيني، وتقول سارة "هنا لا نضطر إلى تحمل نظرات الرجال وهو الأمر غير المحتمل في الشواطئ المختلطة".

وترى خبيرة علم النفس دلال البزري أن ذلك "يعكس المناخ العام في البلاد، الذي يقترب أحيانا من نوع من الهوس الديني".

وتبدي إدارة الشاطئ حرصا بالغا، فعند المدخل يتم تفتيش الحقائب بدقة بحثا عن آلات تصوير خوفا من وضع صور للفتيات بالبيكيني على الإنترنت. وإذا كانت المترددات على هذا الشاطئ يؤكدن أنهن يلجأن إليه للاستمتاع بالبحر مع الالتزام بتعاليم دينهن فإن البعض غير مقتنع بذلك.

ويقول أحد المكلفين بالأمن على بعد أمتار من مدخل الشاطئ "يا له من انحلال" محتجا على المغالاة في الوسائل الموضوعة للترفيه عن هؤلاء النسوة وتسليتهن، ويعقب سائق سيارة باحتجاج "لماذا لا يرقصن في بيوتهن"، مضيفا "يفترض عليهن أن يخفن الله وليس الرجال".