في السعودية، نشرت صحيفة "الوطن" تحقيقا مثيرا حول الحسد، قالت فيه إن ظاهرة بيع "غسول الكاسات" وبقايا أطعمة الحفلات انتشرت محققة أسعارا مرتفعة، ذلك أن العديد من النساء السعوديات يخشين الحسد.
وتستند الظاهرة إلى فتوى دينية تقول إن أثر العائن (الشخص الذي يصيب أحدهم بالعين والحسد) يمكن أن يشفي المعيون (المحسود)، الأمر الذي يجعل النساء يشترين بقايا الطعام على اعتبار أنها من أثر من يمكن أن يكونوا أصابوهن بالعين.
وقالت الصحيفة "انتشرت في الأوساط النسائية مؤخرا ظاهرة جديدة وغير مسبوقة تتمثل في قيام بعض النساء بشراء الماء الذي غسلت فيه أواني أطعمة حفلات الزواج والمناسبات الكبيرة وذلك على خلفية الهلع الذي يصيبهن من الحسد أو العين. وأصبح هذا الغسول بمثابة وجبة أخيرة يتناولها النساء المتخوفات من إصابتهن بالعين ودأبن على أن تكون عادة لكثير منهن بعد كل حفلة يحضرنها. الظاهرة أيضا تدر أموالا لا بأس بها بالنسبة لعاملات توزيع القهوة والشاي والطعام داخل صالات الزواج أو غيرها من أماكن الاحتفال."
وأضافت الصحيفة "سجلت أسعار بيع "غسول الكاسات" وبقايا أطعمة الأفراح والمناسبات أسعارا كبيرة ما يعكس انتشار الظاهرة وتوجس العديد من النساء من الحسد، وتعمد "المقهويات" لجمع الماء الخاص بغسل الأواني بعد انتهاء المناسبة فضلا عن تكييس بقايا الأطعمة ومن ثم عرضها للبيع بأسعار تتراوح ما بين 50 إلى 100 ريال."
ونقلت الصحيفة عن أم محمد وهي إحدى النساء اللواتي امتهن هذه المهنة "إنها لا تجد صعوبة في ترويج هذه البضاعة التي تقبل النساء عليها إما بدافع الفضول أو بدافع الخوف من الحسد والتباغض."
وتابعت الصحيفة "وفيما تفاوتت آراء المشتريات ما بين رفض وقبول وتردد، قال المستشار القضائي بوزارة العدل الشيخ عبدالمحسن العبيكان إن أثر العائن يشفي المعيون بإذن الله، مؤكدا أنه إذا أخذ الشخص ذلك الأثر خوفا من العين فلا مانع ما دام كانت نيته العمل بما جاء في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم."
ونقلت الصحيفة أيضا عن أستاذ علم المناعة المشارك في جامعة الملك فيصل رئيس قسم الجمعية البيطرية السعودية الدكتور أحمد اللورعي قوله إن "بقايا الغذاء إذا تراكمت ستفرز بكتيريا تصيب بالتلوث ومن ثم فهناك فرصة كبيرة للتسمم وانتقال العدوى بأمراض عديدة وبعضها مميت مثل الدرن الرئوي والسل والتهاب الكبد الوبائي."