وهو من سكان حي الغزالية غرب بغداد, ومن مواليد 1946م. همه أن يخطف دورا ليحظى من خلاله بالنجومية.
دخل المعترك السياسي منتسبا لحزب البعث العربي الاشتراكي.وأنتدب للعمل في إحدى مكاتبه القومية في بغداد. وأستقتل ليعين في أجهزة الأمن العراقية. فلبي طلبه لكثرة ما رفع من تقارير مفتراة بحق أصدقائه وجيرانه وزملائه وعشيرته وذويه .وفي أقبية جهاز المخابرات, أنطلق بنهم وشهية ليمارس تعذيب السجناء والمعتقلين. حتى أن زميله الحالي العميل ليث كبة يتهمه بأنه هو من تكفل بتعذيبه في المعتقل. وحين بدأت الشكوك تثار من حوله بخصوص انتهازيته المكشوفة والمفضوحة. شعر بأن حزب البعث العربي الاشتراكي لن يحقق له أمانيه ومصالحه الشخصية, بسطوه على إحدى مراكز النفوذ ليظفر بالنجومية, رغم ما أبلاه من ضروب الجور والتعذيب بحق العراقيين. حينها أعطى رجليه للريح ,وفر من العراق عام 1976م قاصدا ألمانيا الغربية, لينضم لفصائل المعارضة. فتلقفه أحمد الجلبي زعيم حزب المؤتمر الوطني ليضمه إلى صفوف حزبه. وعينه ليكون فيه أحد القياديين والناطق الرسمي له شخصيا وللحزب.قاد هجوما إرهابيا على السفارة العراقية في بون عام 2002م. وعاد إلى العراق مع سيده احمد الجلبي على ظهر دبابات جحافل قوى الغزو والاحتلال عام 2003م. فاستعان به الجلبي ليكون أحد المسئولين في عصابته الإجرامية . والتي لا هدف لها سوى الانتقام من العراقيين الذين تعاونوا مع نظام الرئيس صدام حسين,مستخدمين بذلك كل صنوف الإرهاب والإجرام. وبعد تعيين أحمد الجلبي رئيس هيئة إجتثاث البعث, قرر أحمد الجلبي أن يكافئه و يشبع نهم وجوع وحلم منال الآلوسي للسلطة والإجرام والإرهاب. فعينه بمنصب المدير العام للهيئة الوطنية لإجتثاث البعث وعناصره من بلاد الرافدين,بهدف القضاء عليهم بكل وحشية وهمجية وإجرام. فراح يمارس أبشع أنواع الخطف والقتل والإجرام والإرهاب والتعذيب بحق كل عناصر حزب البعث العربي الاشتراكي وبكل ما أوتي من قوة ليشفي غليله وغليل سيده أحمد الجلبي. ولكنه تعرض إلى 14 محاولة اغتيال, نجا منها جميعا. إلا واحدة أدت إلى مصرع ولديه الوحيدين ونجاته منها بأعجوبة. وهو مع أسرته وولديه يحملون الجنسية الألمانية.ورغم أنه فجع ببنيه, إلا أن حلمه بالسطو على زعامة الحزب وإقصاء أحمد الجلبي بقيت مستعرة, ليحقق ولو مكسب تافه وهزيل على الأقل. ولأنه يعرف العلاقات الوطيدة السرية التي تجمع بين احمد الجلبي وقادة إسرائيل,فقد قرر منال الآلوسي أن يلهف قيادة الحزب من أحمد الجلبي ليكون هو رئيس الحزب. ووجد أن ذلك هين إذا ما تقرب من حكام إسرائيل والإسرائيليين. وذلك من خلال إخراج علاقاته مع إسرائيل من السر إلى العلن. فبدا مرحلة جديدة قوامها السفر سنويا إلى كردستان, ومنها ينطلق على حسابه الخاص كما يدعي للانتقال جوا إلى أنقرة, ليمتطي متن طائرة الخطوط الجوية التركية أو العال الإسرائيلية لتنقله إلى تل أبيب بزيارة رسمية كعضو في البرلمان العراقي وعضوا قياديا في حزب المؤتمر ومديرا عاما لهيئة إجتثاث البعث, ليبدأ مكوك زياراته السنوية لإسرائيل.وأنطلق لسانه يغرد بتراتيل وترانيم وغزل وأشعار وأغاني وموشحات تمدح وتشيد بدور وأهمية إسرائيل.فأحس احمد الجلبي منه بالخطر, وشعر بأن حزبه الذي أفنى عليه حياته, وبات يبيض له الكثير من الذهب, سيطير من يديه ليحط في حضن وعهدة منال الآلوسي. فسارع لفصل منال الآلوسي, متذرعا بزياراته لإسرائيل التي تتعارض وسياسة حزبه العلنية( رغم أنها لا تتعارض وسياسة وتوجهات حزبه السرية). ولكنه سرا برر تصرفه هذا لأسياده الإسرائيليين والأمريكيين, بأن قراره إنما كان الهدف منه خداع وتضليل العرب والعراقيين. ودخلت السفارة الأمريكية وقيادة القوات الأمريكية في متاهة, وهما تسمعان كل يوم فصول من الدس والنميمة من كل من الجلبي والآلوسي بحق الأخر.وسارع منال الآلوسي ليشكل حزبا جديدا عام 2004م ,سماه حزب الأمة, ليضم إلى صفوفه العملاء الساخطين من عدم تخصيصهم بدور أو ممن لم يعهد إليهم بمؤسسة أو وزارة يرتعون فيها للإثراء و النهب والفساد كباقي أقرانهم من العملاء. وأنضم مع حزبه لجبهة التوافق بزعامة عدنان الدليمي.
يعتبر الآلوسي أن المصلحة الوطنية تفرض اعتراف العراق بإسرائيل وفتح حوار معها من قبل المسلمون والعرب والعراقيون.لأنها دولة إستراتيجية داخل الوطن العربي والشرق الأوسط,وعلى الحدود الغربية للعراق. وهي واقع لا يمكن إنكاره. وهي حليف إستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية حليفة العراق. وأنه من الضروري إلغاء حالة العداء والحرب بينها وبين العراق في ظل وجود نصف مليون يهودي من يهود العراق. ووجود آراء ومواقف وأطروحات إسرائيلية جيدة عن العراق والسلام. وتعزيز التعاون معها في مجال مكافحة الإرهاب. وإقامة علاقات كاملة ووطيدة بين العراق وإسرائيل. وإقامة حلف يضم العراق وإسرائيل والأردن وتركيا والكويت والولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة إيران باعتبارها الخطر الداهم على العالم ومنطقة الشرق الأوسط. ويعتبر إيران والقاعدة والجهل هي الأخطار الوحيدة التي تتهدد العراق, وأن إيران هي الخطر الأكبر. ويقول: الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل هما صديقتا العراق, أما إيران فهي عدوة العراق ومنطقة الشرق الأوسط.
داهم الجنود الأمريكيين منزله عام 2007م.فقاد حركة تدعوا لخروج الأمريكيين من العراق,وخروج السفارة الإيرانية من المنطقة الخضراء. وبضغط من السفير الأمريكي وإسرائيل عين منال الآلوسي ليكون مستشارا لرئيس الوزراء نوري المالكي. ليبقى له دور أسوة بأحمد الجلبي.فسارع مثال الآلوسي لتبديل مواقفه بسرعة عام 2008م ,وصار من أشد المدافعين عن بقاء القوات الأمريكية, وديمومة الاحتلال,وضرورة توقيع الاتفاقية الأمنية كما هي واردة في المسودة الأمريكية دون نقاش أو جدال أو مماحكة أو تعديل أو تلكؤ أو تأخير.على أن يكون أمدها طويل جدا, وأن توفر الاتفاقية الأمنية الحصانة من المحاكمة أو أية مساءلة للجنود الأمريكيين على أي من ممارستهم, وأن يترك في الاتفاقية قرار الانسحاب الأمريكي من العراق لمشيئة واشنطن وحدها دون أن يكون أي دور لبغداد.و يعتبر مثال الآلوسي: أن بقاء قوات الاحتلال تحت يافطة الأمم المتحدة لن يكون في مصلحة العراق. وان الاتفاقية الأمنية ستجعل من العراق القطب الرئيسي والمحور الاقتصادي والسياسي الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط. والأدهى من ذلك حضه باقي الدول العربية والإسلامية على استغلال الفرصة السانحة ,والإسراع بتوقيع اتفاقيات أمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية أو حلف الناتو أو إسرائيل.على غرار الاتفاقية الأمنية الذي سيوقعها العراق مع الولايات المتحدة الأمريكية. وهو على الدوام ينتقد أقرب حلفائه ومعظم الشخصيات العراقية المتعاونة مع الاحتلال. وانتقاداته باتت محط تساءل واستغراب وريبة من الجميع. حيث بات كل واحد منهم يتساءل في سره: ماذا يريد منال الآلوسي, وإلى أين يريد أن يصل, ومن هم وراءه ؟
ومثال الآلوسي يعتبر أن السيادة العراقية مهددة بسبب جنون إيران التوسعي.ويرى أن التفاوض مع إسرائيل وإقامة العلاقات والحلف معها هو لمصلحة العراق. وأن وجوده في إسرائيل خير دليل على أن السياسة العراقية ناجحة ومتقدمة ومتطورة ومتفوقة.وأن زياراته لإسرائيل الهدف منها الدفاع عن العراق,ولكي لا يبقى مقعد العراق شاغرا في المؤتمرات التي تعقد في إسرائيل. أو في المؤتمرات التي تعقد لبحث قضايا الإرهاب.لأنه بذلك يكشف أساليب سرقة أموال الشعوب لتمويل المنظمات الإرهابية. ولكي يطلع على الطرق التي تسرق فيها أموال النفط,وفي أي البنوك يتم إيداعها.وانه لا حاجة لأن يحصل على أذن من احد في سفره وزياراته لإسرائيل,إلا إذا أخذ الآخرون الأذن عندما يزرون إيران بالسر والعلن ويوقعون اتفاقيات معها. ويعبر دائما عن استعداده للتحالف مع كل من يعادي إيران أو يصادق أي من الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل. ومثال جمال الآلوسي أستغرب وأستهجن وأدان قرار رفع الحصانة عنه وإحالته للمحاكمة بجرم خرقه لقانون العقوبات الذي يحظر الاتصال بدولة معادية للعراق كإسرائيل ,وزياراته المتكررة لها. وقال في رده على هذه التهمة: أن هذا الإجراء قصد منه أستبذاذه للمساومة, ويتعارض مع الدستور العراقي الجديد, وقانون إدارة الدولة. وأن خطوط الاتصالات الهاتفية بين العراق و إسرائيل قائمة منذ اليوم الأول لإحتلال العراق وحتى الآن. وحتى جوازات السفر العراقية الجديدة أسقطت منها فقرة ( يسمح بالسفر إلى جميع أنحاء العالم ما عدا إسرائيل ) بعد الاحتلال الأمريكي للعراق. وأن مندوبي العراق وإيران وإسرائيل يجلسون متجاورين إلى جانب بعضهم البعض في الأمم المتحدة, لأنهم يبدؤون بحرف الألف. ويعتبر أن زياراته لإسرائيل إنما هي مغامرة قد تقضي عليه. ولكنه سيفعلها ولن يتراجع عنها ولو كلفته حياته أو مستقبله ومسيرته السياسية. وفي كل ظهور لمثال جمال الآلوسي على وسائط الإعلام. يعلن انه يعمل لصالح وطنه العراق. وأنه إنما يسعى لبناء دولة القانون والمؤسسات والفصل بين السلطات. ومحاربة الفساد والإرهاب. والتصدي لأي فكر ديني, وتحرير الجامعات من شعوذة المتطرفين,وإلغاء الميليشيات التي تمثل دولة داخل الدولة. ويعتبر المقاومة العراقية إنما هي تنظيمات لأشخاص تحت مسميات العروبة والإسلام وحزب البعث, مهمتها في كل يوم قتل الذين يريدون عراقا حرا.وأنه لا وجود لمقاومة عراقية,بل هناك مرتزقة وقتلة. وأن من يقف وراء العمليات العسكرية هم أزلام الرئيس صدام حسين ونظامه البائد, وجماعة الزرقاوي بدعم من سوريا وإيران. وهؤلاء يصح فيهم القول بنظره حسبما قال: إذا أردت أن تكون شخصا مهما فعليك أن تكون إرهابيا. ويعتبر نفسه خبير في محاربة الإرهاب,وعلماني من الطراز الأول, وواحد من الليبراليين الجدد الذي يتصدون ببسالة على الدوام للقضاء على الأحزاب والحركات الدينية رغم انضمامه لجبهة التوافق العراقية,وأن كثيرا من الليبراليين الجدد المثقفين سنة وشيعة يصوتون له في الانتخابات.
وتصاعد الصراع بين أحمد الجلبي ومنال جمال الآلوسي. دفع ليجعل من الآلوسي شخصية غريبة ومتناقضة ومثيرة للجدل. بحيث بات كل سياسي وواسطة إعلام توصف الآلوسي وفق هواها ومنحاها: وهذا بعض منها:
o يقولون عنه في إسرائيل. أن الخدمة التي يقدمها مثال جمال الآلوسي تساوي وزنها ذهبا.
o ويصفه البعض على أنه مشروع متنقل للقتل والاغتيال.ونموذج للقتل والتعذيب والإجرام والإرهاب.
o ويعتبره كثير من العملاء, بأن أفعاله حمقاء وغبية لأنه يفسد طبختهم بعد أن قاربت على النضوج.
o ويعتبره بعض العملاء على أنه نجح في قنص دورا مميزا يحظى فيه باحترام المحتل وإسرائيل.
o ويعتبره البعض أنه صريح وواقعي لأبعد الحدود, وصراحته هي سبب تعدد وتنوع المحاولات لاغتياله.
o ويعتبره البعض بأنه لا ينطق عن الهوى,وإنما ما يقوله موحى إليه من بعض أنظمة العلة والاعتدال.
o ويعتبر البعض أن الفشل واليأس والإحباط دفعا به ليعقد أمله ورجاءه على إسرائيل وقوى الاحتلال.
o ويعتبره البعض مدرسة في العمالة,راح ينهل من مناهجها الكثير من العملاء في بعض الدول والبلدان.
o والبعض يعتبره سابق لعصره,وآخرون يعتبرونه طلقة انطلقت من عصور الانحطاط لاغتيال العراق.
الأحد : 19 / 10/2008م bkriem@gmail.com